صبحية محمد إبراهيم الباش (مواليد 1927 طيرة حيفا) وتقطن في مخيم اليرموك، دمشق:
استفقنا قبل آذان الفجر على أصوات انفجارات قوية هزت القرية كان مصدرها من الحارة الشمالية للقرية والتي كان يسكنها عائلة الابطح وحجير وعباس وغيرهم من العائلات الأخرى، هرع الرجال بفوانيس الكاز، إلى المكان وشاهدوا الدخان يعلو سماء القرية والحرائق تلتهم المكان والنساء والأطفال يصرخون، اخذ الرجال يطفئون النيران ويخرجون الجثث من تحت الأنقاض، وبقي أهالي القرية وعلى أضواء الفوانيس ينبشون الركام، واذكر انه نجا من العائلة طفل صغير وجدوه تحت الأنقاض وقد حماه عامودا مائلا ظلله، وظلوا هكذا حتى طلوع الفجر، حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها نساء وأطفال ورجال، ليشاهدوا ما حدث لاهليهم وأبناء قريتهم من (عائلة الدبور المتفرعة عن عائلة حجير) وللمنزل المؤلف من طابقين والذي انهار تماما وحينه شاهدنا جثث لسبعة عشر شخصا من بينهم خمسة أطفال.
تضيف اللاجئة الفلسطينية أم حسن الباش من قرية الطيرة: عند الظهيرة وأثناء تشييع الجنازات والتي خرج فيها جميع أهالي القرية مع بعض أبناء القرى المجاورة، انتشر خبر مفاده أن اليهود هجموا على القرية من الجهة الشرقية من القرية من (مستعمرة اخوزا الصهيونية)، عندها تركت النعوش في المقبرة دون لحدهم وانتشر الرجال على أطراف القرية والتزمت النساء والأطفال البيوت وأفرغت البيوت في أطراف القرية تماما، ونزلوا عند أقاربهم في وسط القرية.
وظلت حالة الاستنفار مستمرة والمسلحون منتشرون مستعدون لأي طارئ إلى أن تأكدوا انه لا يوجد أي خطر عندها عادوا وألحدوا شهدائهم، ومنذ ذاك الحين أصبح الأهالي يؤرخون الحادثة بموقعة (بيت دبور أو موقعة دار حجير) في إشارة إلى المجزرة.
عن موقع تجمع العودة الفلسطيني - واجب