ولد الحاج عبد الرزاق سمور أبو محمد في ترشيحا بفلسطين عام 1921م، و شهد ثورة العام 1936م و معارك حرب 1948، و ما زال يذكر ترشيحا و يسرد لنا أهم أحداث تلك المرحلة بكثير من التفصيل.. عن ترشيحا و ثورة 1936 و معارك الـ 1948 التي خاضها شعبنا الفلسطيني ضد المحتل البريطاني و العصابات الصهيونية، و النكبة و الخروج من فلسطين، و بداية رحلة اللجوء .. حدّثنا الحاج أبو محمد قائلاً :
ترشيحا :
تقع ترشيحا في الجزء الشمالي من فلسطين، يحدّها من الشمال جنوب لبنان، و من الغرب قرى الكابري و عمقا، و من الشرق البقيعة (يسكنها دورز و مسيحيون) و سحماتا و الدير و صفطوطة، و من الجنوب كفر سميع و الكسرى و قرية يانوح (يسكنها دروز).
اشتهرت ترشيحا بزراعة الدخان، و سكن القرية المسلمون الفلسطينيون و هم الغالبية، إضافة إلى المسيحيين الفلسطينيين الذين كانوا يشكّلون سدس سكان القرية و يتمركزون في حارة من حارات ترشيحا، و كانت معاملتنا مع بعضنا البعض جيدة جداً، كنا نرتدي الزي الشعبي الفلسطيني ذاته و نعيش طريقة الحياة ذاتها، بحيث كان من الصعب على غير سكان القرية تمييز المسلم عن المسيحي، حتى أن مطرانهم كان عندما يزور ترشيحا يحلّ ضيفاً على عبد القادر الجشي ، و لما يسأله المسيحيون لماذا لا تحلّ عنده لا عندنا يقول : "أضيف عند المسلمين لأنهم يحافظون عليكم و يقدّرونكم" .
ثورة1936 :
و الله .. كانت الثورة جيدة و استطاعت الاستمرار و الإنجاز في بدايتها، أذكر أول معركة وقعت في بلدتنا، وقتها كنت عند نبع (عين العسل) في الكابري قرب قريتنا، فأقبل علي حسين الداوودي - رحمه الله – و طلب مني أن أملأ «المطرة» له و أخبرني أن لدينا معركة اليوم بترشيحا، ثم ركب جمله و اتجه إلى القرية، و لما وصل أنزل حمولته و دعا 20 شاباً من قريتنا إلى الاجتماع و اجتمعوا كلهم، و أخبرهم بنية الاشتباك مع العدو اليوم، فقالوا له : «حرام عليك يا حسين إنت وحيد لأهلك» ، فأجاب : «أنا لديّ ولد ، فإذا استشهدت فإنه يكمل عني.
جمعوا أنفسهم (كان عددهم 17 شاباً من بينهم فوزي الرشيد) و ذهبوا إلى حلّ الشارب عند منطقة تدعي كركار، و هي أرض صخرية قرب القرية، فجمعوا الصخور و صفّوها على شكل سلسال ثم طلبوا من الإنجليز النجدة (بحجة أن الطريق قطع عليهم)، طلعت سيارة إنجليزية للكشف، و لما اقتربت من الموقع نزل أفرادها و ساروا على أقدامهم باتجاه الموقع كي يزيلوا الحجارة و الصخور، فأطلق الثوار علهم النار و لم ينجُ من الإنجليز أيّ أحد .
بعدها أتت دورية أخرى من الإنجليز (فوج نجدة)، و قتلت ثمانية من الثوار، و طوّق الإنجليز البلدة، لكن البلدة لم تعترف بدخول أي ثائر منهم إليها ... ثم تتالت أحداث الثورة ، و تناوب عددٌ من القادة على منطقتنا، إذ استلم عبد الله الأصبح ثم تلاه أبو خضر ... الخ، و كان هؤلاء بمثابة حكومة، أداروا أمور البلدة و وفّروا الأمان في القرى، حيث عيّن الثوار محكمة للحكم بين الناس في كل قرية و كان أعضاؤها من أبناء القرى، فكانت الثورة تحكم في الليل، و دوريات الإنجليز تزور و تجوب البلدات في النهار ..
كما أنشأت الثورة «الكف الأسود» و هو مجموعة من الثوار مهمتها اغتيال الجواسيس و العملاء و المخبرين و ضباط الإنجليز الذين يكافحون الثورة. ففي حيفا على سبيل المثال قتل الثوار 12 مدير بوليس في غضون 18 شهراً، و ظلت حيفا دون مدير بوليس طيلة تلك الفترة ...
استشهاد أبو خضر و عبد الله الأصبح :
في يوم من الأيام طوّق الإنجليز بلدتنا ، و كنا قبل الطوق قد خرّبنا جميع الشوارع لمنع المصفحات من دخول البلد، فكانت الشوارع من عكا للبقيعة و حتى سحماتا كلها معطلة، فأتونا ليلة عيد الفطر، و طلعوا علينا بالطائرات، و في تلك الأثناء ردموا الشوارع و أصلحوا بعضها و دخلوا البلدة، عندها جمعونا في الكراج حتى الصباح، ثم جمعونا لنخرج إلى سحماتا، عندها هبت الناس، و استطاع البعض الإفلات لا سيما الشباب، أما كبار السن فسقطوا على الأرض و لم يستطيعوا إفلات أنفسهم، و كان قد قتِل البعض في معركة الليلة و من بينهم عبد الله الأصبح و أبو خضر، أما نحن فقسمونا إلى قسمين، قسم أرسلوه إلى البقيعة، و قسم آخر إلى سحماتا و كنت مع هذا القسم، قعدنا بعض الوقت تحت أشجار الزيتون ثم قالوا لنا ارجعوا إلى ترشيحا، و عدنا.
محاربة الثوار :
بعدها اختلطت علينا القيادة، و تتالى على القيادة عدد من الشخصيات التي حاربت الثوار .. جاءنا أبو إبراهيم الكبير، و أبو إبراهيم الصغير، و أبو محمود .. الخ. و صاروا يبحثون عن المخاتير الذين يطعمون الثوار خبزاً و يقتلونهم، و من يأوي عنده ثائر يقتلوه .. و ظللنا في المشاكل حتى آخر معركة .. بعدها دخل الإنجليز الحرب العالمية، و طوّقونا و قتلوا اثنين من أبنائنا، ثم جمعونا في ساحة الكراج وسط البلدة و قال لنا القائد الإنجليزي و هو يحمل عصاً بيده: يا ناس، كان لدينا طفل صغير ندلّله و اليوم لم نعد ندلل أحداً، لقد علقنا بحرب مع ألمانيا، و كل بلد تطلع منها رصاصة سننسفها..
جيش الإنقاذ و معركة جدّين :
كان أول من دخل بلدنا من جيش الإنقاذ هو القائد أديب الشيشكلي، لم يدخل البلدة مباشرة إنما أتانا من الجنوب، فعرفنا بقدوم الجيش، و ذهب عبد الله الجشي لملاقاتهم مصطحباً ثلاثة من الشباب، أراد الجيش العربي احتلال «جدّين»، لقد عشنا في جدّين و ربينا فيها، لذا كنا نعرفها بالشبر، و لما سمعنا من الجيش عزمه على احتلالها قال لهم أبو سهيل: يا شباب ستخسروا بجدّين، أنا مستعد لإرسال أربعة شباب من أبناء القرية ليحتلّوها .
و كان اليهود يسكنون في غرفٍ من صفائح (تنك) حول قلعة جدّين من الخارج، فنبّه أبو سهيل الجيش العربي أن هؤلاء اليهود عندما سيسمعون إطلاق الرصاص سيدخلون القلعة و يتحصنون فيها، و القلعة حصينة جداً لا تتأثر بالأسلحة ..
لكنهم رفضوا اقتراح أبو سهيل و أخبروه أنهم لا يردّون إشراك أولاد البلد .. لكنهم استعانوا بأبي إبراهيم الكبير ، الذي رابط في كنيسة تشرف على جدّين و على الجبل كله ..
طوّق الجيش جدّين في الليل ، و أرسل قسماً من الجنود لنسف الجسور، و كانت الخطة أنه في تمام الساعة الخامسة صباحاً إلا عشر دقائق يهاجم الجيش القلعة، و في الخامسة و عشر دقائق ينسفون الجسور، انتظر المرابطون عند الجسور حتى صارت الساعة الخامسة و الربع و هم يمسكون بالمناظير يرقبون مهاجمة الجيش للقلعة لكنهم لم يلحظوا أي حركة، إذ كان الجيش ينام في الوعر، عندها نسفوا الشوارع و الجسور، فأفاق الجيش على الصوت و هاجموا القلعة و كان اليهود عندها قد هربوا إلى داخل القلعة، لكن ثلاثة منا استطاعوا الدخول قبل اليهود و هما : إبراهيم شيطارة، و محمود رشيد، رشيد الشيخ يوسف، و قتلوا 60 يهودياً، و كانت من اليهود فتاة يهودية تحاول طلب النجدة من حيفا هاتفياً، و كان الذي يردّ على هاتف النجدة (زكي كينا) من ترشيحا، فقال لها: لن تصلكم أي نجدة لأن الجيش العربي يسيطر على الطريق من عكا إلى جدّين ..
و لما وصل الجيش العربي منتصف القلعة من الداخل و رفع اليهود شارات الاستسلام، صاح بهم أبو إبراهيم الكبير «انسحاب يا عرب، انسحاب يا عرب» فانسحب الجيش، و أثناء انسحابه قتلت تلك الفتاة اليهودية 14 مقاتلاً من الجيش العربي ..
يذكر أن من قام بنسف الشارع و الجسور ليس من جيش الإنقاذ، إنما هو أحد أبناء ترشيحا، نصراني يدعى محمود حمود و لقبه الدقي، قتل أربعة جنود في سيارتهم الجيب و استولى على بنادقهم .
معركة الكابري :
جاءنا رجل فلسطيني من عكا، و أخبرنا أن اليهود خرجت لإيصال تمون إلى جدّين، و طلب منا الاستيلاء على التموين الذي ينوون إيصاله بالبراشوت، حيث كنا وقتها نطوّق جدّين بالكامل، و قال لنا : "إذا لديكم قدرة اسبقوهم، و إن لم يكن حيّدوا لهم الدرب لأنهم خرجوا بمصفحات و لا يوجد سيارات مكشوفة بينهم . عندها خرج بعض الشباب و وضعوا على الطريق شريطاً شائكاً لمنع الدبابة .. طبعاً من المستحيل أن يمنع «الشريط أبو الشوك» الدبابة، و لكن قدرة الله فوق كل شيء، إذ تدخلت قدرة الله و قُلِبت أول مصفحة حاولت أن تجتاز الشريط الشائك، و لدى انقلابها أغلقت الطريق بالعرض، كان الشارع يتجه شرقاً و غرباً، و من الجنوب كانت هناك تربة مرتفعة عن مستو الشارع، و من الشمال كانت البساتين أخفض من الطريق، و قسمنا أنفسنا قسم في البساتين و قسم في التربة، عطّلنا المصفحات، لكن بقي باص مكتظ بالركاب لم يؤثّر فيه الرصاص، فألقى رشيد الشيخ يوسف نفسه على الباص و طلب من السائق التوقف فلم يصغ له، و كان على مقربة من الطريق «بابور طحين» قرب منزل عبد الكريم كريم، و كان البابور يعمل على المازوت، فأشار رشيد إلى الشباب أن يلقوا باتجاهه أحد براميل المازوت، و لما اقترب البرميل من الباص أطلق رشيد النار عليه فاشتعل و اشتعل معه الباص، و على الفور تعلّق رشيد بأسف الباص، و صار كلما نزل يهودي من الباص للهرب أطلق عليه النار من رشاشه و قتله، إلى أن قتل 17 يهودياً، و استمر رشيد أبو نمر إلى أن بقيت فتاة يهودية واحدة لم تخرج و لم تقبل الاستسلام إلى أن احترقت داخل الباص و ماتت. و غنم رشيد 3 رشاشات، إلا أنه أخفى واحداً منها و سلم ساري بك اثنين، إذ كان ساري يلزم الشباب بتسليم كلّ ما يحصلون عليه و لا يترك بحوزتهم أي شيء .
كانت الأطفال تشارك في المعارك و كادت النساء تغلب عدد الرجال في مشاركتها .. أذكر أن أمّ نمر زوجة رشيد حملت له صندوق الذخيرة إلى الجبل رغم المعارك الناشبة بين اليهود و الفلسطينيين، و لما وصلت قالت له : "إجَتك أم نمر يا أبو نمر" ..كان أبناء قرانا يقسمون على قسمين، جيش منظم، و هو الجيش الذي تدرّب على استخدام السلاح، و قسم دُعيَ السبيل، و هو غير منظم .. و الحمد لله لم تمرّ علينا أي معركة لم نكسبها، إذ لم نخسر في أيّ معركة .. لكن استشهد منا أحمد فارس، كان يملأ عدساً، ترك العدس و حمل بندقيته و استشهد ..
معركة العيد الكبير :
لغّمنا الشوارع و لم نخشَ الجبال إنما خشينا من الشوارع التي تستطيع المصفحات اجتيازها .. لذا لغّمنا الشارع على طول مسافة 3كم ، و على الشارع رابط الجيش المنظّم منا، أما جيش الإنقاذ فلم يدخل ترشيحا و كان ممنوعاً عليه دخولها، فقط نحن الذين خضنا المعركة، و في هذه المعركة دمّرنا 7 مصفحات لليهود و استمر القتال ثلاثة أيام، و في اليوم الثالث كان اليهود قد استولوا على تل أحمر من الفرقة اليمنية في جيش الإنقاذ، فجاءنا اليمنيون و صلّوا الجمعة في ترشيحا ثم انطلقوا لاستعادة تل أحمر و قالوا : "تل أحمر لنا و نحن نرده" . و كان اليمنيون سريعين في المشي جداً .. و بعد يومين طلبوا منا مدّهم بثلاثين مقاتلاً ...
سقوط ترشيحا :
في آخر معركة كنا قد حفرنا الجبلين القريبين منا، و بقي علينا حفر الجبل الثالث لعرقلة وصول المصفحات إلينا و لنصب كمائن لاصطياد اليهود، و كنا نحمِل على الجمال أكياس رمل، و لما وصلنا منتصف الطريق عند العصر، هاجمتنا المدافع اليهودية من جهة عكا من البحر، هربنا على الزيتون ، فلحقت بنا و قصفت أشجار الزيتون، فأنزلنا حمولتنا و أطلقنا سراح جمالنا و التحقنا بالمعركة، و لم نكن نملك سوى البنادق، و استمر القتال حتى الساعة الثانية ليلاً، كان رشيد و مجموعته يرابطون على التل، و كانت اليهود تريد الاستيلاء على التل كي تحكم سيطرتها على البلد، فذهب رشيد لتطويق التل قبل اليهود كي يخفّف الضغط قليلاً على مجموعته و إذا بيهودي يريد أن يفعل الشيء ذاته، فصاح رشيد الله أكبر، و علت صيحته فنزلت كالأمرّ مثل الصاروخ، و صرنا نسمع كلمة الله أكبر على بعد 7ك ، و صار اليهود يضعون بنادقهم على أكتافهم و يطلقون الرصاص بالعكس باتجاهنا و يهربون، ثم صاروا يرمون علينا معلبات بندورة ملغمة، لكننا لم نمسّها حسب الأوامر التي أوعزت لنا، و بعد انتهاء المعركة أخذنا أنا و رشيد نحصي قتلى اليهود لتسليمهم، إذ كنا نفاخر بتسليم الجثث على عكس اليهود التي كانت تخفيها، و فجأة جاءنا أبو أحمد محي الدين، و سلاحه على الفرس فظننّا أنه قادم من نابلس، فقال لنا : "ماذا تفعلون، إذا متم الآن من الجوع لن تجدوا أحداً يطعمكم، لقد احترقت بلدتكم، و هي خاوية حالياً ..لا يوجد فيها أي شيء حي، نساؤكم أخذن الأطفال و غادرن البلدة" ..
كان جيش الإنقاذ قد أخبرنا أنه سيمدّنا بـ 800 جندي ، و فعلاً أحضروا لنا 800 جندي و وضعوهم في منطقة الصفصاف، لكنهم لم يخبروهم أن هذه الجهة فيها عرب، و تلك الجهة فيها يهود ، لذا و أثناء عبورهم الطريق الذي يقع في جهة اليهود قصفتهم اليهود و أجهزت عليهم جميعهم فلم ينجُ منهم أحد .
رحلة اللجوء :
علمنا أن جيش الإنقاذ انسحب من المنطقة فخرجت الناس و عائلتي من بينهم و اتجهوا إلى لبنان، فلحقنا بهم إلى لبنان و هناك علمنا أنهم اتجهوا إلى حلب بواسطة القطارات فلحقنا بهم إلى هناك .. و التقينا في حلب ..
و لما وصلنا حلب أسرعت لملاقاتي ابنتي سميرة و كانت تحمل أخاها على ظهرها فسقط منها على الأرض أثناء ركضها لملاقاتي .. كان الفلسطينيون يسكنون في مخيم النيرب في براكسات، و كان الشعب السوري يوزّع الإعانات و الطعام على الفلسطينيين، ثم تلاه الصليب الأحمر .
لم نكن نملك أيّ شيء، احتجنا لإناء كي نطبخ و لبعض الأغراض و كان ممنوعاً على الفلسطينيين مغادرة المخيم إلا بتصريح للخروج يتم تسليمه عند الدخول، و كانت التصاريح صعبة جداً، و تعذّبنا كثيراً حتى حصلنا عليها لشراء ما يلزمنا ..
مكثنا 6 شهور في حلب ثم عشنا فترة مماثلة في المعرّة بمحافظة إدلب (وسط سورية)، ثم انتقلنا إلى مخيم حمص .. و كان الصليب الأحمر يتولى إعانتها الغذائية، ثم استلمت توزيع الإعانات علينا الأنروا .
سكنا في مخيم حمص في مهاجع غير مقطّعة، و كنا كلّ 16 عائلة تسكن مهجعاً واحداً، ثم قطعوا المهاجع إلى غرفٍ ارتفاعها مترين، و مساحتها 6 أمتار مربعة، و بقينا في هذه الغرفة عدة سنوات ننام و نغتسل و نطبخ فيها، ثم بنينا غرفة مجاورة لها، ثم في عام 1972 استطعنا شراء قطعة من الأرض و بناء منزل فوقها .. و الحمد لله .
و لدى سؤاله عن رؤيته للمخيم و رأيه به قال : "يجب أن يظلّ الفلسطينيون في المخيمات إلى أن تحين عودتهم إلى فلسطين، لقد أصبح المخيم بلداً مؤقتاً لنا إلى أن نعود، فعودتنا مؤكدة بإذن الله و لا عوض لنا عنها مهما مرت السنون و طالت."
المصدر: منتديات القضية الفلسطينية