أن عشائر الدبابنه تعد من أكبر العشائر المسيحية في الأردن, و تعتبر مدينة السلط مركزهم الرئيسي كما أن هناك أعدادا كبيره من أبناء العشيرة موزعون في جميع أرجاء الأردن مثل العاصمة عمان و ناعور و مأدبا و الزرقاء و المفرق و أربد.
الأصول التاريخية تعود إلى عشائر الغساسنة الذين هاجروا من بلادهم اليمن في منتصف القرن الخامس للميلاد بعد أن كانت نجران عاصمة المسيحيين العرب و كان أغلب سكانها هم أصل الغساسنة في ما بعد, و قد استقروا في الأردن و تدمر و حوران و العاقورة بطريق الشام.
الأسباب الرئيسية لهجرتهم و تركهم لبلادهم فيعود إلى خراب سد مأرب في اليمن و انفجاره و تدفق مياهه في السهول و الوديان مما أغرق المدن الآمنة بالإضافة إلى ما تعرضوا له من ضغوط دينية و سياسية و اقتصادية خلال فترة حكم الملك ذو النواس حيث كان في اليمن أعدادا كبيرة من اليهود المتنفذين بيدهم اقتصاد البلاد وقد أثروا على الملك ذو النواس بأن يطلب من المسيحيين اعتناق الدين اليهودي أو القتل و قد رفضوا و فضلوا الاستشهاد و يقال أن الملك ذو النواس حفر أخدودا كبيرا و دفن فيه أعدادا كبيرة من المسيحيين و هم أحياء أما الذين نفذوا فهربوا شمالا عن طريق ساحل البحر الأحمر حتى وصلوا إلى جنوب الأردن وتابعوا المسير شمالا إلى أن أستقر الجد الأكبر في كسروان في لبنان و عرفوا هناك بعشائر آل الخازن وهم من مشايخ كسروان.
يقول الأستاذ إبراهيم الخوري في كتابه التاريخ الغساني العريق لبلدة عين عريك طبعة أيار 1986م صفحة 130 أن أربعة أشقاء لنمر بن سليمان بن الخازن و هم فرح و خليل و صالح و نمير قد هاجروا الأخوة الأربعة مع زوجاتهم و عائلاتهم من لبنان على أثر الهجمات المغولية على البلاد السورية حوالي سنة 1400م و التي كان أخرها غزوة تيمور لنك على حلب و استقروا في منطقة الكرك جنوب الأردن معقل الكثير من العائلات و العشائر المسيحية مثل العزيزات و المعايعة الذين كانوا يلاقون كل الاحترام و التقدير من السكان المحليين, و لقد أختار الأشقاء الأربعة الإقامة في قرية مدين القريبة من الكرك و ذلك لفترة من الزمن و بعدها انتقلوا إلى أدر الكرك و بسب الغزوات القديمة في ذلك الوقت قرر ثلاثة أشقاء كانوا هم فرح و خليل و نمير الخروج من الكرك إلى منطقة أكثر أمنا و استقرارا فاتجهوا شمالا حتى حطوا في قرية دبين القريبة من جرش تاركين أخاهم صالح خلفهم الذي رغب في البقاء في منطقة الكرك لكي تنحدر منه عشيرة المدانات.
ولم يطل بقاء الأخوة فرح و نمير في دبين مدة طويلة فقرروا الذهاب إلى فلسطين ليستقروا في الطيبة ( طيبة بني سالم ) و بير زيت و عين عريك و الزبابدة و جفنه و غيرها من المدن الفلسطينية و كان ذلك عام 1700م . أما خليل فبقي في دبين (( قرية الدبابنه) ) حتى ذاقت الأرض بذريته هناك و كان ذلك بعد عام 1700م, و بسبب الظروف الاجتماعية القاهرة و النزاعات العشائرية في ذلك الوقت و فضا لهذه النزاعات رحلت عشيرة الدبابنه إلى السلط ما عدا رجل الدين الخوري ناصر دبابنة الذي رفض الخروج و بقي في دبين بعد أن باعت العشيرة أراضيها هناك إلى رجل سوري أسمه سليمان المارديني و بقيت معه حوالي عشرون عاما قبل أن يشتريها العويسات الذين جاءوا من حوران.
أما الابن الثاني من ذرية خليل فاتجه إلى الحصن بجوار أربد و أنشاء عشيرة العمامرة و جدهم سليمان أبو هموس و لهم أقارب في حمص/سوريا.
و لعل من المفيد أن نذكر أن عشائر الدبابنه تتفرع إلى عدة عشائر و هي:
البخابخه, المعاشير, الشحاتيت, الإسحاقات, العساكرية, الجلدات, الحنانيات, اللقوات, الحواتمه, النفافعه, الحبايبة, الفرارجه, و آل أبو حوران.
فقد تشكلت من أعقاب عيسى بن يعقوب بن سليمان بن نمر الخازن الغساني ( جد الدبابنه ) عشيرة آل بخيه ( البخابخه ).
و تشكلت من أعقاب موسى بن يعقوب بن سليمان بن نمر الخازن الغساني عشيرة آل المعشر( المعاشير), و هكذا يكون آل بخيه و آل المعشر أبناء عمومة.
و تشكلت من أعقاب فريح بن بولص بن سليمان بن نمر الخازن الغساني عشيرة (آل شحاتيت).
و تشكلت من أعقاب إسحاق بن بولص بن سليمان بن نمر الخازن الغساني عشيرة (آل اسحاقات), و هكذا يكون آل الشحاتيت و آل السحاقات أبناء عمومة.