المقال |
حيفا.. عروسُ البحر
المكان: حيفا، الشاهدة: زهرة خمرة (ام ماهر)
موقع: عرب48
21/05/2013
هي زهرة عابدي- خمرة (أم ماهر)، والدها: قاسم عابدي، وزوجها سليم خمرة، وهي ابنة لعائلة حيفاوية، ووالدتها من عائلة الحاج، عمّها هو عبد الرحمن الحاج رئيس بلدية حيفا قبل النكبة. وهي شقيقة الفنان التشكيلي عبد عابدي، والمرحوم ديب عابدي، ولها شقيقتان احداهما تقيم في أم الفحم والأخرى مغتربة في مخيم اليرموك في سوريا، تدعى لطفية، وكانت تقيم مع زوجها في عتيل قضاء نابلس.
تتحدث عن اندلاع الحرب في العام 1948 فتقول: "في قلبي ذكريات مؤلمة، عن فلسطينيين قُتلوا أمام عيني، وأنا طفلة يافعة، وقد رأيتُ انسكاب دمائهم على جدار في حيينا في حارة الكنائس، أيامها لم استطع استيعاب هول الصدمة. وقد تأثرت والدتي – رحمها الله – بالأحداث والمناوشات الشديدة بين العرب واليهود، فاختارت أن نهرب إلى بيت خالها في ساحة الحناطير، المهجور، بعد أن تركه أصحابه وهربوا إلى لبنان، وحين بدأ اليهود بالاقتراب أكثر، تركنا البيت وهربنا إلى عكا، لكنّ والدي ظلّ في بيت العائلة، لكنّ الخوف جعل والدتي تختار الانتقال إلى لبنان، بالسفينة، حيثُ رست السفينة في ميناء بيروت، وقد أقمنا في مخيم المية ومية، ومن هناك انتقلنا إلى أكثر من مكان، وتلقينا مساعدات غذائية من وكالة اللاجئين "الأونروا"، بينما انتقلت شقيقتي (لطفية) مع زوجها إلى سوريا واستقروا هناك، ومن لبنان إلى الشام زحفنا، انتقلنا لنجاور شقيقتي لطفية، انا وامي وأشقائي، وقد حصلنا على بطاقات هوية، وبعد عامٍ ابرق لنا الوالد كي نعود إلى حيفانا وبصعوبةٍ أيضًا، كان لنا أن نعود إلى بيتنا، لكنّ الجد وسائر الأقارب آثروا البقاء في سوريا".
وتصف نكبة العام 1948 فتقول: "لا يُمكنني أن أنسى العام 1948، كُنا نعتقد أننا سنعود إلى بيتنا، وكبارُنا يحملون المفاتيح، وأمضينا سنتين في الغربة، مهجرين، بالكاد نلملمُ مؤنتنا ونبكي جراحنا، بيوتٌ في لبنان ليست بيوتا، ومِن مكانٍ إلى مكانٍ نحملُ الأغراض ووجع القلب ونسيرُ باكين، ذكرياتنا مع شقيقتي لطفية، التي صرنا نلتقيها في الأردن". وكان أجملُ لقاءٍ لنا بِها قبل أكثر من 10 سنوات، حيثُ سمح لنا بزيارة سوريا ولقاء الأحبة".
حيفا في عيون زهرة عابدي خمرة:"كان عدد سكان حيفا العرب في العام 1947 يبلغ حوالي 70 ألف عربي، ولم يبقَ في تشرين الثاني من العام 48، سوى أقل من ثلاثة آلاف وثلاثمائة نسمة، أما اليوم فعدد السكان العرب وصل إلى 35 ألفًا، من مجموع السكان الذي وصل إلى أكثر من 270 ألف نسمة،علمًا أنّ عامل الزيادة لا يعتمد فقط على التكاثر الطبيعي، بل إنّ الهجرة الداخلية إلى حيفا، زادت هذا العدد بصورة ملحوظة، وحيفا اليوم حضنُ الفلسطينيين وأجملُ المدن في نظري، هي عروسُ البحر، وهواءها يردُ الروح ويشفي جرح العليل، ولا يكتملُ جمالُ المدينة إلا بعودة إهلها إليها، مهما طالُ الدهرُ أو قَصُر".
فصل المقال/ غادة أسعد
تحرير:احمد سليط
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|