المقال |
السطرية هم احدى العشائر الفلسطينية العريقة ومن العشائر المعروفة بمدينتى رفح و خان يونس حيث يعيش العدد الأكبر منهم فى خانيونس ويطلق عليهم اسم ( لحطوب او السطرية )، ويعيش البعض الآخر فى مدينة رفح ويطلق عليهم اسم (السطرية)، وفي قطاع غزة توجد بعض الأسر من االعشيرة وكذلك في الضفة الغربية وفي الدول العربية الأخرى والأجنبية مثلهم مثل عامة الشعب الفلسطيني منهم من استقر في الخارج بسبب ظروفٍ عديدة. وتصنف عشيرة السطرية حسب التركيب الاجتماعي المحلي في محافظات قطاع غزة وخاصة محافظة خان يونس من العائلات( القلاعية) وتعني سكان قلعة خانيونس ، أي سكان مدينة خان يونس الأصليين منذ عهد قديم ، ويطلق عليهم اسم (عرب السطرية) ,يغلب عليهم طابع البداوة حيث أن السكان في قطاع غزة يقسمون اجتماعياً إلى: (بدو -فلاحين –حضر) .
والسطرية متواضعون يحبون الخير للجميع , لذلك فقد نشأ بينهم العديد من رجال الاصلاح والخير(المخاتير) الذين يحلون مشاكل الناس بواسطة العرف والعادات العربية فيما يسمى بالمجالس العربية (الديوان) وقد جاءوا من جزيرة العرب وهم من عرب قحطان والسطرية وينسبون كما ورد عن السلف إلى قبيله بنى حرب وسمهم بهذا الشكل المغزل (T ) وقيل أنهم قدموا لأجل الرزق والعمل حيث أن فلسطين كانت في ذلك الزمان بلاد خيرات .
ويتحدث أجدادنا بأنهم قدموا الى فلسطين في القرن الثاني عشر للهجرة وهم يجيدون الزراعه وتربيه الانعام والابل وذكروا لنا أيضاً بعض الأسماء التي يتوقعون أنها لأجدادهم الأوائل ومن هذه الأسماء ( أيوب – جعفر – داوود – نصرالله ) و قبل مجيئهم إلى فلسطين مروا بجمهورية مصر العربية وأقاموا بها فترة من الزمن ثم جاءوا إلى فلسطين , ومن المؤكد أنهم أول ما نزلوا فلسطين سكنوا مدينة خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة بجوار مدينة رفح التي تقع على الحدود المصرية وقد سميت المنطقة التي نزلوا بها باسمهم وهي معروفة الآن بمنطقة السطر, واضطر السطرية الى الهجرة وترك منطقة السطر لظروف تتعلق بالأوضاع السياسية المتأزمة فى عهد الدولة العثمانية أحيانا وأخرى تتعلق بظروف طبيعية وعشائرية و0 ارتحل قسم كبير منهم إلى منطقة تل البطيخ ( ابو الفضل ) ،والقبيبة ووادى حنين وادِ الصرار وارتحل جزء منهم إلى بئر السبع في جنوب فلسطين استقر بهم المقام هناك, ويقال أن قسم من عشيرة السطرية أرتحل إلى مصر أيضاً والاردن. أما معظم هذه العشيرة فقد توجه إلى قلب فلسطين نحو منطقة تل البطيخ لخصوبتها وتوفر المياه فيها . وكان هذا في أواخر القرن التاسع عشر ، ثم تملكت هذه العشيرة المناطق المذكورة في عهد الانتداب البريطاني وزرعتها بأشجار الكروم والحمضيات واللوزيات 0 ومن عائلات عشيرة السطرية(أبو حطب،السطري، أبو نقيرة، أبو اصليح، بدران، أبو حرب، أبو سمرة، أبو تيم، أبو حميد، أبو جراد، أبو موسى، أبو حمدة، عبد القادر، درويش، أبو عيد، عياد، النسِّي، سعيد، أبو صيام، أبو سالم، أبو قوطة، أبو رستم، الحسينات، أبو عيدة، أبو داوود، الحمايدة)
إلا أن معظم هذه العشيرة قد تجمعت في قرى السدرة في بداية الأربعينيات ، وبعد الحرب العالمية الأولى عندما ظهرت مؤامرة تقسيم الدول العربية (سايكس بيكو) وأصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني التي تولى رعاية وإنشاء دولة يهودية في فلسطين ، وعندما بدأت المقاومة العربية لهذا المشروع الظالم وهبّ الشعب الفلسطيني وبدعم من الجيوش العربية المجاورة وكانت قليلة العدد والعدة وقد اشتركت عشيرة السطرية في هذه المقاومة وسقط منهم العديد من الشهداء ، وقد أبلى أفراد هذه العشيرة بلاءً حسناً في مقاومتهم للاحتلال حتى أصبح الانتداب البريطاني آنذاك يحسب لهم حساباً ، وكثيراً ما كان يهادنهم عن طريق وجهاء هذه العشيرة ويلبي طلباتهم تجنباً لمقاومتهم للاحتلال وقد اشتدت مقاومة هذه العشيرة للاحتلال البريطاني وللتجمعات اليهودية وكانت تعرف (بالكيبوتس) وهي عبارة عن معسكرات تدريب لليهود برعاية الانتداب الغاشم . ومما ساعدهم على المقاومة انهم استطاعو الاستيلاء على عدة مخازن للأسلحة المتنوعة والذخائر والقنابل اليدوية تعود لجيش الانتداب البريطاني والتي كان من المقرر تسليمها لعصابات اليهود عند الانسحاب يوم 15/5/1948 (ما يعرف بـ 15/أيار) وقد تم الاستيلاء عليها بالكامل قبل الموعد بيوم أو يومين بواسطة ومساعدة ضباط عرب أحرار كانوا يعملون مع الانتداب البريطاني ، مما ساعد عشيرة السطرية على دعم المقاومة وخوض عدة معارك دامية مع القوات اليهود يه آنذاك وشكلو خط دفاع قوي عن قراهم و ممتلكاتهم مما زاد في حقد المحتل عليهم وقدموا الكثير من الشهداء الابطال ، إلا أن القوات الإسرائيلية المدعمة من الخارج استطاعت اختراقهم سنة 1948 وأجبرتهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم والهجرة نحو الجبال في شرق فلسطين وهو ما عُرف لاحقاً بالضفة الغربية (نكبة فلسطين) . واستقر بهم المقام في عدة قرى ومخيمات في الضفة الغربية منها: بيرزيت ، أبوشخيدم ، دير عمار ، الجلزون وبعض قرى الخليل والبيرة .كما سكن قسم منهم الأغوار فاستقر بعضهم غور أريحا / عين السلطان والعوجا . كما سكن قسم منهم فيما بعد الضفة الشرقية وخصوصاً بعد حرب 1967 حيث سكنوا مدينة أربد ، الزرقاء ، وعمان بمعظم جبالها ، وصويلح ، ومادبا ومنطقة الضليل ، وحوض البقعة ، وعين الباشا ، والأغوار الوسطى حول مقام الصحابي الجليل أبوعبيدة رضي الله عنه ( قريه خزمه) ، وغادر قسم آخر إلى قطاع غزة خانيونس ورفح وبقي قسم منهم تحت الاحتلال 0 وبعد ذلك انخرطوا في المجتمع بكافة أصنافه وكان منهم المُزارع والتاجر ، والموظف وأصبح منهم فيما بعد المصدّر والمستورد ، ورجال الأعمال ، وأصحاب الشركات والمصانع والمؤسسات . كما أصبح منهم الطبيب والمهندس والمحامي والقاضي ومدرس الجامعة والسفير 0وفي الثمانينات بدأ الذين هاجرو إلى الأردن يتجمعون في أماكن سكنية في المملكة الأردنية الهاشمية منها معظم جبال مدينة عمان وصويلح وعين الباشا والضليل وأربد والأغوار .
وسم هذه العشيرة هو المغزل وهو على شكل حرف ( T) تي باللغة الإنجليزية وهذا الوسم تضعه العشيرة على أفخاذ الجمال من الجانب الأيمن وعلى أذن الأغنام والماعز والبقر وأحياناً توسم الأبقار على أفخاذها وهو بطبيعة الحال لتمييز قطعا نهم عن قطعان الآخرين من الجيران والقبائل المجاورة . و الإبل لها تقدير عظيم وحب كبير عند العرب قديما وحديثا خاصة سكان البادية منهم ، ونظرا لعظم مكانتها ومنزلتها الرفيعة عندهم وافتخارهم بامتلاكها تغنى بأوصافها وحبها الشعراء ، وانتخا باسمها الفرسان ، ووصف بفحولها شجعان الرجال ، وإذا كان هذا هو شأن الإبل في البادية فليس بمستغرب أن يهتم أهلها أيضا بعملية الوسم ، وهو علامة مميزة توضع على جزء معيّن من الناقة أو الجمل عن طريق الكي بالنار وذلك للدلالة على أصحابها وملاّكها لتمييزها والتعرف عليها وحفظها من الضياع أو السرقة ، ولكل قوم وسم ابل واحد تقريبا مع إختلاف الشواهد.
بالإضافة إلى أن وسم المغزل منقوش على صخره على أبواب مدافن هذه العشيرة حيث جدد بناء المدفن أكثر من مرة والصخرة كما هي وهذا المدفن موجود في المقبرة القديمة بمدينة خان يونس وسط السوق واكد لنا الاجداد والاباء بان المقبرة الاولى لعشيرة السطرية مقبرة الشيخ حمودة منطقة القرارة ما يعرف حاليا بشارع رقم 2 .
المصدر:موقع العشيرة
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|