ذاكرة امرأة من عين غزال.. من لجوء الطفولة إلى أمومة اليرموك
الحاجة هاجر صالح إدريس (أم ماجـد)
مخيم اليرموك – 25/10/2025
هــــويــة – فدوى برية
في منزلها الكائن في مخيم اليرموك بدمشق، استقبلت الحاجة هاجر صالح إدريس، المولودة عام 1946 في قرية عين غزال قضاء حيفا، وفد "هوية" برفقة عائلتها وأقاربها القادمين من مدينة درعا، وذلك ظهر يوم السبت 25 تشرين الأول.
غادرت الحاجة هاجر قريتها وهي طفلة في الثانية من عمرها، إثر نكبة عام 1948، لتستقر عائلتها بدايةً في منبج بمحافظة حلب، حيث تابعت دراستها حتى الصف السادس الابتدائي. وفي السادسة عشرة من عمرها، تزوجت وانتقلت إلى مخيم اليرموك في دمشق، في حارة رقم 6، لتبدأ هناك رحلة جديدة من الكفاح والعطاء الأسري.
أنجبت الحاجة أم ماجد ثمانية أبناء (ثلاثة ذكور وخمس بنات)، حرصت على تربيتهم وتعليمهم رغم ظروف اللجوء الصعبة، فتابعوا دراستهم في مدارس ومعاهد دمشق، حتى استقل كلٌّ منهم بحياته وعمله.
امتازت الحاجة بمهارتها في حياكة الصوف على السنارتين، كما برعت في إعداد المأكولات الفلسطينية التقليدية، وعلى رأسها المسخّن والمغربية والكبّة وورق العنب. أما زوجها، الحاج ضرار يحيى خالد (أبو ماجد)، فكان يعمل مساعدًا أول في الجيش السوري حتى تقاعده، وبقي متمسكًا بفكرة العودة إلى مسقط رأسه عين غزال، حتى إنه كان يرفض تزويج أولاده خارج فلسطين، مؤكدًا أنه سيعود إليها يوماً.
اليوم، وبعد رحيله، ما تزال الحاجة أم ماجد تحمل الراية، تتابع أحفادها كما ربّت أبناءها، وتحافظ على ذاكرة القرية والبيت والأرض في وجدان العائلة.
خلال الزيارة، ساعدتنا الحاجة في استكمال شجرة عائلتها من جدها إدريس حسن حسين، وعائلة زوجها ضرار يحيى خالد، وكلاهما من عين غزال، كما قدّمت وثائق تعود إلى فترة اللجوء الأولى في سوريا، احتفظت بها كجزء من تاريخ العائلة وهويتها.
واختتمت اللقاء بتعبيرها الصادق عن إيمانها الثابت بالعودة إلى فلسطين، قائلةً إنّ البعد عن أرض الأجداد لن يُنسيهم حقهم، وإنهم سيجتمعون يوماً في عين غزال بعد طول الغياب.
