جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
محمد بن يونس المدعو عبد النبي بن أحمد بن السيد علاء الدين علي بن السيد محمد ابن يوسف بن حسن البدري الدجاني القشاشي القدسي الأصل المدني والد الصفي المقدم ذكره القطب الولي سيد العلماء وصاحب الكرامات الظاهرة الجوهر الفرد المتصوف بعد موته ولد بالمدينة وبها نشأ وحفظ القرآن وتمذهب بمذهب شيخه محمد بن عيسى التلمساني المالكي ورحل إلى اليمن في سنة إحدى عشرة بعد الألف وأخذ عن علمائه وأوليائه منهم الشيخ الأمين بن الصديق المزجاجي طيب الله ثراه والسيد محمد الغرب والشيخ أحمد السطيحة الزيلعي والسيد علي التبعي والشيخ علي بن مطير وأجازه جل شيوخه وجال في الأقطار اليمنية وممن أخذ عنه السيد العارف بالله تعالى الطاهر بن محمد الأهدل صاحب المراوغة والعلامة محمد الفروي وغيرهما وأقام بصنعاء ونشر بها لواء السادة الصوفية وصار له بها المنزلة الرفيعة وظهرت كراماته وانتشرت ومما يحكى منها أن بعض الأمراء الزيدية بصنعاء لما ظهرت أحواله وعلا مقامه حبسه ودخل الأمير للخلاء لقضاء حاجته وأراد الخروج منه بعد فراغه فلم يستطع الخروج منه حتى أمر بإخراجه من الحبس فخرج حينئذ ومنها أن بعض أمراء صنعاء بلغه عن بعض جماعة من أهل ولايته كلام يقتضي رفعهم إليه وإهانتهم فأتوا بهم غليه على حالة منكرة فلما قدموا صنعاء رأوا عند بابها صاحب الترجمة وكان فيهم من يعرفه فأتوا إليه وسلموا عليه وذكروا له ما جرى لهم وتوسلوا به فقال لهم اعقدوا على محبته ظاهراً وباطناً لا يصيبكم منه إلا خير فقرؤا الفاتحة وفعلوا ما أمرهم به فبمجرد دخولهم عليه رأوا منه من الإجلال والتعظيم لهم والمحبة ما لم يخطر ببال أحد منهم ورجعوا إلى بلدهم ولم ينلهم منه ضرر ألبتة وله مؤلفات كثيرة منها شرح الحكم لابن عطاء الله وشرح على الأجرومية سلك فيه طريق الصوفية على أسلوب نحو القلب للإمام القشيري رضي الله عنه وكانت وفاته بمدينة صنعاء في خامس عشر شعبان سنة أربع وأربعين وألف ودفن بها وقبره ثمة مشهور يزار ويتبرك به وتقدم في ترجمة ابنه ذكر نسبه وسيادته .
المصدر:-
(من كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر لــ المحبي صفحة 1101)