يُعد قامة فنية بارزة وأحد أهم أعمدة الزجل والشعر الشعبي الفلسطيني. وُلد في قرية الجلمة الواقعة قضاء مدينة جنين في الأول من شعبان عام 1363 هـ، الموافق لعام 1944 م. لُقّب بـ "شيخ الزجّالين" نظرًا لمسيرته الفنية الحافلة التي امتدت لعقود، ترك خلالها بصمة لا تُمحى في وجدان التراث الشفوي الفلسطيني.
نشأ بيئة تعج بالشعر والتراث،. ترعرع على حب الأرض والوطن، وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية، حالت الظروف دون إكماله التعليم، فعملا مع والده في الزراعة، مما عمّق ارتباطه بتراب فلسطين.
بدأت موهبته الشعرية تظهر في مراحل مبكرة من عمره، وتأثر بالبيئة الشعرية الغنية في قريته. صقل موهبته بالاحتكاك بكبار الزجّالين في ذلك الوقت
احترف أبو هشام الجلماوي فن الزجل في السابعة عشرة من عمره، وسرعان ما برز نجمه في حفلات الزجل والمساجلات الشعرية التي كانت تقام في مختلف القرى والمدن الفلسطينية. شارك في إحياء آلاف الحفلات والمناسبات الاجتماعية والوطنية، ووقف على منابر الشعر مجادلًا ومحاورًا كبار شعراء الزجل في عصره
تميز شعر أبو هشام الجلماوي بقوة الكلمة وعمق المعنى والارتجال السريع والحجة القوية في المحاورات الشعرية. تناول في زجلياته مختلف المواضيع الاجتماعية والوطنية والإنسانية. غنّى للأرض والفلاح، وتناول قضايا وهموم شعبه، فكان شعره مرآة صادقة للمجتمع الفلسطيني وتجسيدًا حيًا لتراثه.
كرّس ابنه الشاعر الراحل درغام الجلماوي، الذي ورث موهبة الشعر عن أبيه، جهدًا كبيرًا لتوثيق مسيرة والده الشعرية. فأصدر كتابًا بعنوان "موسوعة الزجل الشعبي لشيخ الزجالين أبو هشام الجلماوي"، والذي يُعد مرجعًا هامًا لمسيرته وأعماله الشعرية، وقد تضمن سيرة ذاتية بقلم أبو هشام نفسه.
تزوج أبو هشام الجلماوي في سن مبكرة، ورُزق بتسعة أبناء، ثلاثة ذكور وهم: هشام، ودرغام (الذي وافته المنية في عام 2019)، وشادي، وست إناث.
يُذكر أنه كثيرًا ما يقع الخلط بين "أبو هشام الجلماوي" والشاعر الزجّال الراحل "أبو بسام الجلماوي" (محمد عبد الحميد شعبان)، الذي توفي عام 2013، وكلاهما من قرية الجلمة ومن كبار شعراء الزجل في فلسطين.
يظل أبو هشام الجلماوي رمزًا من رموز التراث الفلسطيني الأصيل، وشاعرًا كبيرًا حمل همّ وطنه وعبّر عن نبض شعبه بكلمات ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال.