| المقال |
تهشيم الرؤوس بالبلطات
ولا تختلف شهادة عبد الحي عوض (75 عاماً )، عن شهادة رمضان. فعندما تم اقتلاعه من قريته " حمامة "، التي تبعد 25 كلم الى الشمال عن قطاع غزة، كان عبد الحي يبلغ من العمر 15عاماً، ويقول أن أول حدث عاينه وشكل دليلاً على عزم الصهاينة على طرد أهالي قريته، كان في أواخر شهر مايو من العام 1948. ويضيف أنه كان وابوه وشقيقه الأكبر عبد الرحمن يقومان بفلاحة أرضهم التي تقع في التخوم الشرقية للقرية عندما فوجئوا بإطلاق نار كثيف من ناحية الشمال، فإنبطحوا، وزحفوا مغادرين المكان باعجوبة، منوهاً الى أنه بعد أن عاد للمكان بعد مغادرة العصابات الصهيونية وجد أن ثلاثة من جيرانه من الفلاحين قد قتلوا بعد أن اطلقت عليهم النار من مسافة صفر بينما كانوا يتناولون طعام الغداء في كوخهم. " أبشع ما شاهدته عيناي كان في مطلع شهر يونيو، فقد رأيت بأم عيني مجموعة من عناصر الهاجناة يقومون بضرب ثلاثة من الفلاحين على رؤوسهم بالبلطات حتى هشموها "، قال ل " ويكلي ". واضاف أنه عندما امتنع الأهالي عن الذهاب الى مزارعهم وبساتينهم وظلوا في بيوتهم، قامت طائرات الهاجناة بقصف منازل القرية الأمر الذي ادى الى مقتل عشرين شخص وتدمير عشرة منازل. و يوضح أن الأهالي بعد هذه الحادثة فروا على وجوههم جنوباً باتجاه قطاع غزة. ويشير الى أن مختار القرية ويدعى ابو مصطفى، وبعد أن غادر القرية تذكر أنه نسى مبلغاً من المال فرجع للقرية لأخذه، وبعد أن عثر عليه وكان في طريقه للحاق ببقية الأهالي اقتحم الصهاينة القرية، فرفع العجوز السبعيني الراية البيضاء ظناً منه أن هذا سينجيه، فقام عناصر "الهاغناه " بإطلاق النار عليه وقتله. استقر عوض بعد تشريده من قريته في مخيم اللاجئين يقع للغرب من مدينة خانيونس، جنوب القطاع، وعلى الرغم من عمره الكبير، فأنه يعيش وزوجته وحدهما في المنزل، فجميع اولاده الخمسة يعيشون في دول العربية وأوروبا.
www.lamsaegy.com
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|