تصف الحاجة شفيقة السلوت قريتها فتقول: «أسدود بلد كبيرة تحدها بيت دراس وبرقة من الشرق ومن الجنوب حمامة والمجدل. وفي هديك الأيام ـ تقصد عام 1948 ـ حصدنا الحصيدة ودرسنا وخزنا في الآبار.
وكان في البلد بئر مياه وبئر أبو زينة، وكان في البلد أيضاً مقبرة موجودة في غربها والسوق في الشرق، ويأتي أهالي بطانة وبيت دراس، وحمامة والمجدل إليه، وفي البلد كان فيه قهوة تسمى قهوة «غبن». وأقرب كوبانية للبلد كانت على أرض بيت دراس وكانت تحد أرضنا وكان اسمها «تعبيا» وكوبانية برقة أيضاً قريبة وكلهم لليهود. وكانت بيارة اليهودي سركوف تحد أرضنا. وبيارة اليهودي ماير تحد أرضنا وأيضاً كنا نروح نتعالج في كوبانية "تعبيا".
وتتحدث الحاجة أم محمد عن أيام حرب 1948، وتقول: «كانت أيامها الطيارات بتضرب من فوق رؤوسنا وترمي القيازين (القنابل الكبيرة)، ولما كانوا بيهاجموا كنا بنقاومهم، وكنت بأحمل الجرة وبأسقي اللي بيقاوموا اليهود ولا دار إلا كان فيها سلاح. وفي دارنا إحنا كان لأبوي بارودة ولزلمتي ولأخوي بارودة، وما طلعنا من البلد إلا عندما جاء الجيش المصري. وما طالت فترة وجودهم إلا أسبوعاً وباعونا بعدها.
وتضيف أم محمد: «قبل ما طلعنا مات «ذيب أبو ردينة» وكان عمره تقريباً من 25 إلى 30 سنة و«محمد أبو جناده» ماتوا من الطخ وشفناهم بعنينا ودفناهم في البلد.
وتتابع الحاجة أم محمد: «ما إن رحل <الإنجليز» من «الكنب» بعدها هاجمونا اليهود واستمرت المقاومة أسبوعين أو شهر، ونزلنا من أسدود على حمامة، والمصريون كانوا بيقولوا لنا اهربوا ..اجروا... وحرمونا من خيرنا وما أخذنا معنا حتى بجنيه واستهدفت بيوت كثيرة من قصف الطيارات، وتركنا حبوبنا في الآبار وبقرنا وطلعنا وكانت عندي بنت عندها أسبوع كانت نايمة ونسيتها في السرير وزوجي خاطر على حاله والطخ عليه وراح جابها. ومكثنا في حمامة ليلة واحدة وبعدها انتقلنا إلى جباليا وقعدنا فيها أسبوعين ثم إلى خان يونس وأعطونا خيام وعشنا فيها.
وعن الرجوع إلى البلد قالت أم محمد: «زلمتي من الناس اللي كانوا بيتسللوا وكنت أروح معه نحضر حب. وكنا ناسيين عجلاً مذبوحاً وراح جابه وراح عمي وكان زلمتي يروح على اليهود يسرق منهم ويعود وسرق بارودتين وحصان. ولكن هناك ناس راحوا وما رجعوا وكانوا يحاولون إحضار الحب لأولادهم وكان اليهود بيطخوهم. وفيه بنت ظلت في أسدود من أهل بيت دراس اسمها تحفة أبو شمالة كان عمرها (10) سنوات وكانوا بيقولوا: إن اليهود خطفوها.
المصدر: شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية