الإمام، محمد أسعد أفندي: (1226-1308ه/18811-1890م)
(عالم أزهري، ومفتي وإمام الشافعية في القدس في النصف الثاني من القرن الماضي. قرض الشعر،ودرّس في الأقصى ومدارس الحرم القدسي الشريف، وتتلمذ عليه الكثيرون من رجالات القدس المشهورين في أواخر العهد العثماني، أمثال يوسف ضياء وياسين الخالدي، ويغرها.)
هو محمد أسعد بن محمد صالح أفندي، أصغر الذكور من زوجة أبيه الأولى ابنة حسين أفندي الخالدي. ولد في رمضان 1226ه/1811م وأرسله والده بعد دراسته الأولى في القدس إلى الأزهر، فأمضى فيه نحو عشرة أعوام عاد بعدها إلى موطن أجداده سنة 1249ه/1833-1834م. باشر التدريس في الزاوية الأمينية، مقر أبناء العائلة، كما عُين أماماً في الأقصى وناظراً على أوقاف والده وجده. وبعد وفاة الشيخ سعيد الخلفاوي، مفتي الشافعية، في 17 محرم 1250ه/26 أيار (مايو) 1834م، عُين خلفاً له في تلك الوظيفة التي شغلها آباؤه وأجداده من قبله. وبقي في مناصبه تلك أكثر من أربعين عاماً، حتى نقلها إلى ابنه يوسف نظراً إلى تقدمه في السن وضعف بصره. واستمر في تدريس الحديث وتفسيره، بالإضافة إلى علوم الأصول والبيان. ودرس علسه في الحرم الكثيرون من علماء القدس وأعيانها في أواخر العهد العثماني. ومن بين هؤلاء رؤوف باشا، متصرف المدينة، في أوائل الثمانينات. وكان رجال الحكم والسياسة يقدرون الشيخ ويحترمونه، وقد أنعم قنصل روسيا عليه بوسام شرف. وكان شاعراً ضاع معظم شعره، وحُفظ قليله، ومنه قصيدة كتبها في رثاء محمد علي أفندي الخالدي، قاضي القدس، وتلاها ابنه يوسف في 28 صفر 1281ه/12 آب (أغسطس) 1864م، ومطلعها:
الـلـه بــــاق والأنــــــام تــــــــزول وقضـــاؤه فــي خـلقـــــه مـقبـــــــــول
وقد أمضى أعوامه الأخيرة معتكفاً معظم وقته في الزاوية الأمينية، مدرساً في الأقصى يساعده ابنه يوسف في القيام بوظائف إمامة وإفتاء الشافعية. وكان الشيخ خليل التميمي، مفتي الخليل، من أصدقائه الحميمين، وقد حُفظ بعض مراسلاتهما، ومعظمها شعر، في أوراق العائلة. وتوفي الشيخ محمد في ربيع الآخر 1308ه/ كانون الأول (ديسمبر) 1890م، ودفن في مدفن أجداده في المدرسة الأمينية.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع