"هـويـة" تلتقي الحاجة وطفة صلاح الدين عم علي (أم محمد)
من الجاعونـة إلى مخيم اليرموك... ذاكرة لا تنطفئ
دمشق – 1/11/2025
هـــويــة - فدوى برية
ظهر يوم السبت الأول من تشرين الثاني، زار وفد "هوية" الحاجة وطفة صلاح الدين عم علي، مواليد 1945 من قرية الجاعونة قضاء صفد، في منزلها بأشرفية صحنايا في ريف دمشق.
كانت ابنتها بانتظار الوفد، واستقبلتنا مع زوجة ابنها وحفيدتيها بترحاب كبير وكرم فلسطيني أصيل.
رغم وضعها الصحي، حافظت الحاجة وطفة على ابتسامتها ودفء حديثها، ولم تفارقها كلمات الترحيب منذ لحظة استقبالنا حتى نهاية الزيارة.
بدأ اللقاء بتعريفها عن نفسها قائلة إنها وُلدت على تراب الجاعونة الجميلة، في بيت صغير، قبل أن يبني والدها بيتاً جديداً من أربع غرف وغرفة للمونة، لكنهم اضطروا لمغادرة القرية عام 1948.
تستعيد الحاجة وطفة تفاصيل خروجهم من الجاعونة في "عام النكبة"، إذ اتجهت العائلة أولاً إلى منطقة بنت جبيل في لبنان، ثم إلى سوريا، حيث أقاموا في باب شرقي داخل جامع كبير مع أعمامها وعماتها، قبل أن ينتقلوا إلى حارة اليهود في ساحة الجامع الأحمر، ثم إلى مخيم اليرموك، حيث اشترى والدها قطعة أرض وبنى عليها منزلاً عاشوا فيه سنين طويلة، وهناك وُلد إخوتها الصغار.
تابعت دراستها في معهد فلسطين ثم في معهد حطين، وأكملت تعليمها بمدرسة المنصورة قرب مدرسة المالكية حتى الصف التاسع، قبل أن تتزوج عام 1958 وهي في الثالثة عشرة من عمرها، وتبدأ حياة جديدة في مخيم اليرموك.
أنجبت الحاجة وطفة تسعة أبناء، عاشت معهم في شارع المدارس، ثم في امتداد شارع اليرموك، وأخيراً في منطقة التقدم.
اليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على النكبة، ما زالت الحاجة وطفة تتحدث عن الجاعونة وكأنها تركتها بالأمس، تقول بثقة:
فلسطين بلدنا، وأول على آخر إن شاء الله منرجع.
فلسطين ما رح تنمحى من ذاكرتنا ولا من ذاكرة أولادنا وأحفادنا.
وفي ختام الزيارة، دعتنا الحاجة لتناول الغداء مع العائلة، فكانت جلسة عامرة بالدفء والذكريات، تحدثنا خلالها عن عادات أهل الجاعونة وأكلاتهم التي ما زالت تحافظ عليها في بيتها، وكأنها تحيي فلسطين من جديد في كل وجبة وكل حديث
