| المقال |
الحرب النفسية
حسين نعيمات (80 عاماً )، الذي تم تشريده من قريته " فطيس " البدوية، الى تقع على بعد 40 كلم للشرق من قطاع غزة، يروي أن الصهاينة اتبعوا أسلوب أخر غير عمليات القتل في تشريد الناس. " لقد ادركوا حجم تعلق البدو بدوابهم وخصوصاً الخيل، فكانوا يقومون بنهب الدواب والخيول، ويهددون الناس بأنهم في حال لم يغادروا المكان، فأنهم سينهبون كل ما لديهم من دواب، فغادر الناس المكان بسرعة "، قال ل " ويكلي ". ويضيف أن الذي ساعد على سرعة فرار الناس من قريته هو الحرب النفسية التي مارستها العصابات الصهيونية، حيث أنهم تعمدوا تسريب معلومات حول المجازر التي كانت ترتكبها في القرى في مختلف ارجاء فلسطين، الأمر الذي جعل الناس مستعدين نفسياً للفرار.
وهناك من فروا وهم أطفال ولازالوا يذكرون شئياً من ذكريات التشرد، مثل عماد حسن(67) عاما الذي كان يبلغ من العمر سبعة أعوام عندما تم تشريده مع بقية الأهالي من قريته " الجية "، الى تقع على مسافة 30 كلم للشمال الشرقي من قطاع غزة. " لازلت أذكر اليوم الذي تم تشريدنا من القرية، ففي رحلة الفرار طرحتني أمي أرضاً فجأة في أحد حقول القمح، وجلست بجانبي عندما سمعت صوت سيارة، ظناً منها أنه عربة لعصابات الهاجناة "، قال ل " ويكلي ". ما لم يدركه في ذلك الوقت هؤلاء البائسين، وكشف النقاب عنه الكثير من المؤرخين الجدد في إسرائيل، حقيقة أن عمليات التشريد المنظمة كانت عبارة عن تطبيق لخطة " دالت "( دالت الحرف الهجائي الرابع في اللغة العبرية ،( التي أمرت بتنفيذها الهيئة التنفيذية للوكالة اليهودية في مطلع العام 1948 وأشرف على تنفيذها يغآل يادين، الذي كان في ذلك الوقت قائد شعبة العمليات في " الهاغناة "، والذي تولى بعد ذلك منصبي رئيس هيئة أركان الجيش ونائب رئيس الوزراء في أول حكومة شكلها مناحيم بيغن في العام 1977. ويؤكد المؤرخ ميخائيل بارزوهر الذي كتب السيرة الذاتية لدفيد بن غوريون الذين كان رئيساً الهيئة التنفيذية للوكالة اليهودية وأصبح أول رئيس وزراء لإسرائيل أن بن غوريون قد أصدر تعليماته لقيادة " الهاغناة " بإتباع " كل السبل " من أجل إقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
www.lamsaegy.com
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|