هو أول من قبلوا الأحمدية من السوريين على يد الأستاذ جلال الدين شمس رحمه الله. كان والده السيد علي نويلاتي يذكر دائما أن هذا الوقت هو وقت ظهور المهدي عليه السلام, ويقول لابنه مصطفى: لقد تحققت جميع العلامات الدالة على ظهور المهدي.. فإذا سمعت أحدًا يذكر شيئا عن بعثة المهدي عليه السلام فعليك بالتحقيق والإيمان بدعوته. وأعطاه مبلغًا من المال ليتبرع به إلى ذلك المبشر بظهور دعوة المهدي.
وفعلا بعد وفاة الوالد علي نويلاتي رحمه الله سمع ابنه مصطفى بدعوة الأستاذ جلال الدين شمس. فزاره على الفور, واستمع لكلامه, وبعد التحقيق كان من أول المبايعين. ثم قدم له المبلغ من المال هدية والده إلى جماعة المهدي عليه السلام حسب الوصية. وكان المرحوم مصطفى نويلاتي مثالاً للأحمدي المخلص حيث كان يُبشر كل من يراه ويجتمع به في كل المناسبات والأوقات. وكان حبه وعشقه للأحمدية ولمؤسسها عليه السلام ولخلفائه شيئًا غريبًا ولافتًا للنظر. وقد دخل البعض في الجماعة بفضل تبشيره بالرغم من ثقافته وتعليمه المتوسطين, وعمله كان موظفًا في وزارة المواصلات.
قام بعض المأجورين بمحاولة اغتيال الأستاذ جلال الدين شمس رضي الله عنه بطعنه بالسكين, وقد نقل على أثرها إلى المستشفى الايطالي في دمشق, وكان يرافقه المرحوم الأستاذ منير الحصني. قال له وهو مسجّى على سريره: اذهب إلى غرفتي تجد في الخزانة مبلغًا من المال وهو هدية أخينا مصطفى نويلاتي.. خذ منه ما تشاء, وأرسل برقية سريعة إلى مولانا الخليفة الثاني رضي الله عنه, وأخبره بقصتي, واطلب لي الدعاء بالشفاء.
وفعلا نفَّذ المرحوم منير الحصني ما طُلِبَ منه. وفي اليوم الثاني قال الطبيب الإيطالي الذي عالجه: لقد حدثت الليلة معجزة.. لقد جزمنا بعدم نجاة المصاب, ولكن فجأة بدأت أحواله تتحسن لدرجة أنني أعتقد انه قد شُفي تمامًا, ويمكنه أن يُغادر المستشفى إذا أراد ذلك, فلم يعد هناك أي خطر حقيقي يُهدده.
الاستاذ منير الحصني (رحمه الله)
علَم من أعلام المسلمين الأحمديين العرب. اشتهر بإخلاصه, وشجاعته وجرأته في الحق. من مواليد دمشق. درس بكلية صلاح الدين الأيوبي بالقدس (فلسطين) أثناء الحرب العالمية الأولى (1918 - 1914). وهناك تعرف على الجماعة الإسلاميّة الأحمدية عن طريق حضرة زين العابدين رضي الله عنه, الذي كان مدرسا لتاريخ الأديان بالكلية الصلاحية. بعد الحرب سافر الأستاذ منير إلى ألمانيا لدراسة القانون, وتخرج في جامعة برلين عام 1925م.
عاد إلى دمشق حيث التقى برائد الأحمدية في بلاد العرب, مولانا جلال الدين شمس, الذي قدم مع الأستاذ زين العابدين في نفس العام للدعوة في بلاد العرب. دخل الأستاذ منير في الجماعة وأخلص لها, وكان أكبر مؤيد ومعين للأستاذ شمس. أقام مركزًا للجماعة بدمشق. وبقى على صلة بالأستاذ شمس الذي توجه إلى فلسطين وأنشأ مركزا للجماعة في الكبابير حيفا (فلسطين), ثم من بعده بالأستاذ أبي العطاء الجلندهري. وانتقل الأستاذ منير إلى الكبابير لمساعدة المبشر في أنشطته التي اتسعت, وجعل من الكبابير المركز التبشيري للدعوة الإسلامية الأحمدية في الشرق الأوسط. وقد شغل منصب أمير الجماعة الأحمدية في سوريا قبل الثورة حتى وفاته.
وظل دائما معينا لكل مبشر يقدُم لبلاد العرب. فعاون الأستاذ محمد سليم 1936, ثم الأستاذ محمد شريف 1938. وتنقل بين مصر وفلسطين والشام لخدمة الجماعة. كتب الأستاذ منير في البشرى كثيرا من المواضيع والأشعار والأناشيد وكتابه الشهير "المودودي في الميزان". وكان بحق وأحدًا من أبدال الشام وصلحاء العرب. ولصدق جهاده حظي بتقدير الخلفاء الأحمديين حتى إنه تشرف عام 1970 بأن يكون نائبا عن حضرة الخليفة الثالث في رئاسة الاجتماع السنوي, وذلك عندما مرض حضرته يوم ذلك الاجتماع. خدم الأحمدية 63 عاما, وتوفي في سن الثمانين عام 1988 بدمشق. رحمه الله رحمة واسعة.
الحاج محيي الدين الحصني (رحمه الله)
تباركت أسرة الحصني بعدد طيب من الرجال الصالحين, منهم محي الدين. كان رحمه الله تاجرا مشهورا.. لا يزال اسمه على محلاته الكبرى في شارع الأزهر بمصر. دخل الأحمدية عام 1933 على يد مولانا أبي العطاء الجالندهري, واستقام على مبادئها, ووضع رَفْعَ شأن الإسلام نصب عينيه. قابل حضرة الخليفة الثالث عند زيارته لمصر مع أخيه حضرة مرزا مبارك أحمد عام 1938, وكان رئيسا لجماعة مصر. وصَاحَبَ السيد ظفر الله خان في بعض أسفاره ببلاد العرب. توفي عام 1954, رحمه الله, وبارك الله في أسرته, وأخرج منهم كثيرا من أمثاله
الاستاذ منير الحصني (رحمه الله)