المقال |
ولد الفقيد رحمه الله في أسره كريمه تمتعت بسيره حسنه في أواسط المجتمع الغزى وتمكنت من آن تشق طريقها بامتياز من حيث تقديم كل ما هو جديد فى الصناعة والاختراع , وكان لبزوغ شخصيتنا بالغ الأثر في النقله النوعية التي انتقلتها العائله في الوسط الصناعي على مستوى قطاع غزه والضفة الغربية , والدول المجاورة وبالأخص " الأردن " .
وفى التحدي النوعي لشخصية فلسطينية تحدت الكيان الصهيونى بكافة إمكانياته في مجال الابتكارات الصناعية الثقيلة والعملاقة حيث وضع الفقيد الغالى فى إعتباره ومن منطلق وطني أن يكون لدى الفلسطينى التحدى الواضح ليقول للعالم ها نحن نستطيع أن نوجد ما نحتاج وبإبتكار فلسطيني وقد ترجم المرحوم أبو صلاح أفكاره على أرض الواقع لتكون حقيقه ملموسة حيث أن المرحوم كان منذ صغره يعمل فى ورشة والده الحاج أسعد عاشور رحمه الله لتصليح الآلات الزراعية والزرافيل , وكان المرحوم أبو صلاح هاويا لفك وتركيب وعمل لبعض من أجزاء هذه الآلات وبدأت أفكاره وابتكاراته في الأتساع حتى أن بلدية غزه عندما قامت بشراء مولداً آلياً ضخماً للكهرباء من تشيكوسلوفاكيا فى أواخر الخمسينات وجاء مهندسون تشيكيون لتركيب المولد استطاع المرحوم محمد أن يخترع بعض القطع البديلة المحلية الصنع فاعجب به أولئك المهندسين .
ولما احتاج بعض رجال الاعمال لاقامة مصانع آلية لتشميع الحمضيات التى كثر انتاجها فى القطاع وتصديرها للخارج وكانت اسرائيل تعرقل استيراد مصانع جديدة قام م - أبو صلاح عاشور بتصنيعها فى ورشته الخاصة بغزة وقد قام المرحوم بجولات استطلاع خارجيه على أحدث المصانع الغربية وخاصة فى المانيا وبجهده ونبوغه تمكن من اقامة عدة مصانع لا تقل جودة عن المصانع الأمريكية , كما و كان أول من صنع سلاح نارى ولم يبلغ العشرين من عمرة ثم ضاقت غزة بهذا العبقرى النشيط فترك ورشته بغزة لإدارة ابنه صلاح وانتقل للعمل فى عمان حيث انشأ فيها مصنعاً كبيراً يقوم بتطوير الالات اللازمة لكثير من المشاريع .
لقد كان الفقيد شخصية اقتصادية مميزة وعامة فالأمر أكثر صعوبة إذ نحن أمام شخصية لم تأخذ حقها في المجال الاعلامى ولم تكرم بمناسبة وطنية لكن ذلك لم يقلل من شان شخصية ابو صلاح محمد اسعد عاشور رحمه الله الكثير , فلقد كانت هذه الاختراعات جلها من الواقع وبعضها من الخيال لقد عمل هذا الرجل بصمت بعيداً عن الأضواء طيلة أكثر من ستين عاماً أفنى فيها حياته في مجال الإبداع , والإنتاج الصناعي , خدمة منه للوطن , ولقد نجح أبو صلاح وهو في مقتبل العمر من إنتاج ما عجزت عن انتاجة الدول العربية المجاورة فى نهاية الاربعينات كما قام بتطوير مصنعة فى الاراضى العربية المحتلة فى مواجهة الغزو الاقتصادي الاسرائيلى ومنافسة الاسرائيلين فى الضفة والقطاع فى انشاء اكبر محطات لتشميع وتدريج وتلوين الحمضيات دون الاستعانة باى خبرات أجنبية , وبطاقة إنتاجية عالية , وقد شكل هذا التحدى استفزازاً للاسرائيلين كثيراً ما دفع ثمنة المرحوم ابو صلاح .
فى أوائل الثمانينات قام المرحوم ابو صلاح بانتاج مميز بانشاء خطوط انتاج للمصانع وعرض باكورة انتاجه فى معرض المدينة الصناعية –سحاب- وكان محط انظار واهتمام كافة الزوار من شخصيات رسمية ومهنيه وفى مقدمتهم جلالة المغفور له " الملك حسين " ملك الأردن الذي عبر في حينه عن دهشته لوجود صناعه وطنيه متطورة بتكنولوجيا عاليه تضاهى الصناعات الاوربية وطلب من وزير الاقتصاد آنذاك " جواد العناني " الذي كان برفقته مع رئيس الوزراء أحمد عبيدات بالاهتمام بهذا المنتج وبالصناعة الوطنية الواعدة وقد وصلت هذة المنتجات المزينة بعبارة صنع فى الاردن الى معظم الدول العربية ومن بينها دول الخليج ومصر واليمن وهكذا كان للمرحوم الباع الاكبر فى ان يكون لفلسطين اسم فى مجال الابتكار والتصنيع ويرجع ذلك الفضل للمرحوم المبدع فى مجال الصناعة محمد اسعد عاشور أبو صلاح رحمه الله واسكنه الجنة هذا ولم يكن فقيدنا الغالى أبو صلاح مبدعاً في مجال الصناعة فقط بل كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى , وبكل المقاييس , تمتع بصفات نبيلة , وكان موضع احترام , وتقدير من قبل اللذين عرفوه , كان باراً بوالديه , مساعداً لعائلته , محسناً للمحتاجين وداعماً للجمعيات والمؤسسات الخيريه , له الرحمة ولاسرتة الكريمه وابنائه الاعزاء منا كل تقدير واحترام , فلقد عاش المرحوم مفنياً حياته في مجال الإبداع والتطوير إلي ما هو أفضل إلي أن توفاه الله تعالي في 25/3/2007م ولقد أًقيمت له بيوت العزاء في الأردن والعديد من الدول وكذلك في غزه ورثاه العديد من الفضلاء والوجهاء في العديد من الصحف والمجلات وأرسلت العديد من البرقيات والتعازي وعلي رأسها برقيه تعزيه من الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن .
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|