الشهيد مصطفى بن يونس الشريف
هو مصطفى بن يونس بن عمر بن على الشريف، ينتمي إلى أسرة تمتد دوحتها إلى النسب الطاهر عن طريق إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط عليهم رضوان الله
ولد الشهيد مصطفى في بداية القرن الماضي ، حيث انه يكبر أخوه إبراهيم بقليل، ومن معلوماتي إن إبراهيم من مواليد سنة 1904، وعليه فتقديري أن مصطفى من مواليد سنة 1902 أو حولها بقليل.
أبوه يونس الشريف من الجزائر، وأمه من عائلة الزراري، ذات الأصول اللبنانية.
نبذة عن تاريخ عائلته
هاجرت عائلة الشهيد مصطفى إلى بلاد الشام نفيا بعد انتهاء ثورة الحداد في بلا د القبائل ، وهي الثورة التي أعقبتها هجرة جماعية كبرى وصل اغلبها إلى بلاد الشام، و من ضمنها ثلاثة أخوة من عائلة الشريف هم احمد وهو أكبرهم وعمر(بتسكين العين وفتح الميم وتسكين الراء) ومحمد الصغير، الذي توفي متأثرا بمرض الملاريا بعد وصولهم إلى بلاد الشام بقليل، وقد استقر احمد في مدينة الرملة، بينما استقر عمر في يافا. ويعتبر عمر جد مصطفى.
اشترى عمر مزرعة في مدينة يافا، في ضاحية أبو كبير، وهي منطقة يمر بها القطار الذي يربط مدينة يافا بمدينة القدس، واستقر بها مع أبناءه الأربعة وهم حسب السن صالح ثم يونس ثم عبد الله ثم حسين، وبنت هي حليمة ، بينما رزق أخوه احمد بابن واحد هو حسن وابنة واحده هي أمينة،
ولد ليونس ثلاثة أبناء أكبرهم مصطفى وهو صاحب الموضوع وأخوه إبراهيم، وأختهما هدى.
دخل مصطفى الكتاب حيث تلقى علومه الأولى، ثم دخل المدرسة في مدينة يافا حيث بدت عليه مخايل النشاط، وكان مصطفى حيويا ونشطا جدا، وكان يختصر الطريق بين يافا وأبو كبير إثناء عودته من المدرسة بالتعلق بالقطار الذاهب إلى القدس، ثم القفز منه بالمزرعة، ولكن هذه المغامرة كلفته كثيرا حينا وقع تحت عجلات القطار الذي التهم إحدى ساقيه.
جهاده واستشهاده
مع حلول عام 1936 واشتعال الثورة الفلسطينية الكبرى، انخرط مصطفى بهذه الثورة بكل إمكاناته، فبدأ مسيرته يجمع المتطوعين والتبرعات ويتصل لشراء الأسلحة وتزويد المقاتلين بها، وقد عرف مصطفى خلال هذه الفترة السفر إلى غزة والعريش لشراء الأسلحة من مصر عن طريق بدو سيناء.
تطور مصطفى في سلك الثورة حتى أصبح احد كبار شخصياتها خاصة في مجال تأمين الأسلحة، ونظرا لكثرة نشاطه وزيادة تحركاته كان لا بد أن ينكشف أمره عاجلا أم آجلا، وهو ما حصل فعلا مع بداية سنة 1938.
كانت العقوبة المنصوص عليها في القانون الاستعماري المسلط على العرب هي الإعدام لكل من يقبض عليه وبحوزته رصاصة ، فكيف بهذا البطل الذي كان مسئولا عن تزويد الثوار بالأسلحة.
لم تشفع له جنسيته الفرنسية في ذلك الوقت (حماية)، ولا كل المحاولات القانونية، وأخيرا صدر عليه حكم الإعدام شنقا.
يقال ان عمه عبد الله كان شخصا له مهابته فلم يتم تنفيذ الحكم مع الدفعة الأولى من المحكومين خوفا من ردة فعله التي قد تكون مكلفة للانكليز وأعوانهم، وبكل برود دبروا مؤامرة اغتيال بدم بارد لعبد الله، ثم قاموا بإعدام ابن أخيه مصطفى بعده بحوالي الشهر.
قبل يوم الإعدام بأسبوع طلب مصطفى من زوجته أن ترسل له بذلته السوداء الجديدة، وهي البذلة التي قام بلبسها قبل أن يصعد إلى منصة الشنق، وكأنه يصعد إلى منصة العرس.
شنق الشهيد مصطفى يونس عمر الشريف صباح يوم عيد الأضحى المبارك وكان عمره ستا وثلاثين سنة، فكان شهيد الجزائر وفلسطين والقدس ويافا، ووحد بتضحيته بين كفاح الفلسطينيين والجزائريين كما ربط بين كفاح العرب والقبائل ضاربا مثلا أعلى بأن بلاد المسلمين لا يفصل بينها حدود، ولا تتجزأ في قلوب الأحرار.
رحم الله الشهيد مصطفى الشريف وجعله قدوة لنا جميعا.