وحدثني الأمير فاضل بن فياض بن فاضل بن علان بن فاضل بن خليل بن محمد الشهير بخرفان المسعودي فقال :
غزا المساعيد بني جرم وقد قتل الأمير المسعودي أمير بني جرم عند مطيل الذيب بأسفل عقربا فرحلوا إلى عوجا حفير وكان من فزعة الأمير المسعودي الكعيبني الذي قال للأمير المسعودي أنا متحذيك أيها الأمير ــ أي طالبك الحذية أي العطية ــ فأعطاه العوجا باستثناء تل عياش أبقاها الأمير المسعودي مقيلة للخيل وفيما بعد باعها الأمراء المساعيد إلى صبحي الداوددي من أهالي القدس وقد بقي من بني جرم قوم عند المساعيد وهم آل باكير ومنهم أحمد العايش وقد تزوج الأمير عبد الله الضامن المسعودي أخته يامنا العايش .
وقال : وقد ظل بقايا من بني جرم في عداد المساعيد وهم الرحايلة من اتباع الأمير الجرمي والبراهمة من اتباع المتروكي . وحدثني الأخ الكريم محمد بن سليم بن سلامة بن حسين أبو عنيز المسعودي فقال : كان للجرمي بنت أخ توفي أبوها وكان لها ابل فسعى أحدهم وقال للأمير الجرمي أن ابنة أخيك عندها ابل وإنها ترحل بيتها فقال الأمير الجرمي لرجاله اذهبوا وخذوا الإبل وأبقوا لهل خمسة منها فقط فلما حدث ذلك لجأت للأمير أبو عنيز المسعودي في دبر أبو عنيز وهو اليوم في بلاد الغنانيم ودخلت علبه مستجيرة به فأرسل الأمير أبو عنيز المسعودي رسالة آلي الأمير الجرمي يطلب فيها إعادة حق المرأة إليها فلما وصل الرسول آلي الأمير الجرمي سلمه رسالة الأمير المسعودي فلما اطلع الأمير الجرمي على رسالة الأمير المسعودي أغضبه ما فيها فقال وضرب عراقيب ناقة رسول الأمير المسعودي فقطعها فعرف ذلك الموضع بالفاطر وهو موضع يطل على الفارعة فعاد رسول الأمير المسعودي على قدميه ولما وصل إلى الأمير المسعودي أخبره بالخبر فما كان من الأمير المسعودي إلا أن أعد قومه وسار آلي حيث بني جرم فصبحهم وانتصر عليهم وظل يطاردهم حتى تعدوا طوباس واستقر الأمير أبو عنيز المسعودي في الفارعة .
وحدثني الشيخ فهد بن عادل بن ضامن بن بركات بن خليل بن محمد أبو الفيتا فقال : كان المساعيد يستقرون في منطقة كبد قرب دامية وذات يوم وإذا ببيت منصوب خلف بيت الأمير المسعودي وعلى البيت راية بيضاء وهذا يعني أن صاحب البيت دخيل على الأمير المسعودي فاستعلم الأمير عن خبر البيت وصاحبه فأخبره رجاله أن صاحب البيت رجل جرمي وهو ابن عم الأمير الجرمي فطلب الأمير استدعاء الرجل الجرمي الدخيل وسأله عن أمره فأخبره الجرمي أن ابن عمه الأمير الجرمي قد ظلمه وسلبه حقه وعند ذلك جمع الأمير المسعودي كبار السن من المساعيد للتشاور وبعد أن تشاور الأمير وكبار قومه استقر رأيهم على أن يرسل الأمير المسعودي رسالة لينة مهذبة للأمير الجرمي يطلب فيها أن يتلطف الأمير الجرمي بإرضاء ابن عمه وأن ينصفه فان لم يستجب الأمير الجرمي لمطلب الأمير المسعودي فعلى الأمير المسعودي أن يرسل رسالة أخرى أقل تهذيبا من الرسالة الأولى يطلب فيها من الأمير الجرمي إعطاء الدخيل الجرمي حقه كاملا وقد أرسل الأمير المسعودي رسوله إلى الأمير الجرمي فلما وصل الرسول آلي الأمير الجرمي وأعطاه رسالة الأمير المسعودي فلما اطلع الأمير الجرمي على رسالة الأمير المسعودي حمل الرسول رده فقد قال للرسول : قل لسيدك بأن على الغريب أن يكون أديبا .
فعاد الرسول آلي الأمير المسعودي وأخبره برد الأمير الجرمي فقام الأمير المسعودي بإرسال رسوله بالرسالة الأخرى آلي الأمير الجرمي فلما وصل الرسول آلي الأمير الجرمي وأخبره برسالة الأمير المسعودي غضب الأمير الجرمي وقام بقتل رسول الأمير المسعودي وفي تلك الأثناء كان الأمير المسعودي قد أعد قبيلته لحرب الأمير الجرمي الذي كان يحكم المنطقة من مشارف نابلس آلي البحر الميت وبعض قرى رام الله الشرقية ولما وصل خبر مقتل رسول الأمير المسعودي آلي المساعيد سار الأمير برجاله آلي ديار الأمير الجرمي بعد أن أبقى بعض الرجال لحماية النساء والأطفال وكان الأمير الجرمي يقيم آنذاك في منطقة الجفتلك فلما وصل المساعيد آلي ديار بني جرم قاموا بمهاجمتهم ووقعت حرب امتدت آلي مشارف فصايل وقال بأن الحرب استمرت لمدة يومين وقد كان النصر حليف المساعيد وقد انهزم الأمير الجرمي وفر باتجاه الغرب آلي أن وصل آلي قرية عقربا وكان الأمير المسعودي لا يزال يطارده وقد أدركه عند إحدى بوابات عقربا فلما أدركه طعنه برمحه فسقط الأمير الجرمي قتيلا وقد عرف الموضع الذي قتل فيه الأمير الجرمي ببوابة الجرمي وقد استقر المساعيد في المنطقة وقد ظل من بني جرم بقايا في عداد المساعيد . وقد تزوج الأمير عبد الله الضامن المسعودي امرأة من بقية بني جرم الذين ظلوا في عداد المساعيد .
__________________________________________________________________________________________
ملاحظة تم نقل الموضوع من ملتقى قبائل العرب