جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
ولد المرحوم صالح عثمان عون الله في الناصرة عام 1904 لعائلة مغربية الأصل والجذور لعب بعض من رجالها دورا مهما ابان الحكم العثماني للبلاد. تعلم في الناصرة المراحل الابتدائية والثانوية وسافر إلى بيروت، وتخرج من الجامعة الامريكية عام 1927. كان صالح عون الله ممن أحبوا بلدهم ووطنهم، وتركزت نشاطاته هو ومن معه من أهل الناصرة، بالاشتراك في الثورة العربية التي انطلقت أول شرارة منها عام 1936، وساهم مساهمة فعالة في المقاومة، فعرفت الناصرة فضله وحفظ أهل الناصرة له الجيل تلو الجيل هذه الأعمال الوطنية الخالدة التي ما زالت ترسخ في أذيالها، وحتى يومنا هذا ما زال الكثير من المسنين الذين عاصروا هذه الفترة يتحدثون عن وطنيته وشجاعته وحنكته. فقد كان ذا رسالة وطنية واعيا تحلق من حوله الوطنيون. اشترك في عدة مؤتمرات فلسطينية مثل فيها الناصرة منها الحزب العربي الفلسطيني الذي عقد عام 1935. وفي عام 1936 تأسست في الناصرة اللجنة القومية وتكونت في المراكز والأقضية، وكان عدد الأعضاء خمسة هم :- 1- صالح عون الله. 2- يوسف الفاهوم. 3- شريف الزعبي. 4- نخلة بشارة. 5- احمد كامل الظاهر. وكانت هذه اللجنة بمثابة لجان قومية للهيئة العربية، وعليها يبذل الجهد في توحيد القوى والصفوف الوطنية تحت لواء النضال الوطني. خاضت البلاد في أواخر الثلاثينيات أهوال الخراب، ولم ينته إلا نتيجة تدخل الملوك والزعماء العرب. وساهم صالح في تأمين السلاح من خلال المهمة في اللجنة القومية هو ومن معه من الوطنيين الغيورين، ثم بدأ الاستعمار بتضييق الخناق على القرى الفلسطينية لوقف النشاطات الثورية. انتهزت السلطات قيام أحد الثائرين وهو الشيخ فرحان السعدي باغتيال موظف كبير "حاكم الجليل اندروز" وهو خارج من الكنيسة، فبدأ الجيش بحملة اعتقالات واسعة وتفتيش ونسف للأبنية والثكنات التي استعملها الثوار في القرى المجاورة، وكان الشك أن لصالح اليد الطولى في الاغتيالات، وبدون بحث أو تأكد هدم بيته عام 1938 بوضع ديناميت على جوانبه بكميات كبيرة، وتمت إزالته كليا وقد شهد مسن، على هذه الحادثة التي ما زالت في ذهنه وكان يوما مشهودا وذكر أن بعض حجارة المنزل الذي استعمل كمشفى سابقا، تناثرت حتى ان بعضها وصل إلى الحي الشرقي. وأغلب الظن أن هذا العقاب جاء لشقيقه رؤوف. في خضم هذه المضايقات لم يكن من صالح الا أن يرحل عن الناصرة مجبرا إلى الأردن، ثم من بعدها إلى حيفا، واستقر هناك وأخذ لنفسه متجرا لبيع الأقمشة. وكان يتابع السياسة أولا بأول، ثم استقر به الحال في نابلس بلد المجاهدين والمثقفين، وهناك انضم إلى الكثير من المؤتمرات والأحزاب السياسية، منها الحزب العربي الفلسطيني القومي في بلودان عام 1937. كان لصالح إبنان: أحدهما طبيب، وهو جهاد، وقد سار هذا الأخيرعلى نهج والده ومال إلى النضال القومي حتى آخر ايامه. توفى صالح عون الله في مدينة نابلس عام 1965 وهو في أوج عطائه ولا يمكن تجاهل مساهمته الطويلة في المجال السياسي والوطني الذي ترابطت عراه مع نضالاته الطويلة ومعاناته وتشرده بعيدا عن الناصرة.
المصادر :- 1- وثائق واوراق عائلية . 2- بيان عجاج نويهض/ موقع بكرا.