| المقال |
الحاج حسن هديب:
مجزرة الدوايمة ما زالت محفورة في الذاكرة
الأردن - 17 آب/أغسطس 2025
التقى مندوب هوية بالحاج حسن عبد السلام موسى هديب، المولود عام 1941 في قرية الدوايمة قضاء الخليل. خلال اللقاء، استعاد الحاج ذكريات قريته التي كانت جزءًا من جبل الخليل، محاطة بقرى مثل بيت جبرين، زكريا، دير الذبان، ذكرين، دير آبان، وعجور.
يصف الحاج حسن الحياة في الدوايمة قبل النكبة قائلاً: "عشنا حياة بسيطة وسعيدة، الأرض كانت مقسمة بين العائلات، وكل عائلة تزرع أرضها. سكنا قريبًا من الكراج، وكان لدينا سوق الجمعة وسوق للحلال، كما كنا نعتمد على الزراعة وتربية المواشي. الناس كانت متعاونة ومترابطة. كان عندنا مدرسة حتى الصف السابع بإدارة الأستاذ حسن سنور. الأعراس كانت تدوم أكثر من أسبوع، وكل القرية تشارك فيها."
لكن الذكريات الأليمة سرعان ما حضرت، إذ يروي الحاج ما جرى يوم التهجير: "يوم جمعة وأثناء الصلاة، دخلت قوة يهودية حتى وصلت دكانة الحج علي أبو حسين، وأطلقوا النار. كان أحد الثوار مسلحًا فردّ على إطلاق النار، لتلحق بهم قوة كبيرة مدعمة بالدبابات. اقتحموا المسجد وقتلوا من فيه وأحرقوا الجثث."
ويضيف: "بعدها اضطر الأهالي لمغادرة القرية خوفًا على النفس والعرض. تحركنا باتجاه منطقة الطور، لكن اليهود لحقوا بنا. رفض بعض الأهالي الخروج، فأطلقوا عليهم النار، ثم جمعوا من بقي في الطور وصفّوهم وأطلقوا النار عليهم جميعًا. أذكر أن طفلين فقط من عائلة العامري نجوا من المجزرة."
يتابع الحاج: "بعد ذلك توجهنا إلى بيت عوا وسكنا المغر مع باقي العائلات، ثم انتقلنا إلى دورا لمدة خمسة أشهر، وبعدها إلى أريحا حيث بقينا حتى عام 1959، قبل أن أتعين في الشرطة وأنتقل إلى عمان."
ورغم مرور أكثر من سبعة عقود، لا يزال الحاج حسن هديب يحمل أمل العودة، قائلاً: "الدوايمة دايمًا في بالي. لو عندي مال الدنيا بتركه وبرجع إلها."
#هوية
عرض أقل

|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|