| المقال |
في بعض الأحيان، وهي قليلة نسبياً، عمل الفلسطينيون بالسخرة، أي لا يتم دفع أتعاب العمال، ولكن لا يمكن الحديث عن ظاهرة، وعلى العكس فإن الأكثرية الساحقة من اللاجئين الفلسطينيين تقول إن الجنسية لم تكن عائقاً بتاتاً أمام إيجاد فرصة عمل. ويسوق طـه العبد الله رواية تعكس بعضاً من هذا الاستنتاج فيسرد قصة تستحق أن تُذكر، فيقول ((عملت في معمل تنك بالقرب من السان جورج، 3 ليرات أسبوعياً في البداية. وعملت هناك لغاية عام 1954. وكان اسم صاحب المعمل أصلان درزية، ومضت الأيام، وأنا صديق لابنه سيمون، وكنت أذهب معه إلى السينما، فسألته من باب الفضول لا أكثر: ما مذهبك يا سيمون، وكنت أتوقع أن يذكر لي مذهبه المسيحي، لكن المفاجأة كانت حين أخبرني أنه يهودي، وكنت أزور بيته في وادي أبو جميل ولم ألاحظ ذلك. فكانت ردّة فعلي أن قررت ترك العمل، وأخبرته بذلك فقال لي أنا يهودي في الديانة ولكني أعارض اغتصاب فلسطين، أو لم تلاحظ أن أبي يلبس القمباز لتأثره بالعادات العربية؟ بعد ثورة 1952 استدعاني أصلان إلى بيته وجلس معي، وقال لي أن أنتبه على ابنه سيمون إذا اشتدت الأمور، وكان يخشى موجة العداء المتصاعدة ضد اليهود. وفي العام 1954 هاجر أصلان درزية وعائلته إلى فرنسا، وتقصيت أخباره وعلمت أنه رفض الهجرة إلى (إسرائيل)، وبقي متمسكاً بعاداته العربية)).
أحمد علي الحاج علي
(مخيم برج البراجنة: ظل الحباة والموت)
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|