البديري، عبدالله أفندي
(ابن الشيخ محمد أفندي ووارثه في معظم وظائفــه، والمتولي والناظر على أوقافه. نفـي مع بعض علماء القدس وأعيانها إلى مصر لمشاركتهم ودعمهم لثورة سنة 1834. وحين عُفي عن معظمهم وأعيدوا إلى موطنهم رفض المصريون إطلاقه، فبقي مبعداً عن القدس مدة طويلة.)
درس على والده وبعض علماء بيت المقدس، وتولى التدريس والمشيخة للطريقة الخلوتية بعد وفاة والده. وكان له أخ أصغر منه سناً اسمه عثمان.
حين توفيت السيدة غصون، ابنة حسن حبيش... في أواخر سنة 1228ه/1813م، انحصر إرثها في شقيقتها صفية وفي ولدي ابن عمها، وهما عبد الله أفندي وأخوه عثمان. كما ذكر في الوثيقة نفسها أنها باعت ما خصها من العقارات، من جهة زوجها مصطفى البديري، من ابن عمها الشيخ محمد البديري في مقابل سكنها في داره من سنة 1203 إلى سنة 1228ه.
هكذا ورث عبد الله وأخوه عثمان عقارات كثيرة لا من والده فقط بل من بعض أقربائه من آل البديري أيضاً. واستمر عبد الله في إدارة الأوقاف التي حبسها والده والغرف التي أعدها لحفظ القرآن الشريف والعلم لفقراء الصوفية. وفي أواخر سنة 1239ه/1824م التمس من عبد الله باشا، والي صيدا، أن يأمر بالمساعدة للطلبة والفقراء في تلك الغرف، كما كان الأمر أيام والده. واستجاب عبد الله باشا لطلبه، وأمر بتعيين خمسة أرطال من الخبز و «صطلين جوربة يومياً من جانب التكية العامرة.»
ومما يعزز الرواية التي تُرجع أصل العائلة إلى بلاد المغرب هو أن عبد الله أفندي عُين مدة قصيرة متولياً لأوقاف المغاربة، وعلى رأسها وقف أبو مدين الغوث في القدس. وحين قامت ثورة سنة 1834 على الحكم المصري في فلسكين، شارك عبد الله فيها، الأمر الذي أثار غضب السلطات المصرية عليه فنفي مع غيره من علماء القدس وأعيانها. لكن حين عُفي عن معظم العلمياء والأعيان رفض محمد علي وابنه إبراهيم إطلاق عبد الله أفندي لاعتباره محرضاً خطراً على الحكم المصري. وهكذا أمضى عبد الله أفندي أعواماً طويلة في المنفى ولم يعد إلى البد، كما يبدو، وتوفي بعيداً عن موطنه، إذ لم أجد له ذكراً في الوثائق وسجلات المحكمة الشرعية حتى بعد انتهاء الحكم المصري وعودة العثمانيين إلى حكم البلد في الأربعينات.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع