عبد الفتاح فطايرجي (عكا)
دينا آغا- صيدا
يوم الخميس (19-5-2011) قمت بزيارة جارنا الحاج عبد الفتاح فطايرجي الذي رحب بفكرة مشروع هوية، ولم يبخل بإعطائي كل ما يذكره من أيام طفولته في فلسطين.
عائلة الفطايرجي كما يقول الحاج عبد الفتاح أصلها من عكا، ولكنه هو من مواليد حيفا (1937) وكان والده بشير فطايرجي يعمل حلاقاً وله محله الخاص به، ويذكر من جيرانهم في حيفا بيت خيزران ومنزل عمته أي بيت الناطور.
تحت منزلهم كان هناك خان لبيع البيض فمعظم الناس كانوا يعملون في التجارة ، فحيفا كانت بوابة الشرق كما يقول الحاج وكان فيها ما يدعى بالـ"بور" أي ميناء وكذلك كان فيها مصانع لليهود ، وكان يقصدها التجار من مختلف بقاع الأرض ويذكر منهم شخصاً من بيت العلايلي من صيدا كان يقصد البور بهدف البيع والشراء.
وعن نكبة عام 1948 يروي الحاج رحلة الخروج قائلا:
"أخرجنا الجيش الانجليزي من منازلنا وقالوا لنا أننا سوف نعود، ودب الذعر في قلوب الناس فبدؤوا بالخروج من حيفا ، وكان هناك من يقاتل اليهود ولكنهم لم يكونوا يملكون من السلاح سوى القليل جدا، فإني أذكر جيدا عندما كنت ذاهبا إلى مدرستي في منطقة اسمها منطقة المدار كانت قريبة من اليهود وقد كانت منطقة مرتفعة وإذا باليهود بدأوا بإطلاق النار فاختبأت ومن معي في عيادة طبيب لا أذكر اسمه. ومالبث اليهود أن احتلوا منطقة المدار حيث مدرستي ولم نعد نذهب إلى المدرسة ، وعندها بدأت عملية تخويف الناس وقتلهم لإخراجهم من البلد ، وفي إحدى المرات جرى إطلاق النار على منزلنا فوقع الزجاج المتكسر على أختي "صديقة".
وهنا صرنا نهرب من منزل إلى منزل وكان معنا اثنين من عماتي وناس من بيت رنو وفي نهاية المطاف أذاعوا بين الناس أنه يجب علينا الخروج وهذا ما حصل فشرع اليهود بإخراجنا فأخذنا والدي وأمي وأخواتي إلى البور حيث وجدنا معظم سكان حيفا هناك يستعدون للمغادرة. وقام الانجليز بنقلنا بواسطة الزحافات عبر البحر إلى عكا فقررنا الذهاب إلى منزل أقاربنا من بيت البخور فلم نجد أحد فقد كان نصف سكان عكا قد غادروها أيضا.
حينها قرر والدي الاتجاه إلى لبنان حيث أهل والدتي فوالدتي لبنانية من صيدا.فأستأجر والدي مركبا وأوصلنا إلى ميناء جنوب لبنان فوجدنا الكثير ممن سبقنا إليها من أهالي فلسطين وقضينا ليلتنا على شاطىء صور وما لبثنا في الصباح أن توجهنا إلى صيدا وفي بادىء الأمر مكثنا في المية ومية نحن وعمتي التي قتل ابنها فضل الناطور في فلسطين ومن ثم ذهبنا وعشنا في بيت جدي في صيدا القديمة.
وانتهى اللقاء مع الحاج عبد الفتاح بإعطائي أسماء شجر العائلة :
بشير وابنه عبد الفتاح وأبناء عبد الفتاح :بشير،كامل وثلاث بنات.