شجرة عائلة الشلبي/ زرعين
قال تعالى : { ياأيُها الناسُ إنا خلقناكُم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكُم شُعُوباً وقبائِل لِتعارفُوا، إِن أكرمكُم عند الله أتقاكُم ، إن الله عليمٌ خبيرٌ}–سورة الحجرات،آية(13) .
بداية لا بد من الجزم والتأكيد أن اهتمامنا بتوثيق شجرة عائلة الشلبي، لا يقوم على أساس من التفاخر أو التعصب، فالآية الكريمة وضحت ميزان التفاضل عند الله سبحانه وتعالى، وهو التقوى، وليس النسب أو العائلة والعشيرة، ولكن الله سبحانه وتعالى يحثنا على التعارف وجمع الشتات الذي يؤدي لصلة الرحم كما سنوضح.
تمتد أصول عائلة الشلبي في العديد من مناطق فلسطين إلى أصول مصرية، ففى سنة 1831 م هاجم أبراهيم باشا سوريا وتمرد ضد الإمبراطورية العثمانية، فى كانون أول 1832 م أنتصر أبراهيم باشا على الجيوش العثمانية فى كونيا وكسب سوريا وأضنة، فى 4 ايار 1833 م وقع أتفاق مع العثمانيين والذين وافقوا بموجبه على أن يكون حاكم سوريا وأضنة ولكنه ظل تحت إدارة وحكم محمد على في مصر.
يبدو أنه أثناء استقرار الوضع لإبراهيم باشا على بلاد الشام من )1831-1841(، فقد استقر الحال بجنوده في فلسطين، وكان من بينهم جنود من عائلة الشلبي، وقد استقر قسم منهم في منطقة جنين (زرعين، سيلة الحارثية، وبرقين)، وفي منطقة بيسان (دنا)، وفي منطقة الناصرة (اكسال وصفورية)، وفي منطقة حيفا والمثلث ( قنير، قاقون، كفر قرع)، وفي منطقة طولكرم، وفي منطقة يافا (يازور)، وفي الجنوب في أسدود وغزة. وقد يكون هناك غيرها قي مناطق فلسطينية أخرى. ونحن وإن كنا لا نستطيع الجزم بالتقاء جميع هذه العائلات عند جد واحد، ولا تستطيع أن ننفي أيضا، فجميع هذه الأفرع لا تحتفظ بعمود النسب لأكثر من الجد الخامس أو السادس عل أبعد تقدير، فمن هنا تأتي صعوبة الجزم، ولقد كان للوضع المضطرب الذي شهدته فلسطين من بعد انتهاء حملة ابراهيم باشا ثم حكمه على بلاد الشام وفلسطين عام 1841، ثم ضعف الخلافة العثمانية، والحروب التي خاضتها في القرم، ثم حرب السفربرلك واستخدامها لجنود من رعايا دولة الخلافة، فلسطين وغيرها، ثم سقوط الخلافة العثمانية وبداية الانتداب البريطاني على فلسطين، وثورات الشعب الفلسطيني المتتابعة، ثورة البراق 1929، ثورة القسام 1936، وحالة عدم الاستقرار التي عاشها المواطن القلسطيني، كل ذلك لم يساعد على توثيق أبسط الأمور وهو عمود النسب والقرابة بين هذه الأفرع، بل عند أغلب العائلات.
ثم كانت نكبة 1948 وحالة التيه الكبير التي زادت من صعوبة التوثيق، بل أدت إلى تفتيت المفتت، فمثلا أول من سكن (زرعين) قضاء جنين من هذه العائلة هو جدي (صالح أحمد علي الشلبي) واثنين من أبناء عمومته، ويروي كبار السن أن واحدا من أبناء عمومة جدي (صالح الشلبي) ، قد سكن في قرية (دنة) قضاء بيسان. والثاني سكن قرية ( اكسال) قضاء الناصرة. وبعد النكبة تقطعت السبل بالأفرع الثلاثة، فقد لجأ من سكن قرية (زرعين) من عائلة الشلبي باتجاه الجنوب فسكنوا المسعودية (بين جنين ونابلس) مدة عام، ثم استقر بهم الحال في مخيم جنين، وقرية برقين.والآن يعيش قسم كبير في مخيم جنين ومدينة جنين وفي الأردن (عمان،الرصيفة، الزرقاء)، وفي الإمارات والسعودية والعراق. فيما لجأ من سكن قرية دنا شرقا إلى الباقورة في الأغوار الأردنية الشمالية ومكثوا فيها حتى سنة 1958، ثم استقروا في مدينة اربد شمال الأردن، وبقي من سكن (اكسال) فيها حتى الآن، وقد حدثت لقاءات قبل 1967 بين فرعي زرعين ودنا، ثم تقطعت بعد الحرب.
ربما لهذه الأسباب مجتمعة وغيرها سيآتي أوان ذكره، كان اهتمامي بتوثيق شجرة العائلة، لأني شعرت أن امتداد العائلة أفقيا، وانتشار أماكن تواجدها في عدة بلدان، سيؤدي إلى تشظي ما تفتت منها أصلا، فكان هذا الجهد لمحاولة جمع ما تفتت، لصلة الرحم ومعرفة النسب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأجل ، مرضاة للرب(
ولنبدأ أولا: بعائلة الشلبي زرعين/جنين:
يعتبر (صالح أحمد علي الشلبي) هو جد عائلة الشلبي التي سكنت زرعين، وقد تزوج ثلاث نساء، الأولى وأنجبت ابنه الأكبر (عبد الله) -وقد ولد عام 1842م وتوفي سنة 1952-، والثانية ولدت (سليمان)، والثالثة ولدت (يوسف). ومن ابنائه الثلاثة تكونت عائلة الشلبي/زرعين.
وقد توفي جد العائلة(صالح أحمد علي الشلبي) بعد أدائه لمناسك الحج*، وعند عودته من مكة قاصدا فلسطين عرج على المدينة لزيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث توفي بعد الزيارة ودفن في المدينة المنورة، حوالي العام 1905 تقريبا. ولوفاته في المدينة قصة سنرويها في مقام آخر.
وقد أخذ العثمانيين ولديه (يوسف وسليمان) لحرب (السفر برلك) بين (1914-1918) واستشهدا أثناء الحرب، وقد رعى (عبدالله) العائلة بعد وفاة أخويه، وعينه العثمانيين مختارا على قرية زرعين.
ثانيا: عائلة الشلبي دنا/ بيسان:
ما توفر لي من معلومات من كبار السن من عائلتي،يقول أن أحد أبناء عمومة (صالح الشلبي) والذي سكن زرعين، قد غادرها إلى قرية دنا قضاء بيسان، غاضبا من ابن عمه (صالح الشلبي)، فقد طلب (آدم الشلبي)أو والده من ابن عمه (صالح الشلبي) يد ابنته لأحد أبنائه، فرفض الأخير، مما أدى الى غضب (آدم الشلبي) أو والده ومغادرته زرعين مع عياله. ونقدر أن يكون ذلك في حوالي سنة 1860م.
وما عرفته أن آدم أنجب عددا من الأبناء، بينهم مصطفى، ومصطفى أنجب، عددا آخر بينهم محمد، ومحمد أنجب عرسان، سعيد، عزام، فرحان، محمود وفواز. أما عزام فأنجب سامي ومحمد. وقد خدم أحد أفراد عائلة الشلبي/دنا وهو (عزام محمد مصطفى الشلبي) (أبو سامي) في الشرطة الأردنية، وانتقل للخدمة في مدينة جنين بتاريخ 2/6/1964 ومعه زوجته وأولاده، حيث تتواجد عائلة الشلبي/ زرعين ، وقد جرى في حينه اتصال ولقاءات بين أبو سامي والعائلة في مخيم جنين، واستمرت حتى نكسة 1967، حيث انسحب الجيش الأردني من الضفة الغربية، واحتلها الصهاينة. وانقطعت العلاقة بعد ذلك، إلا من بعض زيارات متناثرة وقليلة.
ثانيا: عائلة الشلبي اكسال/ الناصرة:
ما توفر لي من معلومات من كبار السن من عائلتي،يقول أن أحد أبناء عمومة (صالح الشلبي) والذي سكن زرعين، قد غادرها إلى قرية اكسال قضاء الناصرة، ولا أعلم لماذا وهناك عقبه خلف كثير، وتجدر الإشارة إلى استمرار الزيارات والعلاقات بين فرعي دنا واكسال، خاصة بعد اتفاقية السلام مع الأردن.
وهذه دعوة لأبناء عمومتنا في فرعي دنا واكسال، للانضمام إلى هذا الجهد في توثيق شجرة العائلة، ومعرفة في أي جد نلتقي، لنفتح بعدها آفاقا رحبة من التواصل وصلة الرحم. ونفس الدعوة أوجهها لأخواننا عائلة الشلبي في سيلة الحارثية جنين.
للمراسلة البريد الالكتروني (mhmmdshalabi@yahoo.com) محمد أمين الشلبي (أبو الأمين).