دينا آغا – صيدا
في واحدة من جولاتنا على العائلات الفلسطينية، زرنا منزل الحاج حسن علي حبوس، مواليد 1936 في قرية سعسع قضاء صفد، ووفقنا في هذه الزيارة بلقاءين، مع الحاج حسن ومع زوجته الحاجة أنيسة السيد.. إلا أن القسم المتعلق باللقاء مع الحاجة أنيسة ينشر في صفحة عائلة السيد.
يقول الحاج حسن: "إن بلادنا تقع على رأس جبل وكان منزلنا يتوسط البلد، وكان لدى والدي طرش معزى يسترزق من ورائه فيبيع الحليب واللبن والجبن، وقد كان لنا أرضا زراعية ولكن والدي كان يقوم بتأجيرها، وأنا كنت طفلا صغيرا ألعب قرب بركة المياه الموجودة في إحدى كروم التين .
من أسماء جيراننا أتذكر بيت الغندور، بيت أبو غازي، بيت مصطفى العبد، وبيت الطيب وبيت سعيد طه.
وكان صاحب المضافة اسمه أبو ناظم الحج والمختار اسمه زيدان.وكان هناك مدرسة بقرب الجامع وتعلمت كيف أكتب اسمي بالكامل وكنت أذهب إلى المدرسة مع بعض الأصدقاء منهم واحد اسمه رجا وعوض خلدة ابن خالتي وعطا وابن عوض نمر، إلا أني لم أكمل تعليمي.
وكان هناك مقام اسمه الست نفيسة يقوم الناس بزيارته باستمرار فكان يقع تحت شجرة توت كبيرة.
وكنت أذهب مع والدي وبمفردي أحيانا لإحضار المياه من البلدات المجاورة فلم يكن هناك عين لمياه الشرب في بلدنا، ولكن كان هناك ما يسمونه بمياه الجمع حيث يتم جمعها في الشتاء لكافة الاستعمالات.
أما الأعراس فكان لها نكهة خاصة حيث يجتمع معظم أهالي البلد ولكن النساء والرجال كل منهم على حدا.
والعروس كانت تحمل شمعتين ويغنون لها:
"يا عروس لا تبكينا وبدموعك حرقتينا"
وعند الرجال كان هناك رجل لقبه الطزّيز يقوم بإحياء الفرح، وتشبك الدبكة.
وفي عام 1948 كان يوم خميس وقد كنا في كرم التين الخاص بنا، جاء زوج عمتي ليأخذ والدي للذهاب إلى البلد حيث كنا نبيت في فصل الصيف في الكرم فقال له والدي :غدا نذهب. ولكن في الليلة ذاتها الساعة الواحدة فجرا بدأ القصف على البلد فخرجنا أنا ووالدي وأخرجنا معنا الطرش عبر الوادي ثم أودعني والدي عند إحدى النساء وذهب لإحضار والدتي وإخوتي ثم توجهنا جميعا إلى الرميش حيث أنها قريبة جدا من بلدنا.
ومن بعدها قص الحاج حسن قصة حدثت معه خلال إقامتهم في الرميش فقال:
" ذهبت مرة مع أخي وبعض الشباب لرعي الأغنام قرب الشريط الفاصل بين لبنان وفلسطين فكانت الأرض هناك خصبة جدا وفجأة إذ بعدد من الجنود الاسرائيليين يتجهون نحونا فهرب كل من معي وبقيت وحدي مع الأغنام وأراد اليهود الإمساك بي وأخذي إلى ما كان يدعونه المكتب أي أنهم أرادوا اعتقالي ولكني أبيت أن أمشي معهم فشرعوا بضربي ولكن سرعان ما أفلتّ منهم وأخذت أركض وأركض وظلت الأغنام ورائي وقد كان ممنوع إطلاق النار هناك وهذا ما ساعدني على الفرار، وأخذوا الأغنام وبعد فترة أعادوهم لنا ولكنهم لم يكونوا نفسهم حيث قاموا بتبديلهم ولم يقبل أبي أن يأخذهم."
أما شجرة عائلة فحبوس فقد جمعناها مع الحاج حسن بدءاً من جده حسين وأولاده: علي، آمنة، سعدة، وأمينة، وتابعنا مع أبناء علي: حسن، وحسين ومحسنة.