أحمد كان رجلاً عصاميا وكان يتمتع برجاحة العقل ويبدو أنه تعلم من خطأه بقتل أخيه سفيان كثيرا ولقد كانت هجرته الى عريش سيناء هي نقطة التحول في حياته العملية فقد استطاع خلال فترة حياته في العريش من ان يصبح من مهاجر بسيط إلى أحد أعيان منطقة العريش واستطاع بفضل التقارب بالعادات والصفات الاجتماعية مع بدو العريش أن يكسب مودتهم وحبهم الشديد له وكانت نتيجة ذلك ان زوجوه من احدى بناتهم ومما يدل على رجاحة عقله وذكاءه الشديد أنه استطاع أن يترك لأبنائه ولغاية الآن الكثير من الاراضي الشاسعة في منطقة العريش والتي تعد بالاف الدونمات وخلال فترة حياته في العريش انجب كما اسلفنا سابقا أربعة أولاد ذكور وسنركز في كتابنا هذا على المواليد الذكور لاستكمال النسب وهم:
أولاً: علي وتنحدر منه الان عائلة العليين من ابناء أحمد ولا يزال الكثير من افرادها ولغاية الآن يعيشون في العريش والبقية انتقلوا مع بقية أبناء أحمد ألى فلسطين واستقروا بالاردن بعد النكبة.
ثانياً: محارب وتنحدر منه عائلة المحاربة من أبناء أحمد انتقلوا مع بقية أبناء أحمد ألى فلسطين واستقروا بالاردن بعد النكبة.
ثالثاً: محمد وتنحدر منه عائلة المحمديين من أبناء أحمد وايضا انتقلوا الى فلسطين واستقروا حالياً في الأردن بعد النكبة.
رابعاً: اسماعيل وتعتبر عائلته من أكبر عائلات ابناء أحمد وانحدر من ابناءه السبعة سبعة عائلات وهي :
· اللواشين من ابنه لاشين.
· الحسينين من ابنه حسين.
· الرواشدة من ابنه حسن.
· الحماديين من ابنه حماد.
· الهجان من ابنه شحادة.
· السلايمة من ابنه سالم.
· المختار من ابنه ضيف الله.
وهم ايضا انتقلوا من العريش الى فلسطين واستقروا اخيرا في الأردن بعد النكبة.
عشيرة الكوزة
عمل الكثير من ابناء احمد في الزراعة والتجارة وعمل ابن احمد شحادة في سلاح الهجانه ولهذا سميت عائلته بالهجان وحيث ان جزء منهم عمل في التجارة فكانو يتاجرون بين العريش والمدن الفلسطينية ومن خلال كثرة سفرهم الى المدن الفلسطينية قرر معظم ابناء أحمد الاستقرار في مدينة يافا الفلسطينية لجمال ارضها ومناخها وكان هذا في عام 1880 م وقاموا بشراء الكثير من الاراضي في قرية فجه وهي من قرى فلسطين المحتلة واستقروا فيها وانشأوا فيها بيارات ضخمة للحمضيات وحيث انهم تمسكوا بالعادات والتقاليد البدوية من حيث الكرم وحل المشاكل في مختلف مدن وقرى فلسطين تم تصنيفهم في فلسطين من ضمن عشائر بدو الساحل الفلسطيني واكتسبوا لقب عشيرة الكوزة وهي من اكبر عشائر الساحل الفلسطيني وهنا انتقلوا بشكل كامل لزراعة الحمضيات في فجة وبقوا فيها إلى ان حدثت النكبة عام 1948 حيث رحلوا الى مخيمات اللاجئين في مدينة اريحا وبقوا فيها فترة ثم انتقلوا إلى حسبان في المملكة الأردنية الهاشمية وعاشوا فيها فترة حيث عملوا في الزراعة ونظرا للتطور الكبير الذي حدث في الأردن في ذلك الوقت من حيث انشاء الطرق واعمال البنية التحتية انتقل معظم ابناء العشيرة للعمل في قطاع المقاولات من خلال تشارك اكثر من عائلة في شراء آليه بلدوزر أو حصادة زراعية وحيث أنهم استطاعوا تحقيق نجاح كبير في عملهم قام الكثير من ابناء العشيرة بشراء اليات أو عمل مشاريع خاصة بهم أو التوجه نحو التحصيل العلمي والعمل في مجال تخصصهم وذلك بعد الانتقال للعيش في العاصمة عمان وفي منطقة الوحدات والقويسمة خصوصاً وبعضهم انتقل للعيش في منطقة الضليل بالزرقاء أو مخيم سوف في جرش أو في الأغوار وتطور المستوى المعيشي للعشيرة فقد خرج من ابناء العشيرة الكثير من المتعلمين (الأطباء والمهندسين .... الخ) والتجار والمقاولين والنواب وأعضاء مجالس انديه ونقابات ومن الجنسين وهذا دليل على مدى التطور الثقافي والاجتماعي في العشيرة .
معظم ابناء عشيرة الكوزة تربطهم روابط اجتماعيه كبيرة وعلى الرغم من بعض الاختلافات في وجهات النظر إلا أن الروابط الاجتماعية بينهم لا تتأثر فمعظم ابناء العشيرة يجتمعون في المناسبات السعيدة والحزينة فمساهمتهم في بناء مسجد القدس في الوحدات وشراء سيارة للموتى وتجمعهم في الدواوين دليل على عمق هذه الروابط وقد يكون نادرا ان لا يعرف ابناء العشيرة بعضهم حتى مع ازدياد حجم العشيرة وقد أسهمت هذه الروابط بشكل أو بآخر بالسمعة الطيبة للعشيرة في الأردن وساهمت هذه الروابط ايضاً بتحقيق العديد من الانجازات للعشيرة في جميع المجالات ففي المجال المحلي ساهمت سمعة العشيرة الطيبة بتوجه الكثير من ابناء المجتمع المحلي لشيوخ العشيرة للتوسط لحل المشاكل التي تنشأ بينهم بأخذ عطوات وعمل صلح بينهم حسب التقاليد العشائرية وفي المجال السياسي كان شيخ العشيرة الشيخ سليمان سليم الكوز عضوا في مجلس وكما ساهمت العشيرة بانجاح بعض ابنائها في الانتخابات التي جرت في الأردن فقد أوصلت العشيرة كل من ابنائها محمد حسين الكوز ومحمد سلمي الكوز الى مجلس النواب وراتب حسين الكوز ورولا خضر الكوز وهلاله حسن الكوز الى مجلس امانة عمان الكبرى وفي المجال الاجتماعي شارك الكثير من ابناء العشيرة في نادي الوحدات الرياضي ووصلوا الى مجلس ادارة النادي ومنهم خضر محمد رشيد ومحمد حسين سلمي وفي مجال النقابات المهنية نجح كل من محمد سلمي الكوز وسيد سالم غانم في الفوز بعضوية مجلس النقابة وكما قامت مجموعة من ابناء العشيرة بتأسيس جمعية النداء التعاونية.
وهنا يجب أن نوضح بأن الروابط الأجتماعية بين ابناء عشيرة الكوزة في كل من الأردن والعريش في مصر قوية جداً ومتينه وهنالك تبادل زيارات بشكل دائم للزيارة أو للزواج أو لعمل تجاري وبما أن الأراضي الموجودة في العريش تعود الى جميع ابناء عشيرة الكوزة فهنالك حرص من ابناء العشيرة في العريش على متابعة الأراضي المؤجرة لمواطنين من العريش وتنظيم أمورها المالية مع ملاكها ابناء العشيرة في الأردن.