"لا عودة إلا إلى فلسطين"... خليل حسن خليل شلون يوثّق حكايته مع النكبة

هوية - محمد سويد
صيدا - تموز/يوليو 2025
في إطار مبادرة توثيق الذاكرة الشفوية الفلسطينية، قامت مؤسسة هوية بالتعاون مع جمعية أغاريد بتوثيق شهادة الحاج خليل حسن خليل شلون من مواليد عام 1946 في مدينة عكا الذي مازال يحتفظ بشهادة ولادته التي حملتها أمه معها من عكا عام ١٩٤٨ .
ومازال يحتفظ بها ومتمسك بها إلى يومنا هذا والمقيم حاليًا في منطقة صيدا - مجدليون جنوب لبنان.
الحاج خليل، وهو من أبناء النكبة الذين عايشوا مرارتها، تحدّث عن الحياة البسيطة التي عاشها أهله في عكا، حيث كان والده يعمل "سِنكري" (مُصلّح أدوات معدنية)، في مهنة شريفة تكفي حاجتهم اليومية. بساطة الحياة في عكا كانت، كما وصفها، مليئة بالدفء والكرامة.
لكنه لم ينسَ أبدًا صباحات التهجير، حين اقتُلعت العائلات من أرضها تحت وعود خادعة من الاحتلال البريطاني والصهيوني: "اسبوع وتعودون إلى بيوتكم"... وعدٌ كاذب تحوّل إلى عقود من الغربة والشتات.
يحكي الحاج خليل بحرقة عن مشاعر الغربة، عن الانفصال القسري عن مدينته، وكيف أن قلبه بقي معلقًا بين الأزقة القديمة في عكا. وبين تنهيدة وأخرى، قال:
"هذه وثيقة ولادتي... لا عودة إلا إلى فلسطين، ولا وطن إلا فلسطين."
في كل كلمة قالها، كانت فلسطين حاضرة، لا كذكرى فقط، بل كوطن حيّ، نابض، لا يزال ينتظر أبناءه. شهادة الحاج خليل تنضمّ إلى سلسلة من الروايات الحية التي تؤكد أن الذاكرة الفلسطينية أقوى من محاولات الطمس، وأن الحنين ما زال طريقًا للعودة.

