دينا آغا - صيدا
قصدت في إحدى زياراتي الاستاذ فاروق الحاج ابراهيم (مواليد 1938) في منزله في صيدا (24-5-2011) برفقة العم محمود سلامة، وقد لقينا منه ترحيبا واسعا وحماسا بالغا، فهو من عشاق أرضه ووطنه فلسطين ولا يتوانى أبدا عن إعطاء ما لديه ليفيد قضية الوطن.
بدأ الحوار بإعطائي شجرة عائلة الحاج ابراهيم ابتداء من الجد جمال، وأبناؤه: فؤاد، نجيب، جميل، عبد الرحمن، خالد، فخرية، فائزة و فريزة.
ولم يبخل علينا الأستاذ فاروق ببعض ذكرياته التي ندونها هنا، كما جاءت على لسانه:
" كان والدي يعمل في بور حيفا في إحدى شركات الشحن والنقليات، وكان لنا منزل كبير وجميل وقيل لنا أنه مازال حتى يومنا هذا مقفلا ولم يسكنه أحد من بعدنا، وإني أذكر من جيراننا آل المغربي، آل الشرقاوي، آل الخالدي وآل الناطور، وقد تلقيت تعليمي في الصف الأول والثاني الابتدائي في مدرسة انجليزية في حيفا وأذكر أن اسم معلمة المادة العربية هو "المس مسلم" ومعلمة الحساب " Miss Harison" واستاذ العلوم "Mr Roden"، ومعظم الرجال كانوا يعملون في مرفأ حيفا وكان يقصده التجار من جميع أنحاء العالم العربي.
"وأذكر أن ابن عم جدي رشيد الحاج ابراهيم كان أحد قادة حيفا وقد نفي إلى جزيرة سيشيل أيام الانجليز."
وحين سألته عن عام 1948 وكيف أخرجوا من منزلهم قال:
"كان منزلنا بمثابة خط التماس فكان خلفنا الأحياء العربية وأمامنا الأحياء اليهودية وكانت تدعى تلك المنطقة هدرها كرمل، وبدأت المواجهات بين الطرفين، فاستأجر أهلي منزلا في عكا وانتقلت العائلة إليه وبقي جدي وأولاده في حيفا لمتابعة أعمالهم، وبقينا في عكا ستة أشهر إلى أن اشتدت المواجهات وأخذ الناس بالخروج فركبنا باللانشات التي كان يملكها جدي بحكم عمله في ميناء حيفا وتوجهنا إلى صيدا مباشرة ولحق بنا أبي وعمي بعد فترة وجيزة، وقد سبقنا إلى صيدا عمي عبد الرحمن وعمي جميل حين كنا نحن في عكا".
وتابع :"لقد خرجت عائلة الحاج ابراهيم كلها من حيفا ولم يبق أحد، وقد أخرجنا معنا بعض الوثائق كجوازات السفر ودفتر البنك الخاص بجدي في البنك العربي ولكنهم بحوزة أختي في هذه الأيام."
وهنا انتهت الزيارة وودعنا الأستاذ فاروق الحاج ابراهيم على أمل اللقاء القريب على أرض الوطن إن شاء الله.