·
" الحاجة بهية محمد دياب..
ذاكرة ولدت على طريق التهجير من لوبية
مخيم اليرموك – 23/10/2025
هـــوية – فدوى برية
وُلدت الحاجة بهية محمد دياب عام 1948، قبيل تهجير اهلها من قريتها لوبية في قضاء طبريا. لم ترَ قريتها، إذ كانت رضيعة لا يتجاوز عمرها الشهر الواحد حين خرجت العائلة من فلسطين باتجاه صيدا في لبنان، ثم إلى مخيم عين الحلوة، قبل أن تستقرّ لاحقًا في مخيم اليرموك بدمشق، حيث عاشت طفولتها وشبابها وأسّست عائلتها.
في مساء الخميس 23 تشرين الأول/أكتوبر 2025، زار فريق هوية الحاجة بهية في منزلها بمخيم اليرموك، شارع السباعي، حيث استقبلهم ابنها أسامة وزوجة ابنها الثاني بترحاب وكرم. وقد أحضروا صورة قديمة لوالدة الحاجة، الحاجة هنية جوهر حميد (مواليد 1929 – لوبية)، التي بقيت شاهدة على تفاصيل الحياة في القرية قبل التهجير، وحرصت على نقلها لأبنائها وأحفادها.
ورغم معاناتها الصحية، أصرّت الحاجة أم عماد على الحديث عن الذاكرة التي حملتها من روايات والديها عن القرية وأهلها، وعن والدها الذي كان من الثوار في لوبية. درست حتى الصف الخامس، وتزوجت في الثامنة عشرة من عمرها، فكانت مسيرة حياتها شاهدة على تتابع الأجيال الفلسطينية التي وُلدت في المنفى ونشأت على حبّ الوطن المفقود.
تحدثت بحنينٍ لا يهدأ عن لوبية، القرية التي تصفها بأنها جنة الله على الأرض، وعن شوقها الدائم للعودة إليها مع أبنائها وأحفادها. تقول إنّ حبّ فلسطين وذكريات لوبية يسكنان وجدان العائلة جيلاً بعد جيل، وإنها تزرع هذا الانتماء في أبنائها كما زرعه والداها فيها.
تختصر الحاجة بهية حكايتها بجملة تعبّر عن روحها الثابتة: لم أرَ لوبية بعينيّ، لكنّها لم تفارق قلبي يومًا.
