اليوم الثلاثين من تشرين وافانا بالويل والذل والنكبات تفشانا
كم مرضع تركت مولودها وغدت ترجو النجاة وموت الطفل قد هانا
كم حاملا أسقطت مولودها ذعرا وقد خلفته لنسر الطير ربانا
هكذا بدأ الحاج كامل محمد شحادة البالغ من العمر حوالي 81 عاما حديثه عن رحلة النضال التي عاشها في شبابه سنة النكبة ومشوار الخروج والتشتت من أرض الوطن ، وأكمل حديثه قائلا :
" كنا حرس على اللية وهذه منطقة بين جبلين في مجد الكروم، اليهود في البروة ( تلة ) ثم أخرجناهم منها ، ثم استلمها جيش الانقاذ وما لبث أن استعاد اليهود احتلالها ، بعد أسبوع وضع اليهود شريطا بيننا وبينهم ، وعلى أمل تغيير السياسات أخذ جيش الانقاذ بالانسحاب.
وهنا وجدنا أنفسنا أمام " الترين " بانتظارنا وأوصلنا إلى حلب في 2/11/1948، وفي الليل أمدونا بالخبز وعلب الحلاوة ، ومكثنا في البركسات ( أي غرف صغيرة متلاصقة ) حيث أن كل 8 غرف ملتصقة ببعضها البعض.
وفي حلب كان البرد شديدا جدا حيث مات ابني زهير وأصابني مرض شديد فقررنا الرحيل ، وفي عام 1950 توجهنا إلى شحيم في لبنان وبقينا فيها 3 أشهر .
وبعث لي والدي الذي كان مازال في فلسطين مع جارنا حسين الخليل من دار قداح كي ألحق به فذهبت وبقيت هناك 7 أشهر تقريبا وثم أمسك بي اليهود وانحبست لمدة شهر ، ولكن نجح أبي في إخراجي وحينها جمع اليهود حوالي 12 عائلة من مجد الكروم و أوصلوهم إلى الحدود، وقد كنت وعائلتي إحدى هذه العائلات).
وذكر لي الحاج كامل بعض أسماء العائلات التي خرجت معهم وهي : أبو فؤاد شعبان ، حسين شعبان ، محمد مطر ، محمد علي سلامة ، يحيى حسن سعيد سلامة ، قاسم وخالد شحادة وحسن أباظة .
ثم أمدني الحاج ببعض الأسماء من شجرة العائلة:
وهكذا انتهت زيارتي عند الحاج كامل شحادة في منزله القائم في وادي الزينة – صيدا وقد كانت من أمتع الزيارات التي قمت بها .
دينا آغا - صيدا