جاء الإنتداب البريطاني إلى فلسطين وجاءت معه المآسي على الشعب والأرض، واشتد تأثيره على الحياة اليومية وعمل الإنجليز على تهيئة الأجواء لإقامة الدولة اليهودية وقد شارك أهالي التينة الشعب الفلسطيني أحداثه خصوصا الفترة الواقعة ما بين 1936 الى 1939 م و فترة 1947 حتى النكبة. ومع إندلاع إضراب عام 1936 م إزداد الضغط على المدن والقرى الفلسطينية وحوصرت القرية وفرض منع التجول عليها أكثر من مرة وبقي الحال حتى عام 1939 م. ومع بداية عام 1947 م إشتدت حدة المواجهات مع الجيش البريطاني خصوصاً مداهمة القرية للبحث عن الثوار وعن السلاح، وعرف عن أهالي التينة مقارعة جيش الإنتداب على الرغم من قلة العدة والعتاد وبالرغم من ذلك إنضم العديد من شباب القرية لمقاومة الإنتداب واليهود وشكلوا عدة فصائل للدفاع عن منطقتهم وأصبح الشيخ يوسف سرحان رئيس فصيل وكذلك عبدالله محمد.
أحمد حسين. ومع بداية عام 1948 م تعرضت القرية للعديد من المداهمات والتنكيل بالأهالي وإعتقال العديد من أهل التينة وسجنوا في شمال فلسطين لمدة ستة أشهر وقامت قوات الإنتداب بنسف البئر الإرتوازي الخاص بمختار القرية أحمد إسماعيل سرحان، وتم تدمير بيت الشيخ يوسف.
سرحان وفي إحدى المداهمات دمر بيت عبدالله محمد حسين وبقيت القرية متعرضة لهجمات الجيش الإنجليزي وقوات اليهود حتى 8- 9 تموز 1948 م حيث قامت قوات الهاجانا بهجوم على أهالي القرية وعلى عدد من القرى المجاورة مثل المسمية الكبيرة والمسمية الصغيرة وقرية الجلدية، وإنتهى الهجوم بطرد وخلع أهالي هذه القرية، وقد كتب مراسل نيويورك تايمز أن من نتائج إحتلال القرى الأربع التي ذكرت وقف التقدم للجيش المصري في إتجاه منطقة اللطرون. هذا وقد قدمت قرية التينة أربعة شهداء وهم زهري عبدالله مصلح سرحان، ويوسف عبدالقادر سرحان والحاجة
فاطمة سرحان وعزيزة أبوفضة.
هذه المقالة مقتبسة من المقابلة الصحفية التي أجرتها جريدة القدس مع المرحوم بإذن الله تعالى الحاج عبدالعزيز أحمد سرحان (أبو غسان)