هو أحمد بن محمد بن يونس "الملقب بعبد النبي" بن أحمد الدجاني بن علي علاء الدين بن بدر الدين علي بن محمد الياسين بن يوسف الياسين بن ياسين البدري بن بدر الدين بن محمد بن يوسف بن بدر بن يعقوب بن مطر بن غانم بن محمد بن زيد بن علي بن حسن بن عوض الأكبر بن زيد بن زين العابدين بن الحسين بن علي وفاطمة الزهراء بنت حضرة نبي الله ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. لقب بالأنصاري لأنهسبط الأنصار حيث أن والدته من الأنصار من المدينة المنورة. لُقِبَ بالقشاشي لاشتغاله ببيع القشاشة، كما لُقِبَ بشهاب الدين لكنه قال "لا تلقبوني بذلك لأن اسمي أحمد، وهو أشرف الأسماء، فكيف يلقب بالشهاب الذي هو العذاب والرجم؟ فَلُقِبَ بصفي الدين. ولد بالمدينة المنورة 1583م. توفي بالمدينة ودفن بالبقيع 1661م.
عاش بالمدينة المنورة في فترة القرن العاشر والحادي عشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي، وفي هذه الحقبة:
انهارت دولة السعديين بالمغرب الأقصى، كما تنازع المسلمون والنصارى بلاد ما وراء القوقاز في أرمينية واستولوا عليها من المسلمين ثم استردها المسلمون ثانية، كما أنه تم طرد المسلمين من أسبانيا في تلك الفترة أيضاً، كما استولى الأمير فخر الدين المعني على بعلبك وهدد باحتلال دمشق، كما انتشر الإسلام في وسط إفريقيا واعتبرت مدينة تمبكتو مركزاً هاماً للدعوة الإسلامية في مالي وما حولها، كما انهزم العثمانيين أمام الصفويين، كما تم الصلح بين الدولة العثمانية وإيران بعد أن نشبت الحرب بينهما، كما اتسعت رقعة الإسلام في شمال أفريقيا (ليبيا)، كما توفي السلطان العثماني أحمد الأول وتولي أخيه مصطفى الأول، ثم خلع مصطفى الأول بعد ثلاثة أشهر من توليه، ثم قيام الحرب بين الدولة العثمانية وبولونيا، ثم استرداد بعض مناطق جزيرة العرب (هرمز وسوقطرى) بعد طرد البرتغاليين منها، ثم انقلاب الانكشارية على السلطان عثمان الثاني وقتلهم له بعد أن علموا عن عزمه التخلص منهم، ثم قيام إنجلترا بالتحالف مع إيران بإنهاء الوجود البرتغالي في منطقة هرمز الإستراتيجية، ثم وفاة الشاه عباس الصفوي وتمزق دولته، ثم استيلاء العثمانيون على مدينة همذان وامتناع بغداد عليهم.
درس وتعلم العلوم الشرعية وأيضاً اقتبس الكثير من أنوار العلوم الأخرى. كان والده رحمه الله مالكي المذهب فعلمه بعض المقدمات الفقهية على مذهب الإمام مالك حيث هو مذهب شيخه الشيخ محمد بن عيسى التلمساني الذي كان من كبار علماء المدينة المنورة. انتقل برفقة والده مرتحلاً من المدينة المنورة إلى اليمن في سنة 1011هـ، فتعلم على مشايخ والده العظام مثل الشيخ الأمين بن الصديق المراوحي والشيخ محمد الغريب والشيخ احمد السطيحة الزليعي والشيخ علي المطير والشيخ علي البقع. بعد أن مكث مع والده فترة زمنية باليمن جاءه وارد مفزع جعله يترك اليمن متجهاً إلى مكة المكرمة حيث صاحب عدد من كبار علمائها كالشيخ أبي الغيث شجر والشيخ سلطان المجذوب.
ثم عاد إلى المدينة المنورة حيث صاحب بها كبار العلماء أيضاً كالشيخ احمد بن الفضل بن عبد النافع بن الشيخ الكبير محمد بن عراق والشيخ عمر بن القطب بدر الدين العدلي والشيخ شهاب الدين الملكاني وغيرهم، ثم لزم الشيخ الكبير العارف بالله أبي المواهب أحمد بن علي بن عبد القدوس بن الشيخ محمد عبد العباسي المعروف بالشناوي المصري العباسي القرشي المدني المتوفى سنة 1024هـ، حيث اعتنق مذهبه وسلك طريقته وتعلم منه الكثير وأخذ عنه الحديث، وظل ملازماً له حتى ألبسه الخرقة وزوجه ابنته واستخلفه من بعده.
اتسم بالتواضع حيث احترف تجارة القشاشة، وهي جمع وبيع سقط المتاع فعرف بالقشاشي، رغم مكانته العلمية الرفيعة ودرجته العالية ونسبه الشريف الطاهر، حيث اتصال نسبه لوالده بآل البيت ولوالدته بالأنصار، ولقد توارى في ذلك العمل زهداً وتقوى وتعبداً لله تعالى، فكان لا يرغب في إظهار شخصيته العلمية العرفانية العظيمة، كما كان لا يرغب في إظهار نسبه الدجاني الحسيني الشريف، والأنصاري أيضاً كونه سبطالأنصار، وكان دائماً يقول أن نسب التقوى أولى. كما اتسم بفصاحة اللسان وبيان الكلام.
اشتغل بالعلوم الدينية الشرعية فكان من أبرز أدواره فيها أن اشتغل بالإفتاء، ألهمه الله تعالى علم التكلم في الحقائق، وأيده بالآيات فكان من أئمةالقائلين بوحدة الوجود انشغل بالتصوف والزهد فكان متصوفاً فاضلاً متعمقاً في أنوار العلوم . عاش بالمدينة المنورة حيث ولد فيها، وبها اشتهر، وتوفي فيها، ودفن بالبقيع بينما أن أصله من القدس جده المتصوف العالم الجليل أحمد الدجاني الكبير دفين بيت المقدس.
اعتنق المذهب المالكي، ثم تحول شافعياً فصار يفتي في المذهبين (المالكي والشافعي). تتلمذ على يديه الكثير من العلماء الكبار والشيوخ العظام ومنهم السيد العارف بالله عبد الرحمن المغربي الإدريسي والشيخ عيسى المغربي الجعفري والشيخ مهنا بن عوض بن مزروع والشيخ عبدالله بافقيه وغيرهم من جماعة علماء السادة، وفقهاء اليمن كابن جغان وغيره، ومن نتيجة النتائج الذين تعلموا على يديه خليفته الروحاني الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني الشهراني.
مؤلفاته:
1) له نحو سبعين كتاباَ أكثرهم في الحديث والأصول والتصوف، منها:
2) "السمط المجيد في تلقين الذكر لأهل التوحيد".
3) "شرح الحكم العطائية" لابن عطاء الله السكندري، ولقد التزم فيه أن يختم كل حكمه بحديث يناسبها.
4) "حاشية على المواهب اللدنية" للقسطلاني.
5) "حاشية على الإنسان الكامل" للجيلي.
6) "حاشية على الكلمات الإلهية" للجيلي.
7) "شرح عقيدة بن عفيف".
8) "كتاب النصوص".
9) "الكنز الأسمى في الصلاة والسلام على الذات المكملة الحسنى".
10) "عقيدة منظومة" "في غاية الحسن والاختصار".
11) كما أن له بعض المؤلفات الشعرية.
المصادر:-
1- عبد الله بن محمد العياشي في كتابه "الرحلة العياشية" فاس 1316هـ.
2- المحّبي في كتابه "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر" القاهرة 1284هـ.
3- كما ورد ذكره في حصر الشارد وثبت العلامة الكبير وغيرها من الاثبات.