"رجّعوني لو شهر" – حكاية الحاجة خزنة يوسف من الزويّة إلى مخيم خان دنون
#سوريا – مخيم خان دنون
فدوى برية – #هـــوية
عصر يوم الأربعاء 20 آب 2025، استقبلت الحاجة خزنة علي يوسف (مواليد 1932) وفد "هـويـة" في منزلها بمخيم خان دنون، بحضور أبنائها وبناتها وأحفادها الذين التفوا حولها في صورة عائلية دافئة عكست أصالة الكرم الفلسطيني.
في المضافة الواسعة كاتساع قلبها، جلست الحاجة خزنة بلباسها التقليدي، على فراش أقعدتها جلطة في قدمها اليسرى، لكنها لم تفقد ابتسامتها ولا ترحيبها العفوي، حتى حين بدأنا بتسجيل اللقاء.
قدمت نفسها بفخر قائلة: "أنا خزنة علي يوسف، مواليد 1932، من قرية الزويّة – سهل الحولة، قضاء صفد"، ثم سالت دموعها وهي تذكر اسم بلدتها. روت طفولتها اليتيمة بعد فقد والديها، وزواجها في سن الرابعة عشرة، قبل أن تعصف النكبة بعائلتها وبلدها عام 1948.
استعادت مشاهد التهجير القسري: خروج الأهالي على عجل من منازلهم، يحملون ما تيسر من حاجاتهم، متنقلين من بلدة إلى أخرى خوفاً على أنفسهم وأعراضهم. حتى استقر بها المطاف مع زوجها وأقاربها في مخيم خان دنون بسوريا.
سردت صوراً من حياتهم في قريتها: الزرع والحصاد، الأفراح والوفيات، وتكاتف الناس في السراء والضراء، مؤكدة أن هذه الروح رافقتهم حتى بعد التهجير. وأردفت: "أيام وستعود… العمر مضى، لكني ما زلت على أمل اللقاء بوطني، أشم هواءه وآكل من خيراته"، ثم أضافت بصدق موجع: "رجعوني لو شهر على فلسطين… وإذا ما رجعت، أولادي وأحفادي لازم يرجعوا، وما يتخلوا عنها".
انتقلت بذاكرتها إلى دمشق، إلى تأسيس بيت جديد ورعاية أبنائها وتعليمهم حتى كبروا وتزوجوا. وخلال الحديث، نشأ جدال لطيف بين أبنائها حول بعض التفاصيل التي روتها، في إشارة إلى أن فلسطين بقيت حاضرة في أحاديث العائلة جيلاً بعد جيل.
اليوم، تجلس الحاجة خزنة كملكة على عرش أسرتها، محاطةً بأبنائها وأحفادها الذين يحيطونها بالرعاية والمحبة. أما قلبها، فما زال معلقاً هناك، في الزويّة، يلهج بالدعاء أن تعود – ولو لأيام – لتروي ظمأ السنين برؤية وطنها واحتضان ترابه.
