آلاء قدورة – صيدا
يوم الأربعاء الموافق 22-6-2011 هو اليوم الذي ذهبت فيه مع زميلتي دينا آغا لمقابلة الحاج صلاح سعيد الخطيب مواليد (1925) من قرية الرأس الأحمر في فلسطين والمقيم حاليا في مخيم عين الحلوة.
بعد دخولنا ذلك البيت الصغير بدأ هو بنفسه الحديث عن بلدته التي تقع على رأس تلة عالية جدا تحدها من الشمال القرى: فارة و صالحة، ومن الشرق علما ، ومن الغرب الجش والصفصاف ومن الجنوب طيطبا، صف د،ودلاتا، وكان هناك نبع ماء يجوب في أراضي البلدة ويفصل بين الرأس الأحمر والجش، وبالإضافة إلى البساتين وكروم العنب والإجاص والتفاح وجميع أنواع الفواكه، وقد نوه أن رأس الأحمر كانت تمتاز بالفواكه خلال الصيف كما كان الانجليز يأخذون بعضا من هذه الفاكهة إلى المعارض في القدس، وكان يتوسط البلدة مدرسة يتعلم فيها الصبية والبنات، فيها للصف الرابع ودرس فيها أساتذة من صفد ولكن الانجليز "نسفوها" على حد قول الحاج.
كما ذكر الحاج صلاح أن اليهود كانوا يتربعون على أرض الراس الأحمر صيفا ويهربون شتاء لشدة البرد فيها وبذلك فقد اعتبرت مصيفا لليهود ولأهالي صفد.
وعند سؤالنا الحاج إن كانت عائلة الخطيب تعيش مجتمعة في بيت واحد في الرأس الأحمر قبل نكبة الـ 48 أم تتوزع على بيوت مثل أيامنا هذه...أجاب بأن هذا الجانب من الحياة آنذاك يماثل حياتنا الحالية فكل عائلة صغيرة تعيش في بيت لوحدها ولكن في نفس البلدة مجتمعة.
وفي سياق الحديث، تحدث عن المضافات وذكر أنه كان هناك عدة مضافات لكل عائلة وديوان خاص بها، ومختار واحد دعي بـ " عبد الرحيم أيوب" خصص له ديوان، وأن العائلات كانت تناسب بعضها البعض وأن أهالي القرى المحيطة كانت تحضر في الأفراح والأتراح، كما ذكر أنه التحق بالجيش الانجليزي مدة ستة أشهر تدريب وخمس سنوات عمل أخرى، وأن جده التحق بالجيش التركي ولكنه لم يسافر إلى اسطنبول أبداً.
كما روى أنه بعد خروجهم من فلسطين استقروا مدة أربع سنوات في بنت جبيل وكان إيجار الغرفة في وقتها 5 ليرات فلسطيني، ولكن بعد تحذير اليهود للبنان من وجود أي فلسطيني على الحدود قام الجيش بنقل الناس إلى المخيمات واستقر هو في مخيم عين الحلوة.
هكذا انهى الحاج صلاح حديثه وعلى وجهه ابتسامة تحمل آملا بالعودة إلى فلسطين بعد 63 أمضاها في الشتات.