معالم من بلدي: مقبرة طاسو ... بين الشرارة وبرميل البارود
تقع المقبرة في منطقة أبو كبير شرق المدينة المجاور لحي تل الريش وتصل مساحتها اكثر من 81 دونما تم تسجيلها كأرض وقفية عام 1936.
عُرفت المقبرة قبل 1936 كبيارة لزراعة الحمضيات لعائلة ثرية مسيحية الأصل (طاسو), لصاحبتها وردة طاسو, تم شراؤها من اموال التبرعات التي جمعت من سكان المدينة وكان لعائلة ابو خضرة القسط الأكبر في شرائها. في المقبرة بركة كبيرة لتجميع مياه الريّ وثلاث غرف ومخازن.
وبعد نكبة فلسطين لم يبق لأهل المدينة سوى مقبرة واحدة لدفن موتى المسلمين بعد ان أعلن أن مقبرة الكزخانة الواقعة على شاطئ بحر الجبلية قد امتلأت بالكامل ولا مجال للدفن فيها. فاستقر الحال في دفن الموتى في مقبرة طاسو,المقبرة الوحيدة في المدينة. اما تاريخ المقبرة فهو كالتالي :
1932-بيارة لعائلة طاسو الثرية,ويظهر من خلال الصور بركة ماء وقناة للري
1936تسجيل البيارة كمقبرة إسلامية.
1950- أنشأت الحكومة الإسرائيلية لجنة الأمناء كوصي على الأوقاف الإسلامية في البلاد.
1966- تسجيل المقبرة ضمن ما عُرف أملاك غائبين.
1973-عقد صفقة بيع 40 دونما من مساحة المقبرة.
1973- اعتراض احد أعضاء لجنة الأمناء على المبلغ المعروض.
1977- التوصل إلى صيغة تفاهم بين الأطراف والتي اعتبرت كقرار ملزم.
1979- نقل 25% من أرض المقبرة لشركة أخرى هي شركة "شيختر".
1979- باعت شركة شيختر 75%من ارض المقبرة لشركة أخرى "حمامي وافيس".
1980- المحكمة في تل أبيب صرحت أن لجنة الأمناء لم تلتزم بالتفاهمات المبرمة.
1981 - فضح القضية اعلاميا وجماهيريا .
1982- جمع تبرعات من قبل بعض الشخصيات (الشيخ بسام ابو زيد ,والشيخ سيد عاشور رحمه الله وبعض الاشخاص) لتأمين المقبرة وذلك من خلال بناء صور يحيط بأرض المقبرة .
1986- اطلاق فكرة دفن الموتى في الجزء المباع كخطوة لتامين المقبرة وكان من الذين دعوا لمثل هذه الفكرة الشيخ سيد احمد عاشور واخوانه رحمهم الله.
1979- 1996 - استمرار الاعتراضات وتداول القضية في المحاكم.
2003 - اقامة اكبر مشروع تطوير للمقبرة بكلفة اكثر من مليوني شيكل .
2008- إقرار صفقة البيع ونقل ملكية الأرض لشركة (حمامي وافيس).
ما يميز القضية :
فجرت المحكمة العليا نهار 2008.01.29 قرارها المشئوم والذي يقضي بإقرار صفقة بيع 40 دونما من الجزء الشرقي لمقبرة طاسو الإسلامية في يافا والذي اعلن عنه يوم 2008.2.4 ,قرار جاء بعد صراع طويل استمر35 عاما بموجبه أقرت المحكمة العليا الصفقة التي من خلالها بيعت وبشكل رسمي نصف المقبرة لصالح شركة "يوسي هشكعوت". ففي عام 1973 أتمت لجنة الأمناء (الوصي على ما بات يعرف بـ أملاك غائبين) صفقة بيع نصف مقبرة طاسو بمبلغ 2,800,000 ليرة إسرائيلية.
وعلى اثر الاعتراض الذي قدمه احد رجال لجنة الأمناء إلى محكمة الصلح في تل أبيب معترضا على المبلغ المعروض ، ليس إلا ، وفضح القضية لتندلع اعنف المواجهات بين سكان المدينة وما يعرف بلجنة الأمناء التي ظهرت كسرطان خبيث يستأصل مقابر المسلمين, وما بقي من مقدساتهم كان أبرزها اغتيال رئيس لجنة الأمناء آنذاك من قبل مجهولين.
- 1- شراء المقبرة : تم شراء المقبرة من خلال تبرعات اهل المدينة عام 1940 وكان لعائلة ابو خضرة المساهمة الكبرى في شراء المقبرة من عائلة طاسو الثرية.
-2- اكبر صفقة: الحديث عن صفقة بيع مقبرة إسلامية تبلغ مساحتها 82 دونما وبالتالي نحن امام تصفية اكبر مقبرة إسلامية وقفية في المنطقة, مما يجعل القضية غاية في الأهمية وإثارة بمشاعر المسلمين من جديد.
-3- المشتري: شركة يوسي هشكعوت حولت 25% من حقها في المقبرة لصالح شركة شيختر أي ما مساحته 10 دونمات ,وبقي 75% أي 30 دونما لصالح شركتي "حمامي وافيس" واللتين في حالة تفكك.
4- - غليان الشارع : في الاجتماع الاخير الذي عقد في النادي الاسلامي يوم الاربعاء الماضي لاهل المدينة والذي شهد حضورا مكثفا بالذات من أوساط الشباب للدفاع عن مقدسات المسلمين.
- 5- نقل الموتى : قضت المحكمة العليا بنقل رفات الموتى والحديث عما لا يقل عن 90 قبر إلى الجزء غير المباع الامر الذي يستهجنه المجنون قبل العاقل.
6- لمن لا يعرف:
1- فإن شخصا يدعى "شركون" هو المحامي الذي يدير ملف الوقف في المدينة, وهو الشخص الذي يمثل لجنة الامناء اللجنة الحكومية المعينة التي باعت المقبرة الإسلامية وقامت بتصفية الوقف وقد حلت منذ أكثر من 4 سنوات رسميا, فمن الذي تابع ويتابع القضية خلال الفترة المنصرمة وقضايا اخرى؟ ومن الذي يقوم بجمع أموال الوقف المستأجر؟؟
2- فإن القضية او صفقة البيع إن شئت كانت طي الكتمان منذ 1973وحتى 1982 وما كادت ان تكشف او تعرف للناس لولا طمع عضو لجنة الامناء انذاك واعتراضه في المحكمة .
3- فإن المعترض عندما سأله القاضي لماذا تعترض على الصفقة وأنت ممن وافق على الصفقة فما كان من المعترض الا ان قال له "لقد كنت ثملا ولم ادر ماذا فعلت".
وقد أصدرت الهيئة الإسلامية في يافا بيانا جاء فيه: على اثر قرار المحكمة بخصوص صفقة بيع جزء من مقبرة طاسو الإسلامية في يافا ,عقدت الهيئة الإسلامية جلسة طارئة لبحث حيثيات القضية وأبعادها والعمل على معالجتها معالجة جذرية ومتابعة القضية وطرحها في جميع المحافل وعلى جميع المستويات.
اما الحركة الإسلامية في يافا - فقالت كما جاء على لسان ناطقها الشيخ اسامة عرار : إن مأساة الأوقاف الإسلامية منذ قيام الدولة وإلى يومنا هذا لهي وصمة عار في جبين مدعي الحفاظ على حقوق الإنسان وحرية العبادة والمعتقد في المؤسسة الإسرائيلية. واستمرارا لهذه الحملة الشرسة نزل علينا قرار المحكمة العليا بخصوص مقبرة طاسو والصادر في تاريخ 2008.2.4 كالصاعقة, وذلك لما يتضمنه من الاستهانة بأحيائنا والاعتداء الغاشم على مقبرة طاسو وانتهاك حرمة أمواتنا. إننا نستنكر بشدة هذا الاعتداء الغاشم على مقبرة طاسو (المقبرة الوحيدة لدفن موتانا) ونناشد الجهات الحكومية,أن ترفع الظلم والعدوان عن مقابرنا ومقدساتنا ,فإنه من غير المعقول ان تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد المساس بقبر يهودي في أي مكان من العالم (مما نستنكره بالطبع) وفي الوقت ذاته تقوم الدولة وباسم القانون, بأفظع الجرائم بحق مقابر المسلمين ومقدساتها في هذه البلاد ,نبشا وجرفا وتدميرا.