حماد باشا بن محمد بن حمدان الصوفي
ولد حماد باشا الصوفي في بيت شيخه وحكم وسياده ....فجده عطيه الأول مؤسس قبيلة الترابين ... وجده نجم بن عطيه مؤسس ترابين فلسطين ويطلق عليهم تجاوزا النجمات والغواليه ... وجده سالم بن نجم مؤسس السياده والزعامه للترابين في فلسطين
وجده ثابت الصوفي شيخ قبيلة الترابين ذلك الشيخ المغوار الذي خاض غمار حروب طويله مع بني عطيه حتى تم طردهم نهائيا من فلسطين بمعونه جميع قبائل العرب المتواجده في فلسطين وهو بحق من وطد اركان الحكم لقبيلة الترابين في فلسطين بعد طرد الجبارات .. وهو صاحب شوكة الصوفي تلك البوابه التي فتحت للترابين حكم ديرة غزة وبئر السبع ... وهو صاحب قوز العز أو قوز النصر تلك التله التي غز فيها الشيخ ثابت الصوفي بيارق قبيلة الترابين ايذانا بعز سجله التاريخ لهذا اليوم
وجده حميد ابو معارف ذلك الشيخ التي كانت الخاوه تأتيه من بصيرا ووادي موسى
وهوفي فلسطين ... وجده الشيخ حمدان بن حميد الصوفي الذي انهى في عصره حكم بكير الوحيدي الجباري معتمد الدوله العثمانيه الذي ساس الناس بالخسف والظلم , وفي عهده وضع حدا للسواركة والرميلات واخراجهم من دائرة الصراع .
وأبيه محمد بن حمدان الصوفي وهو أول من نودي به بأنه مسموع الكلام ..مرفوع المقام ومن خالفه خالف مولانا السلطان في أسواق غزه وبئر السبع واليه ترجع الأمور ( وبذلك يعتبر أول باشا في قبيلة الترابين ) في عصر الدولة العثمانيه
ومن ثم جاء شيخنا الذي ورث المجد والسؤدد وهو صغير السن لم يتجاوز العشرون من عمره وورث حمل كبير ومسؤوليه عظيمه هي مسؤوليه قبيلته العظيمه الترابين
وساسها بالعدل والأناة وسعة الصدر وحكمه بالغه ومن ثم تطور الأمر واصبح شيخ مشايخ ديرة غزه وبئر السبع وسيناء واعتمدته الدوله العثمانيه واليا على ديرة غزه وبئر السبع وسيناء وعلى كل ماهو عربي ومسلم .. وبدوي بنص الفرمان الهميوني الموقع من خليفة المسلمين (السلطان عبدالحميد بن عبد المجيد ) وهو محفوظ لدينا ... وكان من حسن الطالع لشيخنا المحبوب انه جاء في عصر حركة التدوين التي كان يقودها المستشرقون فكتبوا عنه وعن شمائله .. وحبه في نصرة المظلوم اينما كان
ويخطىء من يدون لقبيلة الترابين من أيام حماد باشا بل كما اشرت ان حركة التدوين بدأت مع الأستشراق وبدايات الدولة العثمانيه ثم الدوله الأنجليزيه .. فقبيلة الترابين واجداد اميرنا محل دراستنا سبقته بأجيال وحطت برحالها عند ه
ولادته :
ولد شيخنا على ما نظن عام 1793 م ... في مدينة بئر السبع في مضارب قبيلته
الترابين من ام انعيميه ( نعيمات الترابين ) ..وجدته لأبيه من عشيرة ابومغيصيب .. تربى في كنف
والده محمد بن حمدان الصوفي وجده حمدان بن حميد شيخ قبيلة الترابين .
كان فارسا مغوارا ولم يتجاوز الخامسة عشر من عمره .
صفاته :الخلقيه :
لقد روى لي كبار السن فمنهم من لحقه وهو في سن الفتيان كالشيخ حامد حمود الصوفي والشيخ احمدعبد الله الصوفي رحمهما الله ... ومنهم من سمع سماعا من أبيه كأحفاد ابناء حماد باشا الصوفي ... انه رجل هاشمي .. طويل .........عريض المنكبين
شديد بياض الوجه وسيم (هذا اذا علمنا ان النعيمات فيهم الجمال).
صفاته الخُلقيه :
لقد امتاز حماد باشا بكونه فارسا مغوارا ... بسعة الأفق ... وسعة الصدر والحزم في غير شده وصحوةالضمير..... والعدل وحسن السياسه .....كيف لا وهو يقود أقوى القبائل العربيه في مصر والشام ..وقد قاد قبيلته من نصر الى نصر مع خصومها .. سواء في الداخل أو الخارج . وكان منهجه( درء المفاسد أولى من جلب المنافع ) وقد كان قريبا من الله ودعاؤه مستجاب كيف لا وهو سليل دوحه مباركه بأذن الله .. كان كريما يبذل من ماله .. ووقته في سبيل قبيلته هذا اذا علمنا انه سجن لأكثر من سبع سنين ابان الحكم العثماني لرفضه كثير من الأنظمه والقوانين التي تثقل كاهل البدو عامه ..وهذه هي مروءة الفرسان الأفذاذ .
العفوعند المقدره ... كان يعفو عن من أساء اليه سواء من كان داخل القبيلة أوخارجها
لكن بعد تلقينه درسا ومثال ذلك قاتلي ابيه .
ومن هبة الله عليه بعد النظر في كثير من القضايا فقد كانت ترد اليه القظايا المعقده عند القبائل العربيه المحيطه داخل فلسطين وخارج فلسطين .
نصرة المظلوم .... كيف لا ونحن اذا علمنا ان جميع حروب الترابين نصره لمظلوم ...أو اجارة ضعيف ... مما جعل قبيلة الترابين من اكثر القبائل العربيه في فلسطين صونا للدخيل في عرضه وماله ... فكانت قبلة من جارت عليه القبائل العربيه الأخرى .. والأمثله كثيره ........
حماد باشا شخصيه أقليميه :
نعم حماد باشا لم يكن شخصيه محليه محصوره في حدود جغرافيه معينه بل كان شخصيه اقليميه تدخل فيها لحل نزاعات بالقوه العسكريه احيانا ....وبالسياسه احيانا أخرى .. ومن أمثلة ذلك :
1 نصرته للمقانوه في شمال الجزيره العربيه .
) نصرته للحويطات شرق الأردن .
3 نصرته آل ابو غوش في شمال فلسطين وهو الذي أطلق عليهم اسم ابوغوش .. حيث انه وهو قائم في ديوانه سمع غوشا ( أي صوتا عاليا ) فقال من الذي يغوش فقالوا له رجل فناداه تعال ياأبو غوش فسمي من تلك الحظة ابو غوش فأطلق الأسم على ابناءه من بعده وعلى المنطقه المجاوره الى منطقة عنبه حاليا ... ودعمه ووطدله في منطقته .ولا زال ابناء ابو غوش يذكرون ذلك الى الآن .
4قيادته للعربان في الحرب الكونيه العامه 1914 م
5 عين واليا على ديرة غزه وبئر السبع وسيناء بمرسوم سلطاني عثماني رقم 3072 / 21179 ... عام 1219 هجري . على كل ماهوعربي ومسلم وبدوي .
6 محادثات الدولة المستعمره ابريطانيا معه ورفضه للقوانين البريطانيه على بادية بئر السبع ...واستثنائها من القوانين الأنجليزيه الأقتصاديه , والخدمه العسكريه
7 تأسيسه لأول كيان أداري في بئر السبع عام 1900 م بلدية بئر السبع حين ان دولا قامت بعده بخمسين أو ستين سنه .( مشروع التوطين البدو.. بناء المسجد على نفقة العربان .. انشاء محاكم .. وترسيخ مؤسسات المجتمع المدني في ظل الأداره العثمانيه وممثلها العثماني المقيم في القدس
8 اتصالاته مع الشريف حسين وانتدابه ابنه محمد للقاء الشريف حسين ..في العقبه ولكنهما لم يتفقا .
9 زياراته لخديوية مصر حتى قيل انه اقطعه منطقه الشرقيه .
10 زيارته لمدن الشمال الفلسطيني ( طبريا ) وحضوره بعض المناسبات الرسميه .
11 تثبيت حكم ابوغوش في منطقة عنبه وأبو غوش في شمال فلسطين
12 زيارته المتكرره لمعان ونصبه لمخيمه غرب معان وزيارة شيوخ
القبائل له وهو مقيم في مخيمه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
زوجاته :
تزوج حماد باشا الصوفي اكثر من زوجتين على عادة العرب في الزواج .
-1 بنت اسماعيل ابومحفوظ .. وانجبت له بنت واحده اسمها حاكمه .
-2 بنت ابو سته وأنجبت له ولد واحد اسمه احمد ولم يعقب .
-3 صوفيه من بنات عوده ابوجمعه الصوفي اسمها جمله
-3 غير متأكد وأنجبت له ابنه محمد وآخر اسمه محمود.
وفاته :
توفي حماد باشا عام 1922م عن عمر ناهز 130 سنه . كان خلالها صحيحا معافى حتى قيل انه كان يركب جواده وهوفي هذا السن ويتفقد رعيته وحوله مرافقيه من قبيلة الترابين .
دفن في مقبرة الحاج محمد في خان يونس في قبر لازال قائما على الطريقه العثمانيه ....
وقد أخذ غداء الدفن من المقبره الشوا من اشراف غزه .
رحم الله ابومحمد وأسكنه فسيح جناته .
القابه وكناه :
-1ابو زانه نسبه الى بنته الكبرى .
-2 ابومحمد نسبه الى ابنه الأكبر بعد زانه .
-3 الصوفي ابومغاره حيث انه نحت في جبل مقابل بئر الصوفي فريده من نوعها في حينه ... وكان يستقبل المندوب السامي فيها وزائريه في الأعياد .. علما انه له سرايا موجوده في مدينه بئر السبع لحتى الآن مشغوله من احدى الدوائر الحكوميه ...
حماد باشا في أعين الشعراء
لقد تناول الشعراء حماد باشا الصوفي من كل جوانبه وزواياه المعنويه والخلقية والماديه
ذاكرين شمائله وأخلاقه وفروسيته وحسن تدبيره .
عام 1875 م اقسم حماد باشا الصوفي انه لابد ان يقهر خصومه ويبني بيته في خويلفه .
.ويشرب القهوه من مائها .... فسمع بذلك الحاج مصطفى العقبي بن زين من شيوخ التياها :
فأنشد يقول :
يا راكب اللي ما لحقنا اعــــــــداده .
أشقر شراري من ركاب الضباعين .
أكرب بطان الهيج وحظر زهـــابه .
وخليه مثل اللي على الجمر ياطين .
فوقه صبي يقطع فجوج الســــرابه .
عرار لن وديتوه بالعلم يشــــــــفين .
كزوه على حماد يانــــــــــــعم نابه .
تلقاه مكنز مثل صـــــــقر الشياهين .
ب بيت وسيع مفهقات.... ابوابـــــه .
بدلال توهج من صلا النار تشكــين .
لأبومحمد ضد صــــــــــــفر النيابه .
بلغ جوابي يا فــــــــــــهد لا تونين ،
نرى ان الشاعر الشيخ انتقى شخصا نبيها ليكون رسوله لحماد باشا الصوفي علىمبدأ ارسل فهيما
فهيما ولا توصه وكان اسمه عرار وهذا على عادة العرب انها تبتعث اكثرهم فصاحه ليوصل الى
من ارادوا ان يبعثوا اليه الرساله حتى يوصلها على الوجه الحسن .................................
واوصاه بداية الأمر ان يتجهز بتهيئه راحلته واتخاذ كل الأجراءات التى تؤدي الى نجاح المهمه
فأوصاه بأن يحسن شد أحزمة الراحله وهي من الأبل ويزهب متاعه ومونته أي يجهزها حيث
السفر طويل والمهمة صعبه ... ولقد ارتقى شاعرنا برسوله معنويا وهيئه للمهمة بأن ارتفع به
وأكد له انه أهلا لهذه المهمه . وبدأ بوصف متلقي الرساله وهو ( حماد باشا ) لرسوله مبينا صفات
هذا المتلقي مُظهرا فضائله وحسن شمائله راسما له شخصيته (تلقاه مكنز ) أي جالس بعظمه
وعنفوان ( مثل صقر الشياهين ) وزاد على هذا الوصف بأن شبهه بالصقر في تأهبه
وديمومة استعداده وتأهبه وليس كأي صقر بل اضفى صوره جماليه أخرى بان تعدى وصف
الصقر الى فصيلة هذا الصقر ( الشاهين ) وهومن اجود انواع الصقور حيث ان الصقور فصائل
وأنواع .. وأجودها على الأطلاق الشاهين .... وبعد وصف الشاعر لحماد بأنه كالصقر بدأ
بوصف ديوانه ( شقه ) بأنه فسيح وسيع ابوابه مفتوحه مشرعه لكل ضيف ... (بدلال توهج من
صلا النار تشكين ) وقد شبه دلال القهوه المقيمه اقامه دائمه على النار الوهاجه من شده وهجها
كأنها كائن حي يشتكي شده النار من كثرة بقائها على النار وهذا هو الأسقاط في الشعر العربي انه اسقط بعض معاني الكائن الحي على الجماداتفأبكاها وجعلها كثيره الشكوى وهذا دليل كرم.
حماد باشا الذي قيل انه لم تنطفىء ناره قط الا في حالة موت عزيز. ( 0لأبو محمد ) وهذا لقب حماد باشا ..وغالبا حينما تكون الرسائل مذكوره فيها الكنيه المحببه يكون فيها نوع من الدفىء
فنرى الشاعر بين صفات حماد باشا للرسول ورسم له الواقع المعاش لحماد باشا حتى يكون اكثرمعرفة بالذي سيذهب اليه . وقد ابرزصفات العظمه في شيخ مشايخ البدو وهو الشاعر العدووان يأتي هذا الكلام من شاعر يقف موقف العداء بهذه الواقعيه فهي شهاده لحماد باشا بقوةالشكيمه والعظمه .
قصيده للشاعر العزامي
سويلم ابوعرقوب
هذه القصيده للشاعر العزامي سويلم ابوعرقوب يصف فيها المعارك التي كانت تدور بين القبائل واصفا ايها وصفا دقيقا بما تحمله الكلمه من معنى :
البارحه قلبي شكى لي وخايـــف .
من حربه كفت نجوع اصحـــــابه .
في بالها تفرق عزيز الولايــــــف .
وش رايكوا والشورعارف مصابه .
أشوف ابن نبهان حنجوري على البوق ناوي .
جمعوا عقاب الليل يمشي عقباوي .
ذيب عدا على المال وأخطأ مصابه .
اولاد ابن حماد فوق الســــــــلايل .
وخيالهم ينطح وجــــــــوه الديايل .
همه عمود البيت يوم أكـــــترابه .
حناجره فوق المـــــراويح يوم جو .
وبواريدهم مثل الرواعـــــيد في الجو .
عيال ابو اسماعيل جونا وريـــــــدي .
خيالهم ينطح وجــــــــــــوه الشريدي .
عاليوم لينهم وكـــــــــم مـــــيه قرابه .
عيال ابوعويلي شفاكة على الكرون .
خلوا حريم الضد في لــــــيل كانون .
يشــــــكوا بلادهم من سداد طـــلابه .
وادي المليحه شفــــت انا العج فوقه .
الظهر ماهي طلــــــعة الشمس بوقه .
جاكم طليل السيف واقــــبل الصابه .
هذه الشريعة مثل بــــــــنات عجيبه .
يحرم عليكم ما تـــــــــذوقوا وطنها .
ما زال الصوفي بــــــــْقوم زحنـــها
مثل الدبان لقــــــي عليكوا مصابه .
هنا ايضا في ذكر للصوفي في احدى الحروب التي كان لواء النصرمعقود للترابين والصوفي في كل الجولات (في كل من خويلفه ..والعراقيب ...ووادي المليحه ...اسماء مناطق في بئر السبع
.... هذا وصف شاعر حيادي ليس تربانيا بل عزاميا وهو يحلف بالتحريم ان يطأوا تلك البلاد ما دام الصوفي على رأس الترابين ...والترابين شبههم كالذب
لكثرتهم ...ويحذرالطرف الآخر بالويل والثبور ويقول لهم هذا ما جنيتم به على انفسكم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر سويلم ابوعرقوب العزامي يمدح حماد باشا الصوفي وزوجته .
حربه بلور تضي زي النور . في الليالي العــــــتمه .
بتمشي هز ..............يــــــــبراها العز ............... عيونها سمر بلا كحله .
ربعه حماد .......... ملـــــــــم اجــواد .................. وفي ذمتي انه فــــــــحلِ ِ .
هذا حماد................. بيعطي جوخ .....................البس عجبا في بيت أهلي .
هذا حماد.................. بيذبح خرفان ...................يقري الضيفان مع الهتل .
يوم الله عاد ................. جانا حماد ..................رد الأجـــــواد من الدحلي .
شفت الصبيان.............. يهزوا الزان .................ينخوا نوران وولادعلي .
هذه القصيدة قيلت بين يدي حماد باشا الصوفي بمناسبة خروجه من سجن القدس الذي مكث فيه سبع سنوات في السجن وفي حال خروجه اعلنت الأفراح واجتمع الفرسان وذبحت الخراف ووزع الجوخ وهي عباره عن قماش من الصوف الفاخر تصنع منه الأثواب وهذه هدايا الأمراء لرعياهم الذين احتفلوا بخروجه من السجن وهو يصور فرحة الزوجة برجوع زوجها بعد طول غياب ..وهي تصوير فني رفيع كأنك تعيش الحدث ساعه بساعه من استقبال للشيخ حماد الصوفي خارج مضارب القبيله ....من جلوسه في البيت مع المهنئين ...من ذبح للخراف ...ومن توزيع للجوخ ....من تصوير بديع لمأدبه الغداء
من تصوير ابرع للعب الأطفال وفرحتهم بخروج الباشا من السجن اعتمد الشاعر للحركه ( الأكشن) في قصيدته حتى يجعل السامع يعيش الحدث, يتعلق به