العلمي، وفاء أفندي: (توفي سنة 1834)
(متولي الخانقاه الصلاحية. وشيخ الصوفية، ومتولي أوقافهم في القدس. وقد تولى أيضاً نقابة الأشراف فترات قصيرة عدة مرات، كما عين لوظيفة ناظر الحرمين الشريفين منذ سنة 1240ه/1824-1825م على الأقل.)
ورث وفاء بن نجم الدين العلمي مشيخة السادة الصوفية في القدس عن والده وأجداده. وارتبطت بتلك الوظيفة التولية على وقف الخانقاه الصلاحية. وبالإضافة إلى وظيفته تلك عين عدة مرات، وفترات قصيرة، نقيباً لأشراف القدس. وكان عمر أفندي الحسيني، وابنه من بعده، نقيبي الأشراف في القدس في النصف الأول من القرن التاسع عشر. لكن الدولة العثمانية كانت أحياناً تعزل آل الحسيني عن نقابة الأشراف فتعين وفاء أفندي لها. ثم منذ سنة 1240ه/1824-1825م على الأقل، عين وفاء أفندي متولياً على وقف الحرمين الشريفين. وقد كان لهذه الوظيفة الأخيرة أهمية كبيرة، لما لمتولي تلك الأوقاف من أهمية اقتصادية ونفوذ واسع. وشغل وظائفه تلك حتى وفاته في أواسط ذي الحجة 1249ه/أواخر نيسان (أبريل) 1834م. وانتقلت بعده إلى ابنه عبد الله وابن عمه فيض الله العلمي. ونافس عبد الله، نجل وفاء، آل الحسيني على نقابة الأشراف، فعين لتلك الوظيفة عدة مرات في الأربعينات والخمسينات، بدلاً من محمد علي أفندي الحسيني. وعموماً، فإن عائلة العلمي في القدس تولت وظائف دينية وإدارية مهمة في القرن التاسع عشر. وقد هاجر منها سنة 1260ه/1844م مصطفى بن محمد بن وفاء العلمي إلى غزة، حيث عين قاضياً، فأحضر أولاده وعياله معه وتوطن فيها. فعرف هذا الفرع من نسل وفاء في غزة باسم عائلة وفاء العلمي. وظهر منها علماء وأعيان كبار، كما هي الحال في القدس. وظهر منها أيضاً فرع اللد اشتهر باسم الجد سعودي العلمي، ويقال أيضاً إن لآل العلمي فروعاً أخرى في بلاد الشام، مثل دمشق وحلب وحمص وطرابلس الشام.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع