المقال |
مقتطفات من تاريخ ال جرار
مقدمة
ان فضل المعرفة بعلم الانساب من المندوبات لما يترتب عليه من الاحكام الشرعية و المعالم الدينية وقد كان الزاما على العرب والمسلمين ان يعرفوا نسب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الهاشمي القرشي العربي ومنها ايضا التعارف بين الناس وما يترتب على ذلك من احكام الوراثة و احكام الاولياء في النكاح و احكام العاقلة في الدية فلولا معرفة الانساب لفات ادراك هذه الامور.
ومن هنا احببت ان اكتب عن تاريخ ونسب عائلتي وارجو من الله العلي القدير ان يوفقني لذلك.
أن الرواية التي كتبها العم عبد الهادي جرار ( مواليد عكا ) في كتاب ما أهمله التاريخ نحن في منطقة قضاء بني صعب (طولكرم - شويكة ) لا نرى أختلافا كبيرا بين ما روي عنه وما تناقله عن الاجداد الا في بعض الجزيئات التي سوف نذكرها في هذا المقال.
نحن نتفق مع العم عبد الهادي جرار أن فخذ الشقران هم حجازيون سكنوا القسطل أيام الحروب الصليبية وأن أول أمير لهم سكنها هو الامير صالح بن عبد الله وقصة أل جرار تبدأ مع محمد الزبن ( المشرقي ) منذ قدومه من القسطل الى عرابه وهذه الرواية تناقلت شفويا من السلف الى الخلف وأنا لا أملك نفيها أو تأكيدها.
محمد الزبن* ( المشرقي )
كان والد محمد الزبن له ثلاثة زوجات أثنتين حجازيات وواحدة يمنية وكل واحدة انجبت للشيخ ولدا فواحدة انجبت أحمد ومن أعقابه شيوخ العواملة
والثانية انجبت حمد ومن اعقابه شيوخ الرواشده أما الزوجة اليمنية فقد أنجبت له محمد ومن أعقابه شيوخ ال جرار.
وكان لمحمد أختا وحيدة من أمه , وعندما حصلت الخصومة بين محمد وابناء عمه على الفتاة أو على بئر ماء كما يذكر معمرين السن من ال جرار, فأن محمد قرر أن يغادر العشيرة هو وأخته الشقيقة وعبدتهما وسائمته وأجتاز نهر الاردن ( الشريعة ) متجها نحو بلدة عرابه حيث نصب خيمته في سهل عرابه المعروف بالحفير , وفي هذا الوقت عرف بأسم محمد المشرقي لكونه قدم من الشرق وقد أستطاع بحكمته وحسن رأيه أن يجذب الناس اليه أذ أصبح معظم أهالي منطقة الشعراوية الشرقية يستأنسون ويأخذون برأيه مما أثر حفيظة ال نزال شيوخ المنطقة ولكن الصدام بينهم حصل عندما أطنبت فتاة على محمد المشرقي وأنها ترفض الزواج من أبن عمها ورفض ال نزال أن يفاوضوا محمد المشرقي بموضوع الفتاة وأصروا أن يأخذوا الفتاة من عند محمد المشرقي بالقوة ولكنه تصدى لهم وحينها أنهالوا عليه طعنا بالخناجر والعصي وتركوه جثة هامدة وأخذوا الفتاة من عنده وعندما أحست أخته والعبدة التي معهم أن ما زال فيه نفس يسري حملنه على حصانه حيث سرن به الى مغارة في صانور واحضرن له طبيبا من ال طوقان* حيث عالجه لمدة شهرين وقيل ثلاثة اشهر متتالية.
---------------------------------------------------------------------------------
* الزبن : كلمة تعني في لغة البادية من يعقد رايات الصلح والحرب وهو بمثابة شيخ لشيوخ المنطقة جميعا.
• طوقان: أن سر تحالف ال جرار وال طوقان في منطقة جبل النار هو أن ال جرار لم ينسوا معالجة الطبيب لجدهم محمد المشرقي.
وبعد أن تشافى رجع الى اهله وعشيرته وقص عليهم ما كان من أمره فقرروا أخذ الثأر لأبن شيخهم محمد الزبن, يقال ان عدد الركب ( الخيالة ) ألف ومائة* فارس وفي رواية أخرى ألف وستمئة فارس كل أثنين من الفرسان يركبون حصانا واحدا وكان قائد الركب محمد المشرقي وكان يغير مسالك حركته تمويها وتضليلا حتى باغت ال نزال وأهالي عرابه أذ نزل الردفاء يقتلون الذين يعملون في السهل ويستلمون العمل مكانهم, وسكان قرية عرابه في غفلة من أمرهم فهم يشاهدون العمل مستمرا دون صراخ أو أستنجاد, حتى باغتوا القرية فهرب من عرابه من هرب وقتل من قتل واهالي المنطقة لقبوا محمد المشرقي بالجرار لكونه جر بجيش يزيد عن الالف فارس واصبحت بعد هذه المذبحة منطقة الشعراوية الشرقية كلها تبعا لمحمد المشرقي الملقب بالجرار أما أخوا الشيخ أحمد وحمد فقد قرروا الرجوع شرق النهر فالعواملة كما نعلم يسكنون السلط والرواشدة يسكنون منطقة الشمال بين جرش وسهل حوران, وسميوا بالرواشدة لأنه قيل أن حمد رشد طريقه وبقي ال جرار كلهم في بلدة عرابه يسكنون ويحكمون الشعراوية الشرقية فقط حتى جاء وقت أستطاعوا أن يهزموا الشيخ أبن مشاق ( المشاقي )والذي كان يتخذ من قرية ياصيد مقرا له وبالمناسبة فأن قصر هذا الشيخ بني من زيت الزيتون بدلا من الماء وعندما أل جرار أستولوا على منطقة الشيخ المشاقي أصبحت تسمى هذه المنطقة ب مشاريق الجرار وهي حوالي تسعة وعشرون قرية وهي في الوقت الذي زاد فيه نفوذ ال جرار في المنطقة فقد كانت هذه الحادثة سببا في تشتتهم فبعضهم سكن منطقة المشاريق وبعضهم بقي في الشعراوية الشرقية أما أحفاد الشيخ الحاج أحمد فقد تقاسموا فيما بينهم فالكبير أخذ زمزم بنت الشيخ المشاقي والصغير أخذ الحفيرة وهي مرعى والدهم الشيخ وهذا ما ذكره الشاعر علي جرار حيث قال:
وتقاسم الإخوان نبع حفيرة……….أو زمزم حسن لها و بهاءؤ
فاختار جدي زمزم و مضى بها……….وبكفر سب موعد . ولقاء
فحفيد الشيخ الحاج أحمد الاكبر ذهب الى قضاء بني صعب مكتفيا بزمزم غنيمة له من منطقة المشاريق وكان في منطقة بني صعب ( طولكرم حاليا ) يحكمها ال الخماش وهذه العائلة العريقة هي من أعقاب سيدنا أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه ( أمين هذه الامة ) والشيخ القادم من عرابه الجرار رفض أن يفرض سيطرته على المنطقة بالقوة ولكنه استعمل الضغط على ال الخماش حيث اخيرا تركوا له المنطقة أو كما يقولون تركوا الجمل بما حمل وأصبحت منطقة بني صعب كلها خاضعة ل ال جرار وعموما في هذا الوقت لم يكن يحكم منطقة جبل النار الا ال طوقان وال جرار فقط, و في زمن محمد علي, أعطى محمد علي اقطاعا الى ال عبد الهادي وال الجيوسي من اراضي ال جرار وال طوقان.
---------------------------------------------------------------------------------
* تذكر الاهزوجة التي كانت تتغنى بها النساء في منطقة بني صعب
جري يا عرابيه ------ جري واقطعي الميه
جري بحياة أبو عثمان-------- جري بالالف والميه
هذه الاهزوجه تدل على أن عدد الفرسان الذين قدموا مع محمد المشرقي كان
عددهم الف ومائة فارس.
على كل حال فأن أقطاع أل جرار كان يصل من النهر الى البحر واصبح لهم فيما بعد اكثر من مشيخة بعد انتشارهم في منطقة المشاريق والشعراوية الشرقية والشعراوية الغربية .
ومن الجدير ذكره ان اقطاع أل جرار في العهد العثماني كان اقطاعا خاص و هو الذي يزيد وارده عن مئة الف اقجة وهذا اكبر نوع من الاقطاع في ذلك العهد.
ومن هذه العائلات التي كانت تملك اقطاعا خاصا بالاضافة الى ال جرار هي ال طوقان وال عبدالهادي وال الجيوسي ولا مجال هنا لذكر العائلات التي كانت تملك اقطاعا اصغر كاقطاع الزعامات واقطاع التيمار.
شيوخ ال جرار في منطقة بني صعب ( طولكرم حاليا )
أتخذ شيوخ ال جرار بلدة كفرسب مقرا لهم حيث ما زال بقايا السور شاهدا للعيان وهذه شجرة شيوخ ال جرار هنا
-----------------علي
-------------------|
-------------------|
-----------------عثمان
----------- /-------------
-----------/---------------
----------/-----------------
--------علي- ------------صالح
---------/----------------------
--------/-----------------------
------ حسن------------------ أحمد
ومن الجدير ذكره ان ال جرار في بدايات القرن العشرين انتقلوا من كفرسب الى بلدة شويكة وبالتالي ضمت كفرسب ودير عشاير الى شويكة .
ال جرار ودورهم في بلاد الشام
ان اكثر شيخ شيوعا وله ذكر في تاريخ ال جرار والمنطقة هو الشيخ يوسف الجرار الذي غير مسار التاريخ في المنطقة اذ كان هو من اهم الاسباب التي افشلت حملة نابليون بونابرت القادمة من مصر على بلاد الشام لان هذا الشيخ قد جمع عشيرته و اهالي المنطقة كلهم وحضهم على قتال الفرنسين وحماية ارض العروبة و الاسلام ارض مسرى الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم وكانت خطته تقتضي ان يحارب الفرنسيين ليلا اذ امر اتباعه ان يعملوا كرات من قماش وان يضعوا عليها الزيت ويشعلوها بالنار ثم يربطونها بخيط في اذناب القطط بحيث تنزل من الجبل على خيام و مهاجع الجيش الفرنسي فكانت القطط عندما ترى النار خلفها تهرب الى خيام الفرنسيين فتحرق الخيمة ومن فيها او يخرج الجنود مذعورين حيث يتلاقهم الشيخ يوسف الجرار واعوانه بالسيوف والطبنجات وكما يقولون اهل مكة ادرى بشعابها فقد كان جنود الفرنسيين لايعرفون دهاليز وشعاب المنطقة مما ادى الى قتل عدد كبير من الجيش الفرنسي بالاضافة الى خسائرهم في العتاد والعدة وحين وصل جيش الفرنسيين اسوار عكا كان منهكا ومريضا فاقدا كثيرا من قوته و هكذا فقد حقق الشيخ يوسف الجرار هزيمة في الجيش الفرنسي مما ادت الى فشله على اسوار عكا و على كل حال منذ ان نزلت النار من الجبل بواسطة القطط سمي الجبل منذ ذلك الحين بجبل النار و هذه تسمية يفتخر بها جميع اهالي منطقة المثلث العربي(نابلس-جنين-طولكرم) لكونهم شاركو بهذه المعركة.
المراجع:
1- تاريخ ما همله التاريخ – عبدالهادي جرار
2- بلادنا فلسطين – مصطفى مراد الدباغ
3- تاريخ وطن وحياة قرية (صوبا)- ابراهيم نافع عوض الله
4- معلومات عامة
===========================================
ملاحظة : يرجى من جميع ابناء العمومة ان يزودونا بمعلوماتهم التاريخية من اماكن تواجدهم حتى تكتمل الصورة التاريخية لجميع ال جرار
===========================================
ابن الجرار
محمد جمال جرار - ابوجمال
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|