كي لا ننسى أبطال شعبنا..
نادر قدري فزع .. أبو كفاح فهد ..
في مثل هذا اليوم وتحديداً قبل 26 عاماً رحل أحد أهم أبطال الحركة الفدائية الفلسطينية.
في هذا اليوم يتذكر كل من عرف أبو كفاح فهد، كيف استشهد القائد الميداني لجبهة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان.
رحل نادر قدري فزع أثر محاولته تفكيك عبوة ناسفة كانت موضوعة في سيارة بالقرب من حي التعمير في مخيم عين الحلوة ، أكبر مخيمات لبنان.
قدم الشهيد نفسه قرباناً لحماية المدنيين في الحي المذكور، ووضع جسده فوق العبوة كي يقي الناس بعضاً من شظاياها.
استشهد نادر قدري فزع الذي كان أحد أهم الأعمدة الميدانية للمقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان. نعته جبهة التحرير الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية كما تنعي القادة الكبار، الذين قدموا حياتهم لأجل وطنهم وقضيتهم وأمتهم. وشاركت قوات فلسطينية من مختلف الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية الوطنية في موكب تشييعه. حيث دفن في مقبرة الشهداء بمخيم شاتيلا.
في سنة 1958 شهدت مدينة جنين الفلسطينية المحتلة ولادة نادر قدري فزع الذي لقب فيما بعد بابي كفاح فهد، لأنه كان فهداً في ميادين النضال والكفاح والقتال والمقاومة. عرفه الجميع من جنوب لبنان الى شماله. وأحبوه واحترموه لأنهم رأوا فيه مثالاً للقائد الثوري الملتزم، الذي يعمل وينشط ويقدم كل شيء لأجل فلسطين كل فلسطين. ومن أجل عروبة لبنان. قاد القوات العسكرية لتنظيمه في شمال لبنان. وقبل ذلك خاض معارك الدفاع عن عروبة لبنان في الفنادق والأسواق التجارية ضد الانعزاليين المتحالفين مع الصهاينة.
عمل في مجال التدريب العسكري في معسكرات جبهة الرفض الفلسطينية. وتخرج من معسكره في "النجارية" العشرات من أبطال شعب فلسطين في مخيمات لبنان وبالذات مخيم عين الحلوة... ومن هؤلاء الشهداء عبد حمد بطل معركة التصدي للدبابات الإسرائيلية في مخيم عين الحلوة في حزيران يونيو 1982 ... وحاتم حجير بطل نفس المعركة.. ، عمر البني " شربل" ، محمود عيسى " أبو سمرة" الذي استشهد مقاوماً في العراق المحتل.. وغيرهم من الذين أثبتوا في المعارك المصيرية لشعبنا وأمتنا أنهم من خيرة الأبناء المقاتلين، الاستشهاديين الذين يقاتلون حتى نيل الشهادة.
أن رفاق نادر قدري فزع الذين تخرجوا من مدرسة المبادئ والقيم والأخلاق وقواعد المقاومة ومدرسة الفدائي الفلسطيني الأول، الذي يحمل عنوانه على كتفه ويسير باتجاه فلسطين. سوف يبقون على العهد أوفياء للعهد والوعد الذي جمعهم بنادر وبكل الشهداء والأسرى والجرحى والمنفيين والمشتتين في بقاع الأرض قاطبة. يحملون فلسطين الكاملة وحق عودة الأحياء والشهداء من أهلها الى ديارهم ومدنهم وقراهم ومقابرهم في فكرهم وقلوبهم ونهجهم الفدائي المقاوم. فنم قرير العين يا رفيق الدروب والمواقع والمنازل، لأن جيل التحرير والعنفوان والمجابهة والمواجهة لم يستسلم ولن يسلم عنوان كفاحه ونضاله للمستسلمين وللصهاينة المحتلين. فدرب فلسطين طويل ووعر وشائك ومليء بالصعاب والعوائق. لكن هذا كله لن يعيق كفاح رفاقك أبناء مدرسة تحرير الأرض و الإنسان.
أما قبرك الموجود في مخيم شاتيلا سوف يبقى هناك حتى نعيده الى جنين بالبهاء الذي يليق بالشهداء، وبالاحترام الذي نكنه للمناضلين الحقيقيين، وبالإجلال للرواد الفدائيين.. فقد كنت واحداً من خيرة رواد ثورة وشعب فلسطين. سنعيد رفاتك الى مسقط رأسك جنين لنجمعها برفات والدتك ووالدك في مقبرة العائلة وبالقرب من كل أحبتك.
العهد هو العهد ... والوعد هو الوعد يا أبا كفاح فهد.
بقلم: نضال حمد - اوسلو
2008-2-13