جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
الشيخ المجاهد البطل السيد الشريف الشهيد فرحان السعدي الادريسي الحسني نسبه الشريف الشيخ فرحان بن الشيخ احمد بن الشيخ العارف بالله ابراهيم بن الشيخ خليل بن الشيخ ابراهيم بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف بن الشيخ ابراهيم بن الشيخ يوسف بن الشيخ كمال الدين دفين نورس في راس الجبال بن الشيخ ابراهيم بن الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن الشيخ حسن بن الشيخ سعد الدين الاصغر بن الشيخ علي الاكحل بن القطب الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الادريسي الحسني مولده : 1858 م في قرية المزار التابعة لجنين من اعمال نابلس نشا نشاة دينية وتربى على الفضائل والاخلاق الاسلامية الصافية وعرف بالتقوى والشجاعة وقوة الايمان وتلقى علومه في كتّاب القرية ومدرسة جنين الابتدائية، إلا أنه كان مولعاً في شبابه بتلقي الدروس الدينية في المساجد، والاجتماع مع العلماء ورجال الدين، فأضفت عليه نشأته الدينية والعلمية مهابة واحتراماً في بيئته، . تربى على الفروسية والرماية والكر والفر وكان من الماهرين في اطلاق النار وكان يحمل بندقيته بشكل دائم وكان شجاعا ذكيا موهوبا وعندما دعاه الواجب الديني والوطني لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وسيادته وحريته تاهب لخوض غمار الكفاح المسلح ضد الانكليز واليهود واعد العدة في اصعب الظروف واقساها شارك الشيخ فرحان في المؤتمرات الوطنية وفي المظاهرات ضد السلطة بصورة متواصلة، وفي ثورة 1929 ألّف عصبة من المجاهدين في قضاء جنين تصدت للحكام بالتمرد والعصيان، فقبضت عليه السلطة وسجنته ثلاثة أعوام في سجن عكا وسجن نور شمس، ولما خرج من السجن انتقل إلى حيفا وهناك اتصل بالشيخ عز الدين القسام وانضم تحت لوائه فرافق الشهيد البطل الشيخ عز الدين القسام وكان مستشاره للامور العسكرية والمالية واخذ على عاتقه تدريب الشباب على استعمال السلاح لما له خبرة سابقة في هذا المجال وكان للشيخ فرحان شرف الرصاصة الاولى في ثورة الشعب الفلسطيني والتي كانت موجهة ضد الانكليز اولا ثم اليهود الصهاينة ثانيا وكان الشيخ فرحان مع الشيخ عز الدين القسام في ثورة 1935 ال1ي اشتبك مع الانكليز في يعبد قرب جنين واستشهد الشيخ عز الدين وفي 15 نيسان 1936 قاد جماعة من المجاهدين الفلسطينيين في هجوم صاعق على قافلة من السيارات اليهودية على طريق نابلس طولكرم كانت بحراسة بريطانية مسلحة فانجلت المعركة عن قتل 3 صهاينة وجرح سبعة وجاء الهجوم ردا على قتل اليهود غدرا للعرب قرب يافا هاجم الشيخ فرحان السعدي ورفيقه الشيخ عطية أبو أحمد القافلة اليهودية، وشارك في 19 نيسان مع الشعب الفلسطيني الاضراب العام الذي استمر 183 الذي يعتبر اطول اضراب في التاريخ والذي شمل جميع مرافق الحياة وفي 1 ايار 1936 اعلن الشعيب الفلسطيني العصيان المدني اذ امتنع عن دفع اي نوع من انواع انواع الضرائب للانكليز وفي غمرة هذه الثورة العارمة وقع الشيخ البطل فرحان السعدي الذي كان له الشرف في اطلاق الرصاصة الاولى في قبضة السلطات البريطانية وتعرض الشيخ الوقور لافظع انواع التعذيب والتنكيل ثم حكمت عليه محكمة عسكرية بريطانية بالاعدام ثم انتقل بعد هذه الحادثة التي أدت إلى ثورة 1936 مع رفاقه إلى الجبال معتصمين بوعورها وكهوفها يناضلون طوال المرحلة الأولى. ومنذ مقتل ((أندروز)) بثت السلطة عيونها تتعقب القساميين حتى تمكنت من القبض على الشيخ فرحان وثلاثة آخرين من رفاقه. ولما كانت السلطة تعلم أن الشيخ هو العقل الأول في العصبة بعد استشهاد القسام فقد حاكمته محاكمة صورية في ثلاث ساعات موجهة إليه تهمة مقتل ((أندروز))، وأصدرت حكمها بعدها بالإعدام شنقاً. رفض السعدي أن يتكلم في أثناء المحاكمة مدافعاً عن نفسه، فكان هادئاً وكانت كلماته قليلة جداً وجريئة، وعندما سألوه: أأنت مذنب؟ أجاب: ((معاذ الله أن أكون مذنباً)). وعندما سألوه في أثناء مفاجأته في مخبئه والقبض عليه إن كان يملك أسلحة، أجاب بنعم، وبأنه يملك مسدساً قديماً معلقاً على الحائط في بيته. تبرع للدفاع عن السعدي عدد من المحامين وكانت حجتهم في الدفاع عنه أنه لم يقبض عليه وهو يستعمل السلاح، وأنه قد ذكر من تلقاء نفسه بأنه يملك مسدساً، كما أنه أكبر عمراً من أن يتمكن من القيام بأي عمل حربي، إلا أن المحكمة العسكرية تألفت قبل (80 عاماً) أيام قليلة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر لم تأخذ بأي من هذه الحجج ولم تستمع إلى النداءات العربية الصادرة من فلسطين ومن خارجها بتخفيف حكم الإعدام، فقد قررت الحكم ونفذته في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1937، ولم تبالِ بكون الشيخ السجين صائماً في شهر رمضان، فنفّذ فيه الحكم. إلا أن النتيجة جاءت على عكس ما توخته الحكومة، إذ لم يحدث في تاريخ البلاد أن أعدم شيخ في مثل عمره، وفي شهر رمضان المبارك. أدى إعدام السعدي إلى انبعاث الحماسة الجماهيرية الثورية من جديد، وقد اشتهرت حادثة إعدام السعدي إلى درجة أنها طغت على دوره الكبير، وعلى حقيقته كباعث رئيسي من بواعث الثورة، إلا أن رفاقه يعترفون له بذلك، فقد لقبه المؤرخ القسامي صبحي ياسين ((بالمجاهد الصادق))، كما ذكر بأنه ((خليفة الشهيد القسام وأول من أطلق رصاصة في سنة 1936)). ويبقى الشيخ فرحان السعدي منارة من منارات الجهاد، ومدرسة للمقاومة ينهل منها المقاومون على مدار فتلقى الحكم بابتسامة ساخرة وقد ابت السلطات البريطانية امعانا منها في تحدي الشعب الفلسطيني الا ان تنفذ حكم الاعدام في شهر رمضان المبارك وهو صائم ومشى الشيخ الصائم الى المشنقة بخطوات ثابتة وبرباطة جاش عز نظيرها وهو يهتف بفلسطين وودعه اخوانه المجاهدون من خلف ابواب الزنزانات في سجن عكا بصوت واحد هز ارجاء السجن انهلعت له قلوب الجلادين ( الله اكبر على كل من طغى وتجبر الى جنة الخلد يافرحان ) وذهب الشيخ فرحان الذي بلغ الثمانين من عمره الى جوار ربه راضيا مرضيا وبقيت بطولته نبراسا منيرا للاجيال اللاحقة ( من المؤمنين رجلا صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ) قال الشاعر ابو سلمى عبد الكرمي في الشيخ فرحان السعدي قوموا اسمعوا من كل ناحية يصيــــــــح دم الشهيد قوموا انظـــــــروا فرحان فوق جبينه اثر السجود سبعون عاما في سبيل الله والحــــق التــــليـــد خجل الشباب من المشي ب بل السنون من العقود عاش الشيخ نحو من ثمانين عاما واعدم وهو صائم على الرغم من تدخل ملوك العرب واسترحامهم