وجيه مبدا سمعان: لا بد يوماً أن نعود
ياسر قدورة - صيدا
ظننت أن التوثيق لعائلة سمعان سيكون المحطة الأصعب في التوثيق لعائلات سحماتا، لأن المراجع المكتوبة عن البلدة قليلة أو نادرة وسبيلي للتوثيق هو بالتواصل المباشر مع العائلات. وليس هناك أحد من عائلات سمعان مقيم في لبنان، أو في المناطق العربية القريبة ( حسب علمي) حيث يمكنني التواصل المباشر معهم لجمع ما أمكن من تاريخ هذه العائلة الكريمة وشجرة النسب التي تبين الأجيال التي عاشت في فلسطين قبل وبعد النكبة.
تفقدت بعض العناوين البريدية من عائلة سمعان على موقع أبناء سحماتا، وسريعاً جاءني رد من الأستاذ وجيه سمعان باستعداده لتقديم كل ما يلزم في هذا الموضوع، ووعد بتزويدي بما أحتاج إليه.
وصلتني رسالة الأستاذ وجيه مبدا طنوس بتاريخ 31/1/2011 وفيها ما يسعفني عن تاريخ العائلة وشجرتها:
... (إن عائلة سمعان هي إحدى عائلات سحماتا الكريمة، عاشت بود ووئام مع أخواتها ونسجن معاً تاريخاً نفتخر به وتراثاً تعتز به الأجيال القادمة، ولا بد يوماً أن نعود إلى أحضان قريتنا الحبيبة ونقبل ترابها ونعانق جبالها وتلالها ونغازل قمرها، ونحيي عرس الوجود.
لقد أقامت عائلة سمعان تاريخياً في شمالي الحارة الغربية. وجدُّنا الأول كما نقله الكبار منا كان يدعى سابا. وتفرعت منه عبر الزمن مجموعة من العائلات منها من انتقل إلى صفد، البصة، معليا، وفسوطة. وما نعرفه أن عائلة سمعان المعاصرة تناسلت من جدها الرابع المدعو خليل الذي عاش في سحماتا وله خمسة أولاد: سمعان، طنوس، أسعد، سليم وعيد.)
ويفصل الأستاذ وجيه أبناء وبنات كل واحد من الأبناء الخمسة المذكورين، ثم يكمل:
( القائمة أعلاه (فيها) كل الذين ولدوا قبل النكبة. وكان عدد آل سمعان حتى النكبة 65 نسمة واليوم يعدون 240 نسمة يعيشون مهجرين في الوطن في قرى فسوطة، ترشيحا، البقيعة ومدينة حيفا. منهم 20 نسمة في أمريكا، ألمانيا وهولندا.. وبذلك يكون الجيل السابع قد ولد قبل النكبة).
بعد هذه الرسالة وجهت للسيد وجيه سمعان جملة من الأسئلة والاستفسارات عن العائلة ولم يبخل علينا بالإجابات التي أوضحت لي بعض الأمور التي أشكلت علي سابقاً.. فقد قرأت في كتاب (سحماتا.. زهرة من رياض الجليل الأعلى) قبل هذه المراسلات، عن العائلات التي بقيت في فلسطين عام 1948 ولم تغادر ووجدت أسماء كل من: مبدا طنوس، فهد عيد، نجيب يوسف عيد وشقيقه عيد. ولكن الشجرة التي أرسلها لنا السيد وجيه أوضحت أن كل هؤلاء من عائلة سمعان: ( كنا في الماضي نؤكد على الجد المباشر للتمييز بين أطراف العائلة الممتدة وهذا ما اعتمد عليه كتاب سحماتا. إن كل العائلات التي ذكرتها تنتمي إلى الجذر سمعان، أي كلنا عائلة سمعان).
وقد ذكر كتاب سحماتا كذلك بأن سمعان قيصر سمعان وأشقاؤه الثلاثة (الياس ، حنا، ورزق) قد بقوا في فلسطين ولم يغادروا، فلاحظنا غياب الشقيق الرابع: جريس.. فأوضح لنا الأخ وجيه أن ( جريس الأخ الأول لسمعان، الياس، حنا ورزق لجأ إلى لبنان وكان أحد مخاتير سحماتا الثلاثة كما أن والده قيصر كان مختاراً)..
المختار جريس قيصر سمعان
وعن بعض الأسماء التي وردت سابقاً في كتاب سحماتا والتي هاجرت أيام الحكم العثماني إلى الأرجنتين يوضح وجيه سمعان أن المعروف لديهم أن رضا خليل سلوم هو الذي هاجر وليس موسى سلوم، وكذلك اسم رضا عيد سمعان غير صحيح بل هو حبيب عيد سمعان وأخباره انقطعت منذ زمان بعيد.
في هذا المقام نوجه التحية للسيد وجيه سمعان باسمي وباسم المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية)، فقد شعرنا بالتواصل معه أنا على تواصل مباشر مع سحماتا، التي كانت هي وأخواتها من القرى والمدن الفلسطينية المحتلة الدافع الأساس لنا للانطلاق في هذا المشروع.. فشكراً لكم