مقابلة حصريّة مع الشّاعر الفلسطينيّ محمّد أكرم الشّقيري
1- بداية لو تعطونا نبذة تعريفيّة عن الشّاعر محمّد أكرم الشّقيري؟
أنا محمّد أكرم محمود الشّقيري من مدينة عكا الساحليّة الفلسطينيّة، ولدّت سنة 1941م، حائز على شهادة الليسانس في اللغة العربيّة وآدابها من كلية الآداب بجامعة الإسكندريّة.عملت مترجماً مع وزارة الداخليّة السّعوديّة، ومدرساً للغة الإنكليزيّة في كلية الشّرطة التابعة آنذاك لمديريّة الامن العام. كما وعملت مدرساً في المدارس الحكوميّة في الجماهيريّة الليبيّة عام 1967م، ومدرساً للغة العربيّة في عدّة مدارس حكوميّة في دولة الكويت من العام 1968م ولغاية عام 1992م. ولازلت إلى الآن أعمل مدرساً اللغة العربيّة في بيروت. كما وعملت صحفيّاً في جريدة "الرأي العام" الكويتيّة عام 1979م، وفي مجلة "النهضة" ومجلة "اليقظة" الكويتيتين، وغطيت العديد من عمليّات القلب المفتوح حينها وعملت فيها تقارير صحفيّة
2- هل لكم دواوين شعريّة خاصّة بكم؟
صدر لي أول ديوان شعريّ بعنوان "نداء إلى الأحرار" وذلك في بيروت عام 1972م وتلاه كتاب "أفاق جديدة في الجاحة" وذلك في الكويت عام 1986م والذي يحوي عمليّات جراحيّة رائدة في الكويت. كما صدر لي ديوان شعريّ آخر بعنوان "للكويت قلائد" الذي نشر عام 1990م. نشر لي مجموعة من القصائد في عدّة جرائد عربيّة في كل من بيروت، والإسكندريّة، والكويت، والعراق، كما أذيع العديد منها تلفزيونيّاً. كما وشاركت في عدّة مسابقات شعريّة، فزّت بالعديد منها ونلت جوائز ودروعاً تقديريّة فيها أيضاً.
3- سمعنا أنّكم حصلتم على رسائل ثناء وشكر من رؤساء عرب، من هم؟ وما هي السمة الغالبة على شعركم؟
من فضل الله تعالى أولاً وآخراً، خلال لمسيرتي الشّعريّة وترحالي بين عدّة دولٍ عربيّة حصلت على رسائل شكر وثناءٍ من سمو أمير الكويت الراحل الشّيخ جابر الأحمد الصباح، ووليّ عهده الراحل الشّيخ سعد العبد الله الصّباح، ومجموعة من الوزراء في دولة الكويت. يسيطر على شعري وقصائدي الإتجاه الديني في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وما يحث على الجهاد ومقاومة العدو الصهيونيّ الغاشم، والوطني الذي يدعو إلى حب فلسطين وترابها الغالي والعودة لأرضها الطاهرة التي اشتاقت النّفوس لرؤيتها وتقبيلها. وللأسف قد فقدت أكثر دواويني الشّعرية التي كان أغلبها معداً للنشر والطباعة، وذلك نتيجة للاعتداء الصهيونيّ الغاشم على لبنان عام 2006م والذي أدى إلى دمار مئات المباني السكنيّة في ضاحية بيروت الجنوبيّة ومن ضمنها كان مسكني في منطقة بئر العبد.
4- برأيكم ما هي أكثر انواع البحور الشّعريّة استخداماً في نظم القصائد؟
الشّاعر الموهوب لا بدّ أن يكون ملمّاً بشتى بحور الشّعر، ولديه القدرة على استخدامها. علماً بأنّ هناك بعضاً من هذه البحور يكون ملائماً ومطواعاً للتعبير عن الموضوع الذي يقوم الشاعر بكتابته، كالبحر البسيط، والطويل، والكامل، والوافر، والرجز.
5- هل من مواقف طريفة حصلت معكم في حياتكم، ومسيرتكم الشّعريّة؟
طلب منّي زميل لي في الكويت وكان مدرساً معي في نفس المدرسة، أن أكتب له قصيدة غزليّة يهديها لخطيبته. فأسمعته بعض الأبيات الشعريّة من قصيدة كنت قد ألفتها، فقال "لي أتسخر منّي هذه أغنية مسجلة في شريط كاسيت يباع في الأسواق وأنا أملك نسخةً منه في سيارتي"، فأجيته بأنّ ذلك غير معقول لأني أنا صاحب هذه القصيدة الفعليّ. فأجابني هلمّ بنا لسيارتي كي أسمعك هذه الشريط ولكي تتأمد بنفسك من الموضوع، فذهبنا فعلاً لسيارته وسمعت الأغنية فإذا بها قصيدتي أنا وكنت مندهشاً كيف وصلت للمطرب وأصبحت أغنية وانتشرت، وكانت سبباً في شهرته. فمباشرة إتصلت بالشركة المنتجة للشّريط، والمطرب الذي غنى هذه القصيدة فأخبرني المطرب بأنّه أخذ القصيدة من أحد دواويني الشّعريّة وغناها.
6- برأيكم هل يمكن للشّعر أن يكون محفزاً للاستنهاض الأمّة للدفاع عن أرضها ومقدساتها؟
كل واحدٍ منّا مهما بلغت مرتبته وعلمه، لا بدّ أنْ يكون له دور جهاديّ مقاومٌ وخصوصاً أنّنا فلسطينيون وأصحاب حقٍ تعرضنا لظلمٍ مرير من شعب مسخٍ لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً. وأنا من منطلق أنّي فلسطينيّ وشاعرٌ لا أستطيع أنْ أعبر الحدود وأحمل بندقيةً وأدافع عن أرضي ومقدساتي، من رجز المحتل الصهيوني الغاشم، يمكن لي أنْ أشارك إخواني المجاهدين على أرض فلسطين الأبيّة، من خلال أشعاري وقصائدي بأن تكون محرضة على الجهاد والموت في سبيل الله تعالى.يسمع المجاهد البطل الأبيّ فثير في نفسه روح المقاومة والذب عن أرضه ومقدساته، لأنّ الأرض بالنسبة له عرضٌ ومن يفرط في عرضه لا يستحق الحياة.عدا عن ذلك الأجر العظيم الذي أعطاه الله تعالى للمجاهد في سبيله سبحانه، إن قدّم نفسه رخيصةً في سبيل الله عزّوجل.
7-هل من كلمة أخيرة توجهونها لإخوانك من الشّعب الفلسطينيّ في أرض الوطن والشّتات؟
أقول لإخواني في الداخل الفلسطيني المحتل اصبروا فإنّ بزوغ فجر النّصر قريب، واثبتوا على ما أنتم عليه من الحق.ولإخواني في الشّتات أقول لهم مهما طال بعدكم عن أرضكم الحبية، لا بدّ وإنّكم عائدون بوعد الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. وإلى القراء الأكارم بشكل عام أرجو أن يكون اهتمامكم بالكلمة الحرّة الصادقة كبيراً، وغير منحازين عن النهج السويّ المستقيم، حيث أنّ الكلمة الحرّة هي السّبيل الوحيد إلى تحقيق الأمال المنشودة.
- طارق عليوة
المصدر: مجلة البراق