مساء يوم السبت، الموافق 8 كانون الأول 2025،
زار وفد مؤسسة «هويّة» الحاج محمد إبراهيم ناصيف، من مواليد مدينة حيفا عام 1941، في منزل صهره الكائن في مخيم النيرب – الشارع العام.
بعد التعريف بمؤسسة «هويّة»، قام الحاج محمد برسم شجرة عائلته، مستذكرًا ذكريات طفولته ومعالم بلدته.
وقال الحاج محمد:
"أنا محمد إبراهيم ناصيف، من مواليد مدينة حيفا عام 1941. كانت المدينة قريبة من البحر، فيها ميناء وبواخر، وصيادون يصطادون الأسماك ويبيعونها في المدينة."
واسترسل في الحديث عن معالم مدينة حيفا، مشيرًا إلى شارع الناصرة المطل على جبل الشيخ، ومميزًا المدينة بشوارعها المزيّنة والمضاءة، ووجود المرآب للسيارات ومعمل الدخان، إضافة إلى كثرة السكان والحركة التجارية. كما تحدث عن منزله الواقع غرب المدينة، المؤلف من ست غرف وليوان واسع للاجتماعات، وذكر محتويات مطبخ أسرته ومقتنيات دارهم.
وأشار إلى أن والده كان يعمل سائق قطار بين حيفا وكلٍّ من القاهرة في مصر ودمشق في سورية، وروى أنه رافق والده بالقطار إلى مصر، وزار العاصمة القاهرة، وصلى معه في مسجد الإسكندرية، وتعرّف على معالم المدينة وأسواقها، واشترى ملابس له ولإخوته.
ثم أكمل حديثه عن تعليمه، حيث درس حتى الصف الثاني في مدرسة الإرشاد، وتطرق إلى بناء المساجد والكنائس والمضافات، موضحًا أن المختار كان يجلب شيخًا إلى المضافة ليحدّث الناس عن تعاليم الدين الإسلامي وقصص الرسول الكريم ﷺ.
كما استذكر ميناء حيفا والأسماك، وروايات أجداده عن مقام الشيخ خضر، ومعصرة الزيتون، ومطحنة القمح القريبة من منزله.
وانتقل بذاكرته إلى بلدته، متحدثًا عن أرضها وبيوتها وعادات أهلها، متوقفًا عند حديقتها الجميلة التي تمتد لعشرين مترًا، وفيها عين ماء صافية وورود فواحة.
ثم استعاد اللحظة الأكثر إيلامًا في حياته: يوم الهجرة عام 1948، حين اضطر، وهو في السابعة من عمره، مع عائلته إلى مغادرة حيفا تحت القهر والتهديد، كغيرهم من العائلات الفلسطينية، واصفًا رحلة التشرد حتى استقروا في سورية، حيث تزوّج وبنى أسرته.
وأكد الحاج محمد أن فلسطين ما زالت في قلبه، قائلًا:
"لأ، ما بتنازل أبدًا، والأمل بالعودة لم ينقطع يومًا. حلمي بالعودة قائم، وأتمنى أن العرب يساعدونا. أملي بالله في الرجوع إلى الوطن موجود دائمًا."
وشدد على أن عودة الأجيال إلى أرضها حق ثابت، وأن دماء شهداء غزة ستبقى شاهدة على عدالة القضية مهما طال الزمن.
