الإمام، يوسف أفندي: (1266-1321ه/1849-1903م)
(إمام ومفتي الشافعية في القدس في أواخر العهد العثماني، ومدرس الحديث والتفسير في المسجد الأقصى ومدارس الحرم باللغتين العربية والتركية.)
هو نجل الشيخ أسعد الإمام. درس على والده وعلى غيره من علماء القدس علوم اللغة العربية والفقه وغيرها. وسار على خطى والده وأخذ يقوم مقامه في إمامة الشافعية في سن مبكرة. وكان له صوت رخيم ساهم في اختياره وارثاً لوالده في وظائف الإمامة ثم إفتاء الشافعية. وحين توفي محمد علي أفندي الخالدي وكتب والده قصيدة في رثائه أوكل نجله لتلاوتها أمام العلماء والأعيان في الأقصى، وكان ابن خمسة عشر عاماً فقط. وقد كان للقصيدة وطريقة إلقائها وقع قوي في نفوس الحاضرين فـ «تهاطلت من الأعين العبرات وتزايدت من الأعيان التلهفات والحسرات وتصاعدت من أكباد السادة الحاضرين الزفرات.» وقد ذكر كل من عبد الرحمن ياغي وصاحب كتاب «كنز الرغائب» أن الشيخ يوسف الإمام كتب الشعر لكن معظمه ضاع. وبالإضافة إلى مساعدة والده في الوظائف الدينية، اتجه يوسف أفندي إلى الوظائف الحكومية، فعمل في رئاسة تحرير النفوس، ثم عينه مجلس إدارة القدس مديراً لصندوق الأيتام في المدينة، وذلك في ذي الحجة 1284ه/1869م. وأعطي النياشين المجيدية تقديراً لعمله في دائرة تحرير النفوس، ورتبة إزمير المجردة من شيخ الإسلام سنة 1300ه/1883م تقديراً لعلمه وخدماته للدولة والدين. وفي سنة 1305ه/ذ887-1888م جاءته براءة التعيين الرسمية الرسمية مفتياً للشافعية. وقعد وفاة والده الشيخ أسعد استمر في تدريس الحديث وتفسير القرآن في الأقصى، فكان من مشايخ الحرم البارزين في أواخر القرن الماضي حتى وفاته سنة 1321ه/1903م. وقد نجا من التلف والضياع كتاب مخطوط ليوسف أفندي أطلعني الشيخ محمد أسعد الإمام عليه، مع بعض أوراق العائلة. وأما شعره وكتاباته الأخرى فقد ضاعت مثل معظم تراث ذلك العهد وأوراقه.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع