الحبايبة تنتسب الآن إلى عشيرة الدبابنه من العشائر المسيحية في مدينة السلط ، جاء أجدادها إلى السلط على وجه التقريب في منتصف القرن السادس عشر وربما قبل ذلك.
الحبايبة من أصول غسانية قحطانية كما هو حال الكثير من العائلات التي تنتسب إلى الغساسنة وذلك قبل المجيء إلى السلط ، وكان سكنها الأول في الأرض الواقعة قرب قلعة السلط التاريخية من الجهة الشمالية الشرقية بمحاذاة نبعه ماء قديمة اسمها نبعه الخندق، والتي نضب ماؤها منذ نصف قرن على الأقل.
يلاحظ هنا أن بعض العائلات المحسوبة على عشيرة الدبابنة وبالرغم من صلة القربى والدم مع باقي عائلات الدبابنة، حضرت مباشرة من القسطل في فلسطين أو من لبنان إلى السلط قبل قرون عديدة دون المرور بقرية دبين، وكانت هذه العائلات تسمى بأسمائها ومنها الحبايبة، ولكن فيما بعد أطلق عليها جميعا عشيرة الدبابنة نسبة إلى دبين، والتي جاء منها الفوج الأخير من عائلات الدبابنة، وعلى جميع الأحوال لا شك بأنها من نفس الأصل، من نسل جد الدبابنة الأول نمر الخازن الغساني وسلالته وهم شيوخ كسروان في لبنان.
في عام 1960 اتخذت المحكمة قرارا بتقسيم أرض الحبايبة الواقعة قرب القلعة – الخندق ـ (بمساحة ثماني دونمات) بالمناصفة بين الحبايبة وعودة العصفور العناسوه ( المزارع الذي كان يعتني بالأرض وقام بتشجيرها) حيث أصبح له الحق في نصف الأرض التي استصلحها بعد عشرات السنين، ويبدو أن هذا الإجراء متعارف عليه وتقر به المحكمة تحت بند حق التملك لقاء المزارعة ، يضاف إلى ذلك ما تملكته بلدية السلط لفتح شوارع من وسط الأرض للمصلحة والمنفعة العامة مقابل تعويض مادي (بمساحة دونمين ونصف) ، وبعد هذه التقسيمات للأرض لم يتبق منها إلا مساحة بسيطة ورمزية غير قابلة للإفراز يملكها من عائلة الحبايبة عشرات
الأشخاص بعضهم لم يعد على قيد الحياة وتحتاج المسألة إلى حصر إرثهم وتحديد حصصهم (ومساحة كامل حصصهم أقل من ثلاث دونمات) ، وعائلة العصفور( العناسوة) بنفس المساحة.
ثم توزعت العائلة ليصبح لها منازل عديدة في منطقة القلعة باتجاه حي الخضر وحي الميدان وقد كانوا منذ البداية بحكم الجوار والعيش المشترك مع عشائر العواملة، كانوا يعتبرون أنفسهم بمثابة أبناء عمومة مع فرع عائلة الحسين الفرع الأصلي والأقدم لعشيرة العواملة، وليس واضحا من أين جاءت هذه الصلة مع هذه العائلة العريقة ، فهل هناك قرابة بالدم والأصول لأجداد هذه العائلات رغم اختلاف الدين ؟ أم بحكم المصير الواحد والعيش المشترك منذ قدوم هذه العائلات إلى السلط ، أم أنها قدمت من نفس الجهة، وحسب العرف العشائري فان الحبايبة خاصة و الدبابنة عامة، يعتبرون من ضمن الحلف العشائري المعروف بعشائر العواملة، وهذه التحالفات العشائرية لم يكن فيها تمييز ديني وكانت مهمة في السابق لغرض الحماية واستتباب الأمن عندما كان الحكم العشائري معمولا به، ولكن في الوقت الحالي أصبح حكم الدولة والقوانين الرسمية هي السائدة في البلاد ، وفقد الحكم العشائري بريقه ولا يتم اللجوء إليه إلا بين العشائر المعروفة وكعامل مساعد وداعم لقوانين الدولة الحديثة.
وعلى الرغم من أقدميه هذه العائلة إلا أنها غير مشهورة أو معروفة لدى بعض سكان السلط ، وحتى عند بعض أبناء عشائر السلط الأصليين ، بسبب قلة عدد أفراد هذه العائلة الناجم عن عدم تكاثرهم بشكل كبير على مر الزمن مع تعاقب الأجيال، ويشكلون بالوقت الحالي حوالي أربعين أسرة موزعة بين السلط وعمان والزرقاء وبعض المدن الأردنية الأخرى، وفي القرن العشرين كان معظمهم يعمل بالتجارة أو في القوات المسلحة، بالإضافة إلى من هاجر من هذه الأسر إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وغيرها الذين يشكلون حوالي خمس وعشرين أسرة على وجه التقريب ، في حين أن عائلات أخرى قدمت إلى السلط بنفس الفترة وربما بعدها أصبحت من العشائر الكبيرة ويعد أفرادها بالآلاف.
ومن الجدير بالذكر وكما سمعنا من كبار العائلة أن أحد أجداد العائلة ذهب إلى فلسطين ويقال له شحادة الجبرائيل ، (وهو شقيق أحد أجدادنا عودة الجبرائيل)، ذهب إلى قرية صانور قضاء جنين
وتزوج من امرأة مسلمة من عائلة جرار أبناء عمومة العواملة، وصار على دين تلك العائلة، وكون عشيرة كبيرة هناك باسم الحبايبة أيضا، وجزء من هذه العشيرة نزح إلى الأردن في عام 1967 وبالتحديد إلى منطقة الرصيفة.
منذ قديم الزمان كان لعائلة الحبايبة نصيب من الأراضي داخل قصبة السلط والضواحي المجاورة شأنهم شأن باقي العائلات والعشائر في السلط وبما يعرف بالواجهات العشائرية، وكانت في البداية لجدين أولين منذ القرن الثامن عشر وهما عودة الجبرائيل الحبايبة وجريس(اجفيلان) الحبايبة، وعلى سبيل المثال كان لهم نصيب من الأراضي في المناطق التالية:
منطقة اليزيدية : منذ زمن بعيد كانت أراضيهم تزرع و تفلح من قبل بعض أفراد عشيرة الخرابشه حيث كانت المزارعة مألوفة بين الناس وكان بعض أصحاب الأراضي يمتهنون التجارة وربما لصعوبة المواصلات وبعد الأراضي عن أماكن سكناهم ، والتي آلت إلى والدي الشيخ عيسى سليمان الحبايبة بالوراثة أبا عن جد، (بمساحة تزيد عن مائة دونم بقليل) ، وكانت هذه الأرض تسمى لدى أهل المنطقة بأرض الرفاليّة وجاءت التسمية نسبة إلى الفرس الأصيلة (من سلالة كحيلة عجوز) التي كان يستعملها والدي بالسفر والتنقل بين المناطق التي يرتادها أثناء عمله كتاجر، بدلا من السيارات التي لم تكن شائعة الاستعمال في النصف الأول من القرن العشرين ، وكان اسم هذه الفرس الأصيلة رفالة (بالتشديد على حرف الفاء) وكلما أقبل والدي إلى القرية ممتطيا فرسه ، كانوا يقولون جاء أبو رفالة (تيمنا بالفرس الأصيلة التي كان يستعملها) ، هذا وقد تم بيع الخيول الأصيلة التي كانت يملكها والدي، في عام 1960 أي بعد وفاته بخمس سنوات ، بعد أن لم تجد من يهتم بها بعد وفاته ، وكنا في حينها أطفالا صغارا.
منطقة طف النبي يوشع (حوالي ثلاثين دونما ) قرب مثلث زي.
منطقة البحيرة أرض خلة قشور(حوالي ثلاثة وثلاثين دونما ) والتي بيعت لاحقا إلى مجمع النقابات المهنية لعدم قابليتها للافراز بين عشرات الشركاء من العائلة .
جبل العدواني (نسبة إلى عدواني الحبايبة) بمساحة ثلاثين دونما تقريبا، الواقعة بين رأس السلالم وحي الميدان.
منطقة شفا العامرية (بمساحة خمسة عشر دونما) .
منطقة شجرة الحنيطي (المساحة غير معروفة بالتحديد) ، والتي تم بيعها وشراء أرض بدلا منها بجبل القلعة بعمان في بداية القرن العشرين.
ملاحظة: هذه المعلومات وفقاً لما وجدته في الإنترنت بعد البحث وهو منقول عن مقال لأحد أبناء الحبايبة في السلط، وما يجعلني متأكد من المعومات أو على الأقل صحتها لأنها الأقرب مما قرأته عن عائلة الحبايبة وخصوصاً وأنه يذكر بعض المعلومات التي كنت أعرفها مسبقاً.
ولمن لديه المزيد أرجوا العمل على إضافته.
ما كتبه سميح عيسى سليمان حبايبة عن عائلة الحبايبة في السلط