#هويّة - أ.زياد غضبان
حلب ـ مخيّم النّيرب
الأحد 2025/10/5
في إطار إحصاء شهود النّكبة في حلب
قام فريق #هَوِيَّة بالتعاون مع
أ.زياد غضبان بإجراء مقابلة فَريدة من نوعها مع إحدى قاطني قرية الطيرة ـ قضاء حيفا
و بعد موعدٍ مُنتظَر من الفريق ، جلستْ الحاجة رقيّة في منزل جيرانها تنتظرنا و أتت حانية الظهر و كأنَّها مُثقلةٌ من ألم الهجرة على ظهرها ، و بعد تحديق عينها بنا أهّلت بها أبهى تهليل
في البداية عرفت عن نفسها رقية عمر الصالح الناجي مواليد طيرة حيفا عام 1940
الطّيرة : ذات البيوت القليلة ، أهلها الطيّبون ، الكادحون في العمل ، المخلصون لأرضهم...
كان والدها يمتلك أرض يزرع بها زيتون ، حيثُ اشتهرت قرية الطيرة بحبّة الزيتون التي يخرج منها الزيت بكثافة إذ تشربُ الزيت الزيتون بالكأس من لذّته فهي قريةُ الفلاحين
كان منزلاً بسيطاً و أكثر ما يميّزه (النّمليّة) التي تجمع طعام المنزل و المونة
و بصفنةٍ غير طويلة سردت لي أسماء الجيران في القرية و منهم بيت ( النّاحي ، الخطيب ، .... )
و أجمل ما وصفته في القرية هو السَّهل بخضاره و عذوبة مياهه حيث كان أطفال الحيّ يلعب بها بألعاب تبعثُ الرّوح في نفوسهم
و بعدَ اندماجٍ في الحديث بحُبٍّ في الحديث عن مسقط رأسها سألتها عن معالم قريتها الرئيسية و لكن لم تساعدها ذاكرتها لتذكّر مدرستها و أجواء رمضان و سهرات النساء
و عندما سألتها عن الأعياد أجابتني : ( الطّيرة كلّها أعياد ، لأنّ فيها بيادر و أولاد وبنات الضيعة بيلعبوا فيها)
ثمّ انتقلت للحديث عن مآسي الهجرة حيث ودّعت أرضها و هي واهمة أنها نزهة جميلة حيث تنقلت بسيارة شحن كبيرة مع أهلها إلى أن وصلوا إلى مدينة صور في لبنان و لاقوا من أهل لبنان العريقة كرم الضيافة ثم بالقطارات إلى سورية فنزلوا في مساجد حلب و لاحظوا لفهة الأشقاء السوريين بمساعدتهم بقلبٍ مُحبّ
و في خِتام الحديث عن بصمة العودة للوطن الأمّ اعتصرت عيناها بالدّمع و أجابت بحرقة قلب : ( ليه بنساها طيّب ، هاي بلادي ، لا يا خالتي هادا سؤال بنسأل ) ( أبداً بروحي م ببيعها)
