بسم الله الرحمن الرحيم
قصة وتاريخ عائلة – أبو مسامح
تشمل عائلة أبو مسامح أو المسامحة – أبو جابر- الجوابره - عبد الخالق
مسكنهم اليوم: اللقية - بئر السبع، غزة، رفح، خان يونس، الصالحية في مصر وإربد في الأردن وغيرها
احدى العائلات المعروفة في النقب. يسكن جميع أبناء العائلة الذين بقوا في البلاد في قرية اللقية شمال شرقي بئر السبع.
يقال أن عائلة أبو مسامح من نسب الصحابي الجليل والخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد كان أسم العائلة قديما ً – العثمان، وبذلك يرجع النسب العربي إلى الأمويين.
حدثني المسنون الثقاة من ابناء العائلة بأن هناك شجرة للعائلة متواجدة في مصر، حيث يعيش هناك قسم كبير من العائلة في منطقة الصالحية، توضح امتداد النسب حتى تلك الفترة الموغلة في التاريخ.
قدم الأجداد الأوائل للعائلة من المدينة المنورة وكان ذلك في فترة الحكم العثماني على ما يبدو خلال القرون الوسطى.
كما وذكر ابناء العائلة المسنين الذين هجروا إلى الأردن خلال معارك احتلال فلسطين والمقيمين حاليا في مدينة أربد شمالي الأردن، بأن الأجداد الأوائل وهم الحاجين محمد العثمان وإبراهيم العثمان قدما إلى بلاد الشام. اما الحاج إبراهيم العثمان فقد توجه إلى سوريا وأستقرت ذريته في جنوب سوريا بالقرب من جبل الشيخ في بلدة أسمها "إزرع" وتعرف العائلة هناك بأسم عائلة الخطيب لأن أحد أفرادها كان رجل دين يخطب في المساجد فاطلق عليه "الخطيب". وقد كان آخر إتصال مع أبناء عائلة أبو مسامح في الأردن في سنوات الخمسينات حينما توجه الحاج محمد أبو مسامح رحمه الله إلى سوريا والتقى بهم هناك وتداولوا أمور توحيد العائلة، وتحدث أبناء أبو مسامح من الأردن وكانوا بدواً يعيشون في الخيام في ذلك الوقت بانهم ذهلوا من مرأى الثلوج على قمم الجبال في سوريا وكان من الصعب عليهم الأنتقال للعيش في تلك المنطقة.
أما فرع العائلة المعروف اليوم والمتواجد في كل من – اللقية في منطقة بئر السبع، منطقة قطاع غزة، الصالحية في مصر، واربد وأم الجمال في الأردن ومناطق أخرى- فجميعهم تابعون لذرية الحاج محمد العثمان الذي استقر بداية في صعيد مصر، ومكث هناك ما شاء الله له ان يمكث فحدثت "طوشة" في الصعيد تم فيها قتل رجل من الطرف الآخر فهرب الحاج محمد العثمان ومعه عبد (كلنا عبيد لله) إلى منطقة الصالحية في مصر وما زال عدد كبير من ابناء العائلة يعيشون هناك حتى اليوم. وفي الصالحية تزوج الحاج محمد من عائلة "أبو ادريس". وبعد فترة رحل قسم من العائلة إلى فلسطين واستقروا وامتلكوا أراض واسعة في شمال وغرب النقب، في كل من "هربيا" و "دمري" وفي مرحلة لاحقة في منطقة "الشريعة" و "أبو سمارة" و"أم كميل" و"السمكة" و "أبو سمارة" و "فطيس". جميع هذه المناطق تتبع للشريعة. وما زالت أثارهم قائمة حتى اليوم من آبار وبوايك وسدات "مزارع".
عام 1932 حصل إنشقاق في عائلة أبو مسامح فانتقل قسم منهم إلى منطقة "نوران" في غزة ويعرفون باسم مسامحة نوران أما عائلة ابو مسامح التي سكنت في الشريعة فقد تملكت أراضي واسعة هناك وحفرت الآبار وبنت السدود وكانت من العائلات الكبيرة والمعروفة في تلك الفترة، وقد برع أبناء العائلة في الفروسية وأقتناء الخيول الأصيلة من نوع العبيات. فكان من بينهم عدد من الخيالة الذين لا يشق لهم غبار (ذكر ذلك الحاج عبد العزيز أبو محارب من اللقية وعدد كبير من المسنين من العائلة).
نظرا لكبر العائلة فقد امتدت أراضيهم من منطقة وادي أبو سمارة وفطيس شرقا وجنوبا إلى وادي الشريعة ووادي "عرق" وهربيا ودمره شمالا وغربا. ومن العائلا المعروفة التي كانت تجاورهم: الحناجرة، الطلاع، التباني، الصانع، أبو رقيق، أبو عبدون، القريناوي، أبو خبيزة، وغيرهم. وكانوا يحسبون في عشيرة الصانع.
ومن الآثار الخالدة لعائلة أبو مسامح في الشريعة آبار ماء عميقة وجميلة جدا محفورة في صخور وادي أبو سمارة وهي قائمة حتى اليوم وقد حولها اليهود إلى منطقة سياحية لجمالها. وهناك بئران قريبان من بعضهما البعض في الوادي حفرهما الحاج احمد ابو مسامح رحمه الله- ذريته تسكن في أربد في الأردن- الذي كان يستغلها لتجميع مياه الأمطار كما وحدثني أبي الحاج محمد إسماعيل احمد أبو جابر بان عمه الحاج احمد ابو مسامح والذي كانت ارضه تقع بالقرب من أراضيه أن الحاج أحمد قام بحفر بركة كبيرة في صخور وادي ابو سمارة بالقرب من الآبار لتوفير اكبر كمية من المياه. جميع هذه الأثار موجودة حتى هذه اللحظة بالقرب من بناية كامب الأنجليز القديمة بالقرب من الشارع الذي يربط بين بئر السبع وغزه خلف مصنع "عوف هنيقف" بأقل من كيلومتر واحد.
كذلك توجد بعض السدات التي بناها أبناء عائلة أبو مسامح خاصة الحاج أحمد ابو مسامح وجدي إسماعيل أبو مسامح رحمهم الله والحاج عبد الله أبو إبراهيم (يسكن غزة اليوم) أطال الله عمره الذي كان مزارعا متميزا.
.وقد كانوا يزرعون التين والعنب والرمان والخضروات واهمها الفقوس والبطيخ والشمام اضف إلى القمح والشعير والعدس والذرة وغيرها. كما وأخبرني أبي حفظه الله والذي كان عمره في تلك الفترة ما يقارب عشرة أعوام بانهم زرعوا كذلك اشجار الأثل والكينيا في الوادي وعلى ضفافه.
وقد كان لبعض أبناء عائلة أبو مسامح خاصة الفرسان منهم بطولات ومغامرات عجيبة أخص بالذكر منهم المرحوم محمد أبو إبراهيم أبو مسامح (أبو سالم – أبو مفيد- من الأردن) الذي كان من أبرع الفرسان لدرجة ان أحدى العائلات المشهورة اليوم في النقب توجهت إليه لرد ماء وجهها بعد ان قامت عائلة أخرى بالإستيلاء على "القناع" التابع لهم وهي لعبة قوة وفروسية تتطلب مهارات عالية فما كان منه إلا ان أسترجع القناع ولقن الطرف الآخر درسا في الفروسية. كذلك كان جدي إبراهيم أبو مسامح الملقب "معيس" خيالا بارعا وبرع في الضرب بالسيف واستعمال الأسلحة النارية وهناك قصص عديدة تتحدث عن أعماله العجيبة منها أنه قبض علية وألقي في السجن وهناك تعرف على رجل من عشائر الرماضين وقررا الهروب ليلا من السجن وفعلا تمكنا من الفرار ولكن كسرت قدم صاحبه المذكور خلال الهروب ولم يعد قادرا على إكمال المسير فطلب من جدي إبراهيم معيس الهرب وتركه ولكن جدي رحمه وسامحه الله هدده بأنه إن لم يجبر على نفسه ويستمر في الهروب معه ليقتلنه ولن يتركه، وبالفعل تحامل الرجل وبمساعدة جدي إبراهيم استطاعا الوصول إلى مضارب العشيرة وترك صديقه بين أهله. وكان له مغامرات كثيرة مثل أن أحد الشيوخ المشهورين حاول الأعتداء عليه واطلق عليه النار مهددا إياه فما كان منه إلا أن امسك بهذا الشيخ ودلاه في الهرابة!!!
كذلك برع جدي عطيه أبو مسامح في عمليات السطو على أملاك المستعمرات اليهودية التي بدأت تبتلع أراضي النقب في تلك الفترة.
لذلك لم يكن غريبا حينما تسللت العصابات اليهوديه أن يتم استهدافهم بدعم من العرب المتعاونين مع اليهود والذي كان لهم دور كبير في ترحيل أبناء عائلة أبو مسامح من أراضيهم. ويذكر بان هؤلاء المتعاونون كانوا يرشدون العصابات اليهودية إلى أماكن مرور الخيالة من العائلة فيكمنون لهم وقد استشهد عدد من الرجال جراء ذلك. وكان اليهود يهاجمون بيوت العائلة بحثا عن الرجال خاصة عن الذين انخرطوا في الجهاد للدفاع عن النقب، وفي النهاية تم ترحيل جميع ابناء العائلة إلى غزة.
وقد حدثني خالي محمد إسماعيل أبو سعد (أبو صقر) عن تلك الفترة وأن أبعد نقطة وصلها اليهود جنوبا كانت منطقة – مشمار هنيقف- وبنوا هناك خيمة تقطع الطريق بين غزة والفالوجة، وغزة وبئر السبع والخليل حيث كانوا "يصطادون" الناس وينشرون الإرهاب والإرعاب بين السكان العرب المسالمين فاضطروا إلى السير في طريق "الناصفة" التي تمر من الخليل إلى بئر السقاطي (شوكت) ومنها إلى اللقية وثم عوجان حتى الوصول إلى غزة.
ومن القصص التي حدثني عنها الأجداد بأن وصول اليهود لمنطقة الشريعة كان وقت الحصاد، فارعبوا الناس وطردوهم عن أجران الغلة- البيادر- فابى احد الشيوخ المشهورين مغادرة "أجران القمح والشعير" التي تتبع له فتم قتله على يد اليهود في منطقة خطيرة ولم يتمكن احد من الوصول الى الجثة ما عدا خيالة أبو مسامح الذين قاموا بإختطاف الجثة بالرغم من كل المخاطر وأوصلوها إلى أهل القتيل.
رحل جميع المسامحة على غزة ومن بينهم جدي إسماعيل رحمه الله وفور وصوله إلى غزة وقبل أن ينزل حمولة الجمال قرر الرجوع إلى الشريعة مهما كان الثمن، فحاول بقية رجال العائلة ثنيه عن ذلك كي لا يقتله اليهود ولكنه أبى وأصر على الرجوع- وبذلك بقي فرع من عائلة أبو مسامح في فلسطين وهم يُعرفون بعائلة أبو جابر أو الجوابره في اللقية.
بعد احتلال اليهود للنقب تشتتت العائلة وانتقل اغلبهم للسكن في قطاع غزه من شماله على جنوبه وقسم كبير في الأردن.
بعد رجوع جدي إسماعيل إلى الشريعة تم ترحيله مع عشيرة الصانع إلى اللقية ومن ثم إلى الرهوة على الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية محاولة من اليهود التخلص منهم وصدر قرار من الأمم المتحدة يطالب بإرجاعهم إلى اراضيهم ولكن اليهود قاموا بترحيلهم بل نفيهم مرة أخرى إلى منطقة تل عراد. وقد حدثنا الحاج إبراهيم أبو علي الصانع عن تلك الفترة بأن منطقة جبال تل عراد كانت موحشة ولا يوجد فيها مياه فبلغ منهم التعب والإعياء مبلغه ، فأجهضت النساء الحوامل، ولكن رحمة الله فوق كل شيء فسرعان ما وجد الناس آبار منطقة القريتين الأثرية وجلبوا المياه للنساء والأطفال وابتدأ فصل جديد في حياتهم حيث عمروا تلك المنطقة فحفروا الآبار وبنوا السدود وزرعوا الأشجار والكروم التي ما تزال باقية حتى اليوم.
وقد استقر ما بقي من عائلة أبو مسامح وعائلة أبو سعد في منطقة "المغرقة التحتانية"، وبرز في تلك الفترة خالي موسي أبو سعد رحمه الله الذي كان يعرف بكرمه العظيم ورجولته في المواقف العصيبة، فبالرغم من كل الظروف الصعبة التي حاقت بهم آنذاك أستطاع أن يصمد ويحافظ على العائلة.
إستقر ابناء العائلة في منطقة تل عراد وحفرت هناك هرابات واقيمت سدود وما زالت بقابا الكروم والهرابات وأثلة خالي موسى شاهدة على العمران في تلك المنطقة إلى أن تم ترحيلنا مرة أخرى من هناك عام 1976 إلى اللقية التي نعيش فيها اليوم.
الرجاء ممن يعرف معلومات أخرى عن العائلة أن يبلغني بها:
abujaber20@gmail.com أو 050- 8919364 (من الخارج 00972508919364)- إبراهيم محمد إسماعيل أبو جابر