أصل عائلة البرقوني
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وبعد،
"إتحاف الأعزة في تاريخ غزة" كتاب معروف للمؤرخ المشهور الشيخ/ عثمان مصطفى الطباع الغزي، المتوفى عام 1950م –رحمه الله- ويقع هذا الكتاب في أربعة مجلدات وهو يتكلم عن تاريخ أسرتنا في المجلد الثالث منه المخصص عن العائلات والأنساب وبالتحديد صفحة 65، وقد أمضيت أكثر من حوالى عام وأنا أبحث عن ذلك الكتاب حتى عثرت عليه في إحدى مكتبات الأردن وبالفعل وجدت تقريباً كل ماذكره لي أبي مذكوراً في هذا الكتاب القيم الذي أشادت بقيمته العلمية والتاريخية العديد من الشخصيات العربية المرموقة على مستوى الوطن العربي حتى قيل عنه إنه/ المرجع الفريد في تأريخه لمدينة غزة وعائلاتها العريقة والمرجع الملم الوحيد في هذا الموضوع،وكل الكتب التي صدرت وعالجت هذا المبحث تعد عالة عليه، حيث لا يوجد مرجع آخر يؤرخ لمدينة غزة غيره/ وهو من أربعة مجلدات، ومن بعض الشخصيات العربية المرموقة التي أجازت أشادت بهذا الكتاب شكيب أرسلان الذي كان يلقب بأمير البيان والأديب العلامة أحمد زكي باشا، والأستاذ عبدالعزيز الثعالبي.
جاء في الصفحة 65 من كتاب / إتحاف الأعزة في تاريخ غزة / المجلد الثالث – العائلات والأنساب:
البرقوني
نسبة إلى " برقة " على غير قياس، قرية "بطرابلس الغرب"، وهي قرية " بغزة " سميت بذلك لبياض بها، وإقليم بالغرب، وبلدة قرب " إسكندرية " و " بروقان " بناحية "بلخ ". وبرقة بالضم قرية بنابلس وديار للعرب تزيد على مائة و "برقاء " تأنيث الأبرق وهو اختلاف اللون، قرية على مشرقي النيل في الصعيد الأدنى، جاء منها لغزة في أوائل القرن الثالث عشر أربعة أخوة، منهم علي ونزل بزاوية أبي مدين، وعبدالرحمن واشتغل بحرفة البيع والشراء، والأول خلف ابنه عبدالسلام وهو خلف سالما وعلياُ، والثاني خلف ابنه المعمر الحاج مصطفى وهو خلف ابنه الحاج سيدا والحاج راشداُ ومحمداُ وعامراُ ولكل ذرية . - انتهي اقتباس النص الحرفي من كتاب الطباع - ويوجد بعد كلمة (ذرية) رقم 1هامش سفلي في نفس الكتاب وفيه شرح.
* جدي المباشر هو (علي) رحمه الله وهو المذكور في السطر قبل الأخير من الاقتباس أعلاه وكان فارسا يعمل في (بوليس غزة) أيام الانتداب البريطاني ويسكن في سراي غزة. وسأرفق له صورة في هذا الموقع قريبا.
ملحوظة مهمة:
هناك مؤرخ اسمه/ حسن أبو لمظي شريف / يقول في موقع يزعم بأنه أكبر موقع متخصص في الأنساب على (الأنترنت) اسمه النسابون العرب يقول هذا المدعو حسن لمظي بأن أصل عائلة البرقوني هو من صعيد مصر !!؟؟؟ وواضح أنه نساب - للأسف الشديد - لا يفهم مبادئ وأصول اللغة العربية !؟ ذلك لأنه قرأ ما كتبه المؤرخ المرحوم عثمان الطباع في كتابه عن عائلة البرقوني (النص المقتبس حرفيا من كتابه كما هو أعلاه) بطريقة خاطئة ومعيبة !!؟ كيف ذلك ؟
الجواب:
حسن لمظي قرأ النص أعلاه قراءة سطحية وسريعة (كونه نسابا ! ؟) وأغفل علامات التنقيط (الفواصل) ولعدم فهمه لأصول اللغة العربية التي كتب بها المرحوم المؤرخ الطباع حيث ذكر (أسماء) ست قرى في بلاد العرب كان آخرها (برقاء..قرية على مشرقي النيل في الصعيد الأدنى) ثم أن الكاتب الطباع استخدم الفعل (جاء منها لغزة..الخ) فالأخ العربي لمظي ربط هذا الفعل مع آخر اسم وهي برقاء في صعيد مصر !!؟ ومع بالغ احترامنا وتقديرنا للشعب المصري الكريم والكبير إلا أن الصحيح في اللغة العربية هو ربط الفعل (جاء) مع أول اسم في تعريف نسب (البرقوني) وهو:
نسبة إلى " برقة " على غير قياس، قرية " بطرابلس الغرب "....هذه واحدة
الثانية:
في أخر النص الذي ذكره المؤرخ المرحوم عثمان الطباع عن عائلة (البرقوني) هامش رقم 1 .. في أسفل نفس الصفحة 65 من المجلد الثالث (إتحاف الأعزة في تاريخ غزة) يقول الطباع:
أتى بغزة منها ضابطا حماد أغا ابن عبدالرحمن البرعصي المغربي وارث الحاج عبدالله والحاج عيسى وموسى وابراهيم والحاج عبد الحفيظ...الخ
ومعروف في علم الأنساب (لمن يجيدون هذا العلم) أنه ليس من الصواب أو الحكمة ذكر اسم عائلة ثانية (البرعصي) في سياق الحديث عن عائلة محددة (البرقوني)
وخصوصا الحديث عن موضوع الإرث والميراث إلا إذا كان هناك نسب مؤكد بين العائلتين.
الثالثة:
المؤرخ المرحوم الطباع في نفس المجلد وفي الصفحة التالية رقم 66 كتب يقول عن عائلة (البرعصي) في غزة:
البرعصي
نسبة إلى قبيلة "البراعصة" من عرب الجبل الأخضر "بأدرنة " التابعة " لطرابلس الغرب"، وهو لقب عائلة واسعة، وعائلة (1) الحاس وأهربيد فرع منها، ظهر منها محمد أغا أهربيد البرعصي المغربي، وهو خلف ابنه عبدالوهاب أغا، وتوفى سنة 1324هـ وخلف ابنه حسن وتوفى ولم يعقب.
(1) ومنهم مصطفى بن عمر البرقوني وكان موجودا في سنة 1208 ولم تعرف له ذرية
وهكذا يتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن أصل عائلة البرقوني هو من منطقة الجبل الأخضر في ليبيا، قبل قدومهم إلى غزة الأبية في فلسطين.
هذا وبالله التوفيق، وهو سبحانه وتعالى القائل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" سورة الحجرات 13، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بقلم/ عدلي بن صبحي بن علي بن عبد السلام البرقوني
المرسل: عدلي صبحي البرقوني
adlipress@hotmail.com