تاريخ العائلة و أصلها
هناك عدة مصادر تم الإستدلال عليها لتحديد تاريخ العائلة و أصلها سواء الفرع الفلسطيني أو المصري. بعض هذه المصادر يتوافق بشكل أكبر من الأخرى مع شجرة العائلة و التاريخ المذكور في الكتب. لكن لإعطاء تويق لكل ما قمت به من بحث و ما وصلني سأقوم بذكر كل الروايات بالترتيب على حسب قوتها و قربها للحقيقة و المنطق.
1- رواية الأخ "عزّت نجاح محمد حمدان الزحلف" و "إبراهيم مصطفى إبراهيم حمدان الزحلف" من مصر:
بالنسبة لي تعتبر هذه الرواية هي الأقوى و الأصح. حيث أن الأخوة إبراهيم و عزّت بالذات قد شهد لهم الجميع بمن فيه من قالوا روايات أخرى انهم الأكثر معرفة دراية في العائلة و ذلك لأنه و منذ صغرهم عاشروا و أخذوا من كل كبار العائلة و من جدود الجدود. كما أنهم قاموا بعمل بحوث و دراسات طويلة و لسنوات في هذا الموضوع و بالوثائق لتدعيم جزء كبير من روايتهم.
روايتهم تقول أنه قبل 450 سنة كان هناك أحد شيوخ قبائل بني حرب السعودية و اسمه "زحلف". و كان صاحب هيبة و ثروة و صيت. و قد كان يعمل في تجارة الجمال. كانت تجارته للجمال تتطلب من الترحال و التنقل بين بلاد الجزيرة و بلاد الشام و مصر. و حدث انه استقر في فلسطين و يمسيها المصريون بلاد الشام في مفهومهم. هناك قام بتأسيس عائلة والإنجاب.
ثم حدث بعد مرور سنين طويلة مشاكل بين أفراد العائلة و آخرين من اهل البلد (و قد يكون بين بعضهم البعض في نفس العائلة). هذا تتطلب منهم الهروب خوفا من الطّار و الثأر و ما يتبعه من زهق للأرواح. فذهبوا إلى منطقة خان يونس. فتركوا أراضيهم المزروعة بالزيتون و تجارة الجمال و لجؤوا إلى عجوز معروفة بقوتها و سمعتها و صيتها و هيبتها اسمها "الحاجّة غزالة الزحلفة". و عندما جاء من يطلبون الثأر عندها ليسألوها عن هؤلاء أنكرت أنهم من الزحلف و قالت أنهم أولادها و ليسوا من الزحلف.
و يقال ان هذه العجوز كان لها ولدان، احدهما دكتور و اسمه خليل. و الآخر صاحب محطة وقود بنزين في خان يونس و اسمه إبراهيم. و كلاهما كما قيل قد رحلا إلى المدينة المنوّرة في عام 1950 و استقرّوا هناك. و هؤلاء الأخوين خليل و إبراهيم يلقبون بعائلة غزال أو غزالة أو أبو غزالة (لا يوجد تأكيد حول اللقب).
المهم ان الذين لجؤوا عند هذه الحاجة غزالة كانو أخوين هم "محمد" و "علي" و معهم اولاد عمّهم "منصور" و "سليمان". قام هؤلاء بإكمال مسيرة لجوئهم قبل 180-170 عام بالذهاب إلى مصر و تحديدا لمنطقة القليوبيّة (تل اليهوديّة). ثم تفرقوا بعد ذلك إلى عدة مناطق مثل الشرقيّة و الصعيد. و بعضهم عاد إلى فلسطين بعد فترة مثل منصور الذي رجع لفسطين لفترة قصيرة و عاد مرة اخرى إلى مصر لما يعرف بـ "عرب جهينة" في القليوبيّة. عائلة الزحلف الذين تم معرفتهم و التواصل معهم هم من الذين ذهبوا إلى الشرقية. اما البقيّة فلا أخبار عنهم و يجري البحث حاليا.
من الجدير بالذكر هنا أن بعض الزحلف مثل سليمان كانوا يذهبون إلى فلسطين ليأخذوا ثمن محصولاتهم و تجارتهم من الحاجة غزالة التي كانت تحضرلها لهم و تشرف عليها. أولاد الحاجة غزالة مثل خليل و إبراهيم غزالة قد استمرت علاقتهم و تواصلهم مع بعض أفراد الزحلف في مصر مثل علي حسانين الزحلف و ابنه اللواء أنور. و كانوا يقولون أنهم اولاد عم حتى زمن قريب جدا لا يتجاوز عدة سنوات مضت من الآن. و يقال أن منصور أيضا ذهب في أحد المرات لفلسطين مثل سليمان إلا أنه خشي أن يحدث له شي هناك و لا يستطيع العودة لمصر و لذلك لم يذهب مرة اخرى.
2- رواية الأخ "حسين علي حسانين علي الزحلف" من مصر:
حسب ما أخبرني به "حسين علي حسنين علي الزحلف" و الذي يبلغ الآن (أي في عام 2011) بداية الستينات و هو أصغر إخوته.و قد رزق الله والده ما يقرب من 24 من الأولاد و البنات توفى منهم عدد و هم صغار و عدد آخر في حادث و بقي منهم 9 فقط. منهم حسين و منهم أيضاً "اللواء أنور علي حسنين علي الزحلف" و الذي كان لواء في الجيش المصري و مسؤول الجيش المصري في سيناء و قطاع غزّة لحين توفّاه الله.
يقول العم حسين بأنّه بعد بحث في موضوع أصل العائلة أنه سمع أن عددا من الأخوة الجدود في العائلة كانوا يعملون في قناة السويس ثم هربوا من العمل و ذهبوا لفلسطين. و ما ورده من أبيه و جدّه عرف أنّ جدّ أبيه "علي الكبير" قد جاء من فلسطين و تحديداً من يافا إلى مصر. كان عمر "علي الكبير" وقتها 7 سنوات و معه إثنان من أولاد عمّه الذكور و هما "محمّد" و "حمدان" و كانوا أصغر منه عمراً. و جاء معه أيضاً 7 من البنات و النساء و لم يأتي معهم أي أحد من الرجال. و قد جاؤوا كـ "أمان" أي هربوا حفاظاً على حياتهم بعد أن كانوا مطلوبين لأنهم كانوا من المقاومة.
عندما جاؤوا إلى مصر عاشوا في مناطق قرب القاهرة تسمّى "عرب العليقات/عرب الحصوة/عرب جهينة" قرب القاهرة. و يستكمل "العم حسين" في كلامه و يقول أنّ إحدى البنات السبعة قد تزوّجت عمدة أحد البلدات في منطقة الشرقية في الفترة ما بين 1870 – 1880.
توفي "علي الكبير" رحمة الله عليه في عام 1905. و إذا حسبنا أنه توفي و عمره 60 سنة فهذا يعني أنه عندما جاء من يافا فلسطين و عمره 7 سنوات كان ذلك في سنة 1852 و هذا يعني أيضاً أنّه من مواليد سنة 1845.
ومن أولاد "علي الكبير" هناك إبنه "حسنين" الذي أصبح شيخ بلد في جهة "منيا القمح" في منطقة "الشرقيّة" و ذلك بأمر من الخديوي فؤاد (فؤاد الأول 1868 – 1936 ، سلطان مصر من 1917 – 1922 ، ثم غير اللقب وأصبح ينادى بملك مصر وسيد النوبة وكردفانودارفور، وذلك منذ إعلان استقلال مصر في 1922 بعد التصريح برفع الحماية عن مصر).
ومن اولاد "حسنين" هناك "علي" و للتمييز بينه و بين جدّه علي رحمهم الله جميعاً فسنسمّيه "علي الصغير". ولد "علي الصغير" في عام 1896 و توفّاه الله في عام 1992 و عمره 96 سنة.
وكما قلنا سابقاً بأن "علي الصغير" قد عاش له 9 من الأولاد. منهم العم "حسين" الذي أخبرني بكل هذا التاريخ. و منهم أيضاً "اللواء أنور".
3- رواية الجدّة "رسمية موسى الزحلف" من كفرعانة – فلسطين و هي بعمر يتجاوز 90 عام في سنة 2012 :
تقول ستّي "رسميّة" أن جدها خليل الزحلف كان من قوات الجيش التركي و جاء معهم لفلسطين. و لكن بعد انهزام الجيش التركي قام بخلع اللباس التركي و استقر في بلدة "يازور" في فلسطين و كان قد تجوز من امرأتين: واحدة يقال لها "رجبية" و الأخرى "....". و قد أنجب أولاده هناك. ثم رحل إلى بلدة "كفرعانة" أو ما يقال لها سابقاً "خربة سبتارة" حيث كان بها بعض البيوت و الأراضي التي تركها الجيش التركي بعد رحيله. و قد تم توزيع و تقسيم هذ الممتلكات بين اهل البلد. و هناك من قام بشراء ممتلكات عن طريق المقايضة.
و تتابع ستّي "رسميّة" قولها بأن جدها "خليل" و أبوها "موسى" كانوا يعملون في النجارة بصنع المحاريث و أيضاً في مجال البناء حيث كانت تبنى البيوت من الطين. و توفي "خليل" الزحلف و كنا يتحدث التركية و دفن معه حزامه الخاص بالجيش و البعض يقول حتى أنه قد دفن معه لباسه العسكري.
4- رواية الأخ "بسّام محمد خالد الزحلف" من كفرعانة – فلسطين :
ذكر لي الأخ بسّام أنه حسب ما يذكر ممّا سمع من والده أن أحد الجدود من العائلة كان يعمل كعامل في حفر قناة السويس ثم ذهب لفلسطين للإستقرار فيها بعدما حصل بينه و بين بعد العمّال الآخرين مشكلة اضطرته لترك العمل.