تقع قرية عرب الشمالنه " خربة ابو زينه" في أقصى الجنوب الشرقي من قضاء صفد وبالقرب من الحدود السورية في مساكن مبنية من اللبن والحجارة، وتقع فيها أراضي خربة كرازة المقامة في مكان مدينة "كوروزين" الرومانية التي شاهدت معجزات المسيح المتعددة وخربة الزيتون، وخربة الخشاش، وخربة أبو لوزة، وخربة أم قرعة، وخربة المسلخة، وتل المطلة. تحتوي القرية على حجارة منحوتة وحيطان وعواميد وطرق مبلطة تؤدي إلى الدرب الواقع بين القدس ودمشق، كما تقع فيها أراضي خربة أبو زينة، ويعتقد أن مدينة "بيت صيدا" القديمة كانت موجودة قرب هذه الخربة. وتبعد خربة كرازة حوالي 24 كم عن مدينة صفد، منها 20 كم طريق معبدة و4كم غير معبدة، في حين تبعد خربة أبو زينة 29 كم عن مدينة صفد، منها 23 كم طريق معبدة، و6 كم طريق غير معبدة. وتبلغ مساحة أراضيها (16690) دونماً، تحيط بها أراضي قرى زحلق وطوبي والسميكة وبحيرة طبرية وسورية. قدِّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (278) نسمة، وارتفع عددهم إلى 551 نسمة في عام 1931، سكنوا في 108 مساكن وفي عام 1945 حوالي (650) نسمة وفي عام 1948 (754) نسمة، في 4/5/1948 قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها، بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (4630) نسمة.
بلغت مساحة أراضي قرية عرب الشمالنة عام 1945/ 16.690/ دونماً، لا يملك الصهيونيون منها شيئاً. وتمتد أراضيهم بين الحدود الفلسطينية ـ السورية في الشرق ووادي الوبداني في الغرب، وبين بحيرة طبرية في الجنوب وأراضي قرية زحلق في الشمال. وعدا نهر الأردن الذي يخترق أقصى الطرف الشرقي لأراضيهم من الشمال إلى الجنوب، توجد في هذه الأراضي عدة أودية، يصب قسم منها في نهر الأردن، كوادي أبو لوزة ووادي أم العقارب، ويصب القسم الآخر في بحيرة طبرية، وهي من الشرق إلى الغرب: وادي المسلخة، ويعرف أيضاً بوادي العسة وبأسماء أخرى في أجزائه المختلفة، ووادي الوبداني. وتكثر الينابيع في أراضي عرب الشمالنة، منها عين أبو زينة على بعد ثلث كيلو متر من خربة أبوة زينة، وعين الهادي، وعين عقيم، وعين الصفصافة، وكلها تقع في شمالها الشرقي، وأما عيون لبوة وأم قارة، وعيون أبو لوزة فتقع في الشرق الشمالي منها.
لم يكن يقدم لعرب الشمالنة أي نوع من الخدمات، وكان هناك مركز للشرطة على الحدود يبعد نحو نصف كم شرق خربة أبو زينة، واعتمد السكان في معيشتهم بدرجة رئيسة على تربية المواشي إلى جانب ممارسة بعض أشكال الزراعة، وخاصة زراعة الحبوب.
أصبحت أراضي عرب الشمالنة، بموجب اتفاقية الهدنة عام 1949 منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف الصهيونيون (رَ: المناطق المنزوعة السلاح)، بالإضافة إلى المنطقة الممتدة شمالها حتى جنوب الدرباشية، شاملة جسر بنات يعقوب، وكراد البقارة وكراد الغنامة، ومزرعة الخوري. وفي عام 1951 طرد الصهيونيون سكان هذه المنطقة من أراضيهم، واستولوا عليها.
احتلت خربة ابو زينه "عرب الشمالنة" في إطار هذه العملية التي سميت عملية مطأطي (المكنسة) والتي شنت في 4 أيار/مايو 1948، واستناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، كانت الأوامر العملانية تنص تخصيصاً على وجوب مهاجمة هذه القرية ونسف منازلها وطرد سكانها، وقبل الهجوم قصفت قوات البلماح المنطقة بمدافع الهاون، ويزعم موريس أن سكان القرية فروا مع تقدم القوات الغازية، وتركت عملية المكنسة ـ بحسب ما ذكر قائدها، يغآل ألون، الذي كان في الوقت نفسه قائد البلماح ـ أثراً شديداً في نفوس سكان صفد ووادي الحولة، وقد أخبر السوريون البريطانيين أن تقدم البلماح الأخير هذا تسبب بفرار 2000 لاجيء إضافي من تلك المنطقة.