تعتبر عائلة الفاخوري القاطنة في برج اللقلق بحارة باب حطة بالقدس إحدى ضحايا الاعتداء الهمجي لعناصر حرس الحدود والخاصة والمخابرات صباح يوم الجمعة الثالثة من شهر رمضان.
فقد إستخدمت القوات الاسرائيلية القوة المفرطة ضد العائلة والأسلحة وإطلاق الرصاص المطاطي نحوهم من مسافات قريبة، وضربهم بالهراوات واعقاب البنادق ودفع النسوة، حتى سالت دماؤهم في كل مكان في حوش الفاخوري دون تقديم العلاج لأحد منهم.
وقد تزامن إقتحام قوات الاحتلال لحوش الفاخوري مع إندلاع مواجهات في حارة باب حطة صباح الجمعة، ردا على منع الشرطة للمصلين دون سن الخمسين من أداء صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى.
حيث أصيب صالح الفاخوري “أبو وائل” 59 عاما بجرح عميق في رأسه ونزفت الدماء منه بشدة، كما أصيبت يده بكسر، وهو والد المصاب رامي الفاخوري بأحداث الأقصى قبل نحو عامين، الذي فقد عينه اليسرى بعد إطلاق القوات الاسرائيلية رصاصة حية نحو عينه أثناء تواجده أمام المسجد الأقصى.
كما أصيب المواطن أحمد الفاخوري 55 عاما شقيق صالح بجرح عميق ايضا في رأسه، ونجلاه عبد الفتاح 26 عاما بجرح في الجهة اليمنى من وجهه نتيجة إصابته برصاصة مطاطية واخرى في فخذه، فيما أصيب شقيقه ثائر برصاصة مطاطية في ساقه اليمنى.
وأحد أقربائهم عبد الرحمن أحمد الفاخوري 27 عاما أصيب ايضا برضوض في جسده نتيجة الاعتداء عليه بالهراوات.
وافاد ابو وائل أن العائلة فوجئت بالقوات الاسرائيلية تقتحم حوش الفاخوري في الساعة السادسة والنصف صباحا، وتقتحم منازلهم دون إبراز أي أمر، وتطلق الألفاظ البذيئة نحوهم وتعتدي عليهم بعنف على الشاب والمرأة وكبير السن.
وقال: “مكان المواجهات المعتاد رؤيتها في الشوارع، تحولت لمنازلنا دون معرفة السبب”.
واضاف “عند محاولتنا الدفاع عن أنفسنا خلال إعتداء القوات علينا بالضرب، ردت القوات بعنف شديد ولم تهتم لأحد بل قامت بضربنا بشكل عشوائي، حيث أصبت وشقيقي ونجليه وآخرين غير النساء اللواتي تم دفعهن بقسوة”.
وقدر أبو وائل عدد القوات التي اقتحمت منازلهم نحو 40 عنصرا من الوحدات الخاصة والجنود والمخابرات، وبعد قيامها بالاعتداء على جميع أفراد العائلة، ونزفها الدماء لم تقدم العلاج لأحد، ثم حضر ضابط وطلب منهم الانسحاب من المنازل.
وتابع : “لقد فوجئنا رغم كل الاصابات والاعتداءات ان القوات تنسحب بينما تطلق الرصاص المطاطي نحونا ومن مسافات قريبة، مما ادى إلى إصابة عبد الفتاح وشقيقه ثائر”.
ووصف هذا الاعتداء بالعمل الهمجي والانتقامي من السكان، خلال وقوع مواجهات بالحي.
وقد أستقبل قسم الطوارئ في مستشفى المقاصد المصابين من عائلة الفاخوري، واستمر علاجهم لعدة ساعات، حيث تم إخاطة جرح المواطن صالح الفاخوري بعش غرز، وشقيقه أحد بخمس غرز، وعبد الفتاح ب 12 غرزة في الجانب الأيمن من وجهه، وثائر الذي اصيب بركبته.
مركز القدس: شرطة الاحتلال استخدمت القوة المفرطة ومنعت المصلين من الوصول للمسجد الأقصى
هذا واتهم مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية سلطات الاحتلال باستخدام القوة المفرطة خلال اعتدائها على آلاف المصلين الذين احتشدوا على بوابات البلدة القديمة من القدس بعد أن منعوا من الدخول إلى المسجد الأقصى وأداء صلاة الجمعة الثالثة من رمضان فيه.
وقال تقرير أعدته وحدة البحث والتوثيق في المركز أن شرطة الاحتلال التي انتشرت بالآلاف في محيطي البلدة القديمة والمسجد الأقصى استخدمت وسائل عديدة في اعتدائها على المصلين خاصة على الشبان من بينها: الغاز المسيل للدموع، قنابل الصوت، المياه الساخنة ذات الرائحة الكريهة، والضرب بالهراوات، إضافة إلى استخدام الخيل في مداهمة جوع المصلين والصعود عليهم، ما تسبب في وقوع 7 إصابات على الأقل جراء استخدام الخيل، بينما تسبب استخدام بودرة الغاز الخانق، إلى إصابة العشرات من المواطنين بحالات اختناق.
وكان أخطر الاعتداءات ما حدث في باب العمود، حين اقتحم مئات المصلين حواجز الشرطة، وتمكنوا من الدخول إلى البلدة القديمة، فيما جرت مطاردتهم من قبل جنود الاحتلال بالهراوات، لكنهم رغم ذلك لم يتمكنوا من اجتياز ثلاثة حواجز شرطية أخرى أقيمت على جميع محاور الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، وبالتالي منعوا من الصلاة في الأقصى.
وسبق الاعتداء على المصلين منع شرطة الاحتلال لمئات المواطنين من سكان البلدة القديمة الملاصقة أحياؤهم للمسجد الأٌقصى، والذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من أداء صلاة فجر الجمعة، ما تسبب في اندلاع مواجهات في حي باب حطة استخدمت شرطة الاحتلال لتفريقها قنابل الغاز بكثافة، في حين اعتقلت أربعة شبان.
وحظرت القيود التي فرضتها شرطة الاحتلال على المواطنين المقدسيين ومن الداخل الفلسطيني ممن قلت أعمارهم عن خمسين عاما، وكذلك النساء أقل من 40 عاما من الدخول إلى المسجد الأٌقصى، ما اضطر الآلاف منهم للصلاة في الشوارع والساحات العامة.
في حين حظرت تلك القيود على مواطني الضفة الغربية من مختلف الأعمار بمن في ذلك حملة التصاريح من دخول المدينة المقدسة، وازدحمت الحواجز ونقاط التفتيش العسكرية المقامة على مداخل المدينة بعشرات الآلاف من هؤلاء، ما تسبب في احتكاكات بينهم وبين جنود الاحتلال الذين اعتدوا على العديد منهم بالضرب.
ووصف التقرير القيود على دخول المصلين للمسجد الأقصى، واستخدام القوة المفرطة بحقهم بأنه انتهاك فظ لحرية العبادة، وحق المواطنين في أداء شعائرهم الدينية، داعيا سلطات الاحتلال إلى وقف انتهاكاتها تلك التي تعد مسا بالحقوق الأساسية للإنسان.
المصدر: فلسطينيو 48